الأقباط متحدون - تضافر الجهود فى إخراج فيلم خطف الجنود
أخر تحديث ٠٤:٠٨ | الجمعة ٧ يونيو ٢٠١٣ |   ٣٠ بشنس ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٥٠ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

تضافر الجهود فى إخراج فيلم خطف الجنود

إخراج فيلم خطف الجنود
إخراج فيلم خطف الجنود

فاروق عطية

   بالطبع أحسست ببعض الفرح ولكنى ما زلت مفروسا ومغتاظا ومتوجسا خيفة لما نحن فيه من كوارث, فمَن خَطَف الجنود قد أعادهم ولكن الخاطفون قد تلاشوا ولا نعرف لهم مستقرا. كنت لا أومن بنظرية المؤامرة وكثيرا ما حاولت دحضها ونفيها, ولكننى اليوم أرى فى الأمر مؤامرة.

مؤامرة ذات طرفين, طرف خارجى وآخر داخلى, الطرف الخارجى هو التحالف الصهيوأمريكى الذى وجد فى الجماعات المتأسلمة فرصته للانقضاض على الشرق الأوسط وإعادة سايكس بيكو جديد لتقسيم المقسم, لاستعادة السيطرة على منابع البترول والثروات المعدنية وسيادة دولة إسرائيل على المنطقة المجزأة.

والطرف الداخلى وهم جماعة الأخوان المسممين الذين قد أحسوا بتدهور شعبيتهم وشعبية السيى الرئيس فشجعوا حماعة الجهاد الإسلامى التابعة لهم فى سيناء لخطف الجنود وحبك سيناريو الفيلم الهندى الذى شاهدناه على مدار الأيام الماضية حتى انتهاء الفيلم بإطلاق المخطوفين, وما يثبت ذلك ما رصدته القناة الثانية الإسرائيلية من مكالمات بين الخاطفين وخيرت الشاطر. أراد الأخوان بهذا الفيلم ضرب عصفورين بحجر واحد, الهدف الأول هو التخلص من السيسى (رغم أنه إخوانيا قلبا وقالبا) الذى يشكّل لهم عبئا معنويا متزايدا نتيجة التوكيلات التى جمعت لتولى السيسى مسؤولية الحكم حتى يتم تشكيل لجنة توافقية لوضع دستور يليق بمصر الحضارة يليه انتخابات برلمانية ثم رياسية, وذلك بوضعه بين أمرين أحلاهما مر, إما أن يتهور الجيش ويطلق مدافعه على الأماكن التى يتصور أن المخطوفين موجودين بها فيصيب الكثير من السيناويين فيثورا عليه ويصفونه بقاتل الأبرياء, وإما لا يفعل ويتهم بالخنوع والجبن وفى الحالتين تكون الفرصة مواتية لعزله والتخلص منه. والهدف الثانى هو إظهار مرسى بعد الإفراج عن المخطوفين كأنه رامبو البطل المحرر الذى لا يقهر.

ولكن حنكة قيادات الجيش قد أحبطت تآمرهم ونجح الجيش فى تعبئة إمكانياته الحربية وحصار الخاطفين بمدرعاته وطائراته مما سبب لهم الرعب وسارعوا بإطلاق خاطفيهم دون أن يطلقوا طلقة واحدة, فانقلب السحر على الساحر وازدادت شعبيتهم تدهورا.

   كيف لنا أن نفرح وهناك الكثير من الهموم التى تؤرقنا وهى كثير, منها اختطاف الضباط الثلاث وأمين الشرطة منذ 4 فبراير 2011 عن طريق ميليشيات ممتاز دُغمش "الغزاوى" والصديق الصدوق لرجل الأخوان الأول خيرت الشاطر, وحتى الآن رغم المساومات والوعود لم يتم الإفراج عنهم ولا أمل فى ذلك لأن مؤسسة الرئلسة لا تُعير الموضوع اهتماما بل قيل أن الرياسة راغبة فى استمرار اختفائهم لأنهم شهود رؤية مرسى فى غزة بعد هروبه من السجن بثلاثة أيام, وربما يستفاد منهم فى وقت عوزة.

أيضا هناك قضية أبناء قواتنا المسلحة الـ 16 الذين قتلوا غدرا أثناء تناولهم الإفطار فى شهر رمضان الماضى, الأحد 17 رمضان الموافق 5 أغسطس 2012 "بالإضافة لـ 7 جرحى" وحتى الآن لا نعرف كيف قتلوا ومن هم المتورطون فى القتل, وتعتيم وسكوت غير مبرر من مؤسسة الرياسة والحزن الحاكم كأن شيئا لم يحدث وكأن دماء أبناؤنا مباحة لكل عابر سبيل. هذا إضافة للقضايا الغامضة التى لم نجد لها حلا حتى الآن كقضية فتح السجون وهروب المساجين وعلى رأسهم أتباع حماس وحزب الله والجماعة المحظورة, وقضايا موقعة الجمل ومسبيرو ومحمد محمود وغيرها من المجازر التى حتى الآن لم يماط اللثام عن مرتكبيها.

   والأهم والأخطر ما يجرى على حدودنا الغربية والشرقية والجنوبية أيضا. على الحدود الغربية بيننا وبين ليبيا التى تمتد لـ 1049 كم, لوحظ تجمع كثيف للجهاديين القادمين من الدول الأوروبية خاصة ألمانيا, إضافة للهدف المعلن من قوات الناتو بعد حسم السيطرة على ليبيا وهو خلق وضع متوتر على الحدود المصرية فى الفترة الانتقالية التى تعيشها مصر لتحقيق ما يعرف بالفوضى الخلاقة المعلنة منذ 2005, ويفعّل ذلك بترك الأسلحة الليبية المستولى عليها من جيش القذافى للقبائل لتتاجر بها وتتسرب بالتالى لداخل مصر.

وما جرى وما زال يجرى على الحدود الشرقية والمسكوت عنه ولم يذكر كأنه لم يحدث وهو خطير بكل المقاييس. ففى يومى 26 و 27 يناير 2011 والشارع المصر يغلى ومشغول بالثورة, تم رصد اتصالات بين عناصر خارجية مقيمة بقكطاع غزة وبين أشخاص مقيمين فى شمال سيناء لترتيب شيئ ما فى المنطقة الحدودية الملاصقة لقطاع غزة "رفح والشيخ زويد" .

وفى الساعات الأولى ليوم 29 يناير بعد خطاب مبارك (مساء 28 يناير ـ حمعة الغضب) تعرضت مصر لحرب حقيقية لم يعلن عنها, فقد دخلت مجموعة ضخمة من الميليشيات المسلحة عبارة عن 200 سيارة لاند كروز ذات دفع رباعى محملة بالأشخاص والأسلحة من صواريح جراد ومدافع أر بى جى ورشاشات وأدارت معركة فى مدينة رفح من الساعة الواحدة حتى الرابعة فجرا, فى عملية عسكرية لتفريغ رفح من جميع القوات المكلفة بحماية الشريط الحدودى, خاصة الشارع الرئيسى لمدينة رفح, وفى الرابعة صباحا كانت مدينة رفح مدمرة تماما وخارجة عن السيطرة المصرية.

وبعد إتمام المعركة بنجاح حاءتهم تعزيزات وتقدموا غربا إلى مدينة الشيخ زويد "30 كم فى العمق المصرى" وأداروا معركة مماثلة من الساعة الرابعة حتى التاسعة صباحا وحققوا نفس النجاح بتدمير كل ما هو ممثل لسيطرة الدولة المصرية وبذلك يكونوا قد استولوا على شريط طوله 60 كم "المنطقة جـ " حتى مدينة العريش.

حاولوا ثلاث مرات الاستيلاء على مدينة العريش ولكنهم لم يوفقوا. بذلك أصبحت المنطقة جـ وامتدادها جنوبا حتى منطقة المضايق خارجة عن السيطرة المصرية, والوجود الفعلى المصرى بها شاحب ولا يمثل سيطرة فعلية. وأصبحت هذه المنطقة تخضع لسيطرة تجمع الخارجين على القانون والإرهابيين الذين كانوا خارج مصر والمطلوب القبض عليهم, إضافة لمن هربوا من السجون إبان الهجوم عليها وأيضا المجرمون الذين أُفرِج عنهم بقرارات رياسية. بالطبع كان ذلك متواكبا مع الرؤى الصهيوأمريكية بتفريغ منطقة باكستان وأفغانستان من إرهابى القاعدة واستنساخ جيب أخر لتجمعهم بتلك المنطقة. وللأسف حاول الجيش أن يسيطر على الموقف قبيل عزل المشير طنطاوى بمحاولة غلق الأنفاق والقضاء على تجمعات الإرهابيين بجبل الحلال بما سمى العملية نسر التى أجهضت وتوقفت بعد عزله. والآن بعد تحرر الجنود السبعة المخطوفين يحاول الجيش بقيادة السيسى ولكن يده مغلولة بعدم موافقة الرياسة والحزن الحاكم.

والهدف من سيطرة الإرهاب وميليشيات حماس على المنطقة جـ له أهداف لا تخطئها العين الفاحصة منها:
1 ـ خلق وضع مضطرب فى المنطقة من عمليات إرهابية متكررة زمانيا ومكانيا طلبا لتدخل الأمم المتحدة وتدويل سيناء
2 – تحقيق حلم إسرائيل بحل القضية الفلسطينية بإنشاء ما يسمى بغزة الكبرى على جزء يمتد 60 كم على الشريط الحدودى المصرى مع إعطاء مصر جزء مساو له فى صحراء النقب ( ومع الوهن المصرى لم يعد أحد يذكر هذا الوعد بتبادل الأرض ). و قد مهدت إسرائيل لذلك بقطع العلاقة بين الضفة وغزة تماما حتى تستولى تماما على الضفة وتصبح فلسطين هى غزة الكبرى المقترحة.

  وعلى الحدود الجنوبية الوضع أيضا يشهد سوءا مماثلا بتجمع الجهاديين فى منطقة الحدود الثلاثية بين مصر وليبيا والسودان, وتشهد المنطقة عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وتهريب الأفلرقة الراغبين فى الهجرة لإسرائيل. وزاد الأمر سوءا بتعهد السيئ الرئيس لنظيره السودانى بالتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين. وبعد الزيارة الميمونة للسيى الرئيس لأثيوبيا بمناسبة الذكرى الـ 50 لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقى), وتصريحه الغير مسؤؤل بأن مصر لا تمانع فى بناء أثيوبيا لسد النهضة, شرعت الحكومة الأثيوبية فور مغادرة السيئ الرئيس بإعلان بدء تحويل مجرى النيل الأزرق يوم الثلاثاء 28 مايو والذى كان مقررا البدء به فى ديسمبر القادم فى ضربة موجعة للسيئ الرئيس وسياسته الخرقاء. وكان رد فعل الرياسة فضيحة مدوية شهدها العالم أجمع فيما سمى باجتماع الحمار(الحوار) الوطنى وما أذيع فيه من بيانات عنترية على الهواء مباشرة مما يعتبر تدخلا وتحريضا على دولة أجنبية عضو فى الأمم المتحدة, والذى أساء لمصر وشجع دولا أخرى كتنزانيا وأوغندا على بناء سدودا مماثلة على روافد نهر النيل وبذلك أصبح مستقبل مصر المائى مهددا وأن الاتفاقيات الدولية التى تم عقدها على مدار الـ 100  عام الماضية لتنظيم التعامل مع دول الحوض فى ملف مياه النيل أصبحت «فى مهب الريح».
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter