بطرس يسطس
أنشأ عبد الناصر الجنة للموظفين والخريجين حيث كان يحشدهم فى الحكومة والقطاع العام .. فقط لتوزيع الأموال عليهم وإستقطابهم سياسياً ، ولتأييد خطته لغزو العالم ، وكانت نتيجة هذه الجنة هو الإفلاس المادى ، وأيضاً التدمير الثقافى والقيمى حيث أصبح الخريجون يحتقرون الزراعة والأرض والفلاح والعمل والإنتاج
والسلام والوداعة وكافة القيم الإنسانية والروحية . والغرب قام بواسطة آلاته وإختراعاته بإنشاء جنة مليئة بالآلات التى تشغل كل شىء وتنتج كل شىء بسرعة وبدون تعب ، ويقيم الإنسان فى هذه الجنة مرتاحاً حيث تلقى المخلفات الإنسانية فى الأنهار والبحار فتلوثها ، ويحتاج الإنسان لحرق الوقود لتشغيل عدد هائل من
الآلات فينطلق ثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون ليلوثوا الهواء ، ويلقى بالمعادن الثقيلة فى التربة كالزئبق والرصاص فتلوث الأرض ، وتنشط البواخر لصيد الأسماك فتزعزع المخزون السمكى وإبتدأ يتساقط ، والغلاف الأخضر من الغابات إبتدأ يتقلص .. الجنة التى أنشأها الغرب ستدمر العالم . لكن لايجرؤ أحد على الخروج من جنة عبد الناصر أو جنة آلات الغرب .. لإنقاذ مصر والعالم من الخراب .. فالناس لايتصوروا حياتهم خارج هذه الجنات الرائعة ، وهكذا حكم على العالم بالفناء ، أما مصر فلا أعرف كيف سيكون مصيرها ، وهل ستجرؤ أو هل ستتمكن من الخروج من جنة عبد الناصر وتعود لحياة الأرض العادية المليئة بالتعب والمشقة ؟؟