بقلم : نبيل المقدس
      في لحظة من لحظات التوافق بين الرئاسة وباقي القوي الأخري المعارضة او غير المعارضة , وبعد ان وجدت الرئاسة نفسها في مأذق نتيجة عدم درايتها بالأمور السياسية الدولية ,و في محاولة كيفية مواجهة "مشروع طائر النهضة" الخاص بهم ضد "مشروع سد النهضة" الخاص بأثيوبيا , دعت الرئاسة هذه القوي لهذا الإجتماع الخطير والمفروض أن يكون سري للغاية  لكي يجدوا حلا للخروج من هذا الموقف علي اثر التقارير التي إنتهت إليها اللجنة الثلاثية والتي كانت تتكون من مصر والسودان واثيوبيا  لدراسة مدي اضرار هذا السد المزعوم علي الحياة المصرية ..

    تم الإجتماع مساء يوم 3 – 6 – 2013 في جو حار جدا .. وتم تجهيز قاعة في الإتحادية لعمل المباحثات الخطيرة التي سوف تخرج من افواه السياسيين الذين تكرموا للحضور لدلو افكارهم التي لا مناص منها إلا ان تتجاوب اثيوبيا وتلغي مشروعها فورا ... تم تشغيل اجهزة التكييف لحرارة الجو .. لكن اتضح أن هذه الأجهزة غير كافية لترطيب المكان .. فأمرت السيدة التي تقوم بتجهيز الجلسة بفتح الشبابيك مؤمنة أن هواء الطبيعة سوف يضيف انعاشا وترطيبا مع اجهزة التكييف .. وابتدأ الإجتماع ... وإذ بالجيران يسمعون احاديث ةهمسات السادة حول موضوع يختص بالأمن القومي .. تجمع الجمهور لكي يشاهدوا اكبر وأول فضيحة سياسية تنشر أمام الشعب المصري وامام العالم اجمع ... فقد نسيت السيدة الفاضلة التي قامت بتجهيز المكان ان تغلق وتحبس الهوا الذي نقل الإجتماع بأكمله بعوراته .. وكانت مفاجأة لنا أن نستمع إلي كلمات الخبراء الإسلاميين والمعارضين , حتي إتضح لنا أن درجات تفكيرهم دون المستوي ولا فارق بينهم إلا وجود اللحي ... كنا نظن ان المعارضة تمتلك من رجال عظماء لهم افكار سياسية وحلول دبلوماسية لوضح الحل السليم لسد نهضة اثيوبيا .. لكن اتضح لنا ان أغلب رجال المعارضة ليست لهم اي مشروع إلا فقط مشروع كيفية إصطياد طائر النهضة ... خسارتك يامصر علي بعض معارضي الرئاسة المشهورين  التي كنا نظن أنهم مملوئين دراية وعلم وحنكة لكن اتضح أنهم معارضي ملفوفين في ورق من السوليفان المفضفض .. !! 

   أخذت افكر ما الحكمة في وجود رجال الدين في مثل هذا اللقاء ... هل لكي يرفعون الدعوات والصلوات لرب الكون ان يهدم كل طوبة تبنيها اثيوبيا لسدهم أول بأول ... مسخرة وسوف يحفرها التاريخ واتمني أن تقوم القيامة قبل ان يتم هذا اليوم ويتلقفها علماء تاريخ الأمم لكي يدونوها ويسجلوها في الملف التاريخي لمصر ... وتكون النتيجة اننا نصبح من دول العشرة الأخيرة  لأسوء الدول تقدما .

   تذكرت النكتة التي كانت تقول أن هناك اوتوبيس مسار خطه في السويس .. فكان المسافرين يصرحون للسواق أنهم سوف ينزلون  في محطة " المطار السري " .. حدث هذا ايام حرب الإستنزاف ... طبعا انا لا اعرف إن كان هذا الحدث نكتة من النكت التي انتشرت في حينها ام هو فعلا وجود حقيقي لمطار سري في هذه المنطقة .. هذا ما فعلته السيدة الكريمة التي جهزت مكان اللقاء .. فقد فتحت الشبابيك والأبواب والميكروفونات والكاميرات .. لكي يعرف جميع راكبي الأوتوبيسات أن هناك محطة بالقرب من الإتحادية أسمها محطة " فضائح مشروع النهضة " .

   تكلمت من قبل أن الحل الوحيد في القيام من هذه الوكسة التي تسببتها ثورة 25 يناير هو مجيء الولد الذي طال انتظارنا له .. فقد تكلمت في هذا المقال .. ان قوي المعارضة ولا غيرها سوف تنقل مصر إلي بر الآمان ... وهذا ما يتضح حتي الآن ...!!!
أخيـــــــــرا وسوف أكررتذكيركم مرارا بمقالاتي السابقة " البلـــد عايزة الولــــــــد ".... "ولسة يابلد ماجاش الولد" . !!