النكسة كان ضحيتها جيش وشعب، والمسؤول عنها قيادتين سياسية وعسكرية، وأما الوكسة ضحيتها بلد بأكمله بتاريخه وحضارته، والمسؤول عنها بعض المسيرين بأوامر ونواهي المرشد، والمخدوعين والجهلة والفقراء وبطلها المجلس العسكري السابق.
 

النكسة بعدها صُوِر الجنود أسرى مذلولين قُتِل من قُتل منهم غدراً على أيدي العدو واستردت البلد الباقين منهم بعد الانتصار، أما الوكسة فصُوِر الجنود بعدها مذلولين ومأسورين على أيدي الأهل والعشيرة والذين أطلقوهم بعد التفاوض المهين معهم، النكسة قَبلها بنى المصريون السد العالي، وأما الوكسة بنى الأثيوبيين بعدها سد النهضة بعد أن قبضت القيادة السياسية الثمن، النكسة قَبلها أممنا القناة، وأما الوكسة فبعدها تبيع القيادة السياسية القناة.
 

النكسة بعدها بست سنوات انتصرت مصر واستردت الكرامة بعد أن لقنت العدو درساً قاسياً وابهرت العالم باداء قواتها المسلحة، أما الوكسة فها نحن نسعى لنلقن العدو درساً قاسياً ونطيح به ونخرجه من الاتحادية والمقطم ونتحرر ونحرر البلد ولكن بعد سنة بالتمام والكمال من الوكسة، النكسة حدثت بضوء أخضر من أمريكا، أما الوكسة حدثت بموافقة أمريكا واتفاق مع أطراف داخلية، رغم النكسة كان هناك تعليم جيد وأخرجت البلد علماء وصلوا لجائزة نوبيل واخترعوا اختراعات، وقدمت أدباء وشعراء أنتجوا فنوناً راقية حصل البعض منهم على جوائز عالمية، أما في عهد الوكسة فها كل شيء يتجه للانهيار، الثقافة والتعليم والبحث العلمي ولا أدل عن المُنتظر لثقافة وتعليم البلد من أن صار الدكتور المهندس يقول أن حاصل ضرب %8×%15=2 .1وذلك بعد فاصل من الوكسة الرقمية غير المترابطة وغير ذات معنى.
 

عزيزي وصديقي القارئ، أظنك الآن قد أدركت أن تلخيص الفروق بين النكسة والوكسة يتجلى في أن ما يفرق بين حدوث النكسة ووقوع الوكسة حوالي 45 عاماً وكام يوم.
 

المختصر المفيد لم يعد أمامنا إلا أن نتمم العبور في 30 يونيو القادم، فهل يفعلها الشعب لنكتب مقالاً عن الفارق بين العبورين؟ يا مسهل.