الأقباط متحدون - معارضة فشنك
أخر تحديث ٠٠:٥٤ | الجمعة ٧ يونيو ٢٠١٣ |   ٣٠ بشنس ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٥٠ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

معارضة فشنك

بقلم : ماجد سمير

"حسن زعبولا ماشي بيدلع" أغنية قديمة جدا لا أعرف ما مصدرها ولا من كتبها ولحنها وغناها، سمعتها منذ فترة طويلة، كان يرددها بعض الشباب يداعبون بها صديق لهم اسمه "حسن"، تتردد الأغنية المبدعة الآن كثيرا في أذني وأجد نفسي أدندن بها دون مقدمات وبلا وعي وكأني مسلوب الإرداة،  ويصاحب لحنها أمام عيني صور ذهنية متتالية متتابعة لعباقرة المعارضة في مصرنا العزيزة كل منهم بمواقفه وآراءه وردود أفعاله على الأوضاع السياسية والإقتصادية والصحية والتعليمية وربما الملوخية خلال أزهى عصور البذنجان – الذي نعيشه - سواء العروس أو العادي، ويختلف معي البعض على ربط البذجان بالسياسية لانهم يفضلون البامية بشدة لأنها من وجهة نظرهم أقرب للعمل السياسي من البذنجان لأن الأخير يطبخ منه المسقعة التي يمكن أكلها باردة، وهو الأمر الذي لايتفق أبدا مع السياسة أبدا حسب وجهة نظرهم لكن في النهاية المسألة مجرد نِفس وماتقبله من الأكلات طبقا لمقولة كل اللي يعجبك.
 
وفي أمر ليس ببعيد عن الأكل والخضار والفاكهة وغيرها، تستمر المعارضة في التعامل مع القضية بأسلوب مباشر له علاقة بالمطبخ المصري تحديدا كأنه نوع من أنواع تشجيع المنتج المصري، وربما لتأكيد الوطنية وعدم تعرضها للاتهام بالعاملة والخيانة أو الاستقواء بالخارج، أصدقائنا المعارضون يواجهوا السلطة وجبروتها وطغيانها على كل شىء في الدولة بطريقة " يا حبيبي المحشي استوى .. اديني صباعين في الهوا" 
المعارض السياسي يناضل ويجاهد من أجل مصلحة الوطن بالتنقل بين الفضائيات مرة ضيف يتكلم بالفم المليان عن أحوال البلاد والفقراء والعباد بتأثر شديد يجعل الدمعة تفر من عين المشاهد والمذيع يتأثر والمعدة تصاب بغيوبة ومعها عدد من المصوريين فيضطر رئيس تحرير البرنامج إلى "دش فحل بصل" يمر به على أنف الجميع خلال فاصل الإفاقة، ومرة أخرى مداخلة على التليفون يتحدث فيه بقلب جامد معارضا سياسة الحكومة، لكن فقط عبر شبكة المحمول وصوته ينتقل عبر الأثير، وهناك فريق ثالث يفتح ما سورة التصريحات الصحفية ليغرق بها الصحف والمواقع الأليكترونية لتسيل منها المعارضة السياسية بكثافة تتساوى مع قانون الطفو فيعلوا المعارض في سماء الفضاء الأليكتروني خاصة أن منهم من يناضل فقط على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر".
 
نسى أوتناسى اقضاب المعارضة- وربما كان للكسل دورا كبيرا في قرارهم بالابتعاد عن الشارع ربما- أن العمل السياسي لن يى النجاح إلا إذا كنت متواجد في الشارع بشكل فعال، لكن الشوارع شديدة الزحام كما أنها ملوثة، فضلا عن أن النضال في الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الأليكترونية وكذا شبكات التواصل الإجتماعي اكثر شهرة وشياكة.
مع الأسف الهبوط  الشديد لشعبية الإخوان والتيار الديني بشكل عام لا يعني بالمقابل زيادة شعبية المعارضة الفاشلة في أن تكون البديل، رغم أنه حسب الأغنية أحيانا يزيد عند "زعبولا" الإحساس بالذات فيمشي في الشارع بمنتهى الزهو متخيلا أن الشعب سيرد بحماس شديد عندما يسألهم بغرور "أنا مين؟ ....فيرد الشعب:حسن زعبلا ..أنا مين؟ ..حسن زعبلا"  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter