الأقباط متحدون - رؤية .. للعمل القبطى فى بلاد المهجر
أخر تحديث ٠٦:٠٨ | الاثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣ | ٣ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٥٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رؤية .. للعمل القبطى فى بلاد المهجر

إعداد منير بشاى- لوس أنجلوس

بالتشاور مع عدد من النشطاء
 
يوليو 2011

"بلا رؤية يجمح الشعب" أمثال 29: 28
 
تقديم
تعالت النداءات فى الآونة الأخيرة تطالب أقباط الخارج بتوحيد صفوفهم وتفعيل دورهم فى مواجهة الظروف المصيرية التى تمر فيها مصر وتنعكس بالتالى على أقباط الداخل خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير 2011.
 على مدى آلاف السنين ظل الشعب المصرى عامة والقبطى خاصة ملازما لأرض وادى النيل ولم يعرف عنه ميله للهجرة. ولكن فى النصف الثانى من القرن العشرين تغيرت هذه الظاهرة فرأينا الأقباط يهاجرون مصر فى أفواج الى قارات العالم الخمس حيث يقدّر الآن عدد المهاجرين منهم بأكثر من 2 مليون نسمة 
 
ومع ان بعض المسلمين المصريين قد لجأوا أيضا للهجرة عندما فتح الباب ولكن كان ذلك بنسبة أقل ولأسباب بعضها يتفق مع أسباب الأقباط وأكثرها يختلف. فلا شك ان ظاهرة هجرة الاقباط ارتبطت بمعاناة الشعب القبطى خاصة بعد ثورة يوليو 52 التى حاولت القضاء على هوية مصر، وربطتها بالعروبية، وازدياد الجرعة االدينية الاسلامية المتشددة.  وهذا أدى الى احساس الاقباط أنهم غرباء فى بلدهم خاصة بعد تصاعد العمليات الارهابية التى طالت أشخاصهم وكنائسهم وبيوتهم وأعمالهم وأدت الى تهميشهم فى كل مناحى الحياة. وكان من هاجر من الاقباط نتيجة هذه الظروف قد تزامنت هجرتهم مع تعرض من بقى فى مصر لمتاعب شديدة كنتيجة لنفس هذه الظروف.
 
منذ بداية هجرتهم أخذ الأقباط على عاتقهم مسئولية ان يكونوا سندا لمصر عندما جازت فى أزمات وحروب، ويكونوا لسانا لأخوتهم أقباط الداخل للتعبير عن آلامهم وآمالهم، وعونا ماليا لهم للتفريج عن ما يعانونه من ضيق اقتصادى . وبمرور الوقت تزايدت معاناة أقباط الداخل وتكاثرت أعداد المهاجرين. وبرزت الحاجة الى ابتكار آليات جديدة لتنظيم وتفعيل دورهم وجعله أكثر تأثيرا.  واصبحت الحاجة ماسة الى توحيد الفكر على رؤية واضحة محددة لما نريده ان يتحقق فى المستقبل.
 
 ومن هنا جاءت فكرة صياغة هذه الرؤية للعمل القبطى فى المهجر.
هذه الرؤية ليست محاولة لتأسيس منظمة جديدة يتجمع حولها الأفراد والمنظمات القبطية، فقبل توحيد الصفوف يجب أولا توحيد الأهداف. كما انها لا تمثل قائمة بمطالب ستقدم الى جهة محلية أو دولية، فقبل ان نطالب الآخرين بالمساعدة علينا نحن ان نعرف أولا ما نريده.
هذه رؤية مطروحة لمن يريد ان يتبنى أفكارها، كلها أو بعضها، باختياره الحر. هى مجموعة من التصورات والأحلام هدفها أن تكون مثل شمعة توضح الطريق فى وجداننا لنعرف أين نحن والى أين نريد أن نذهب وما هى وسيلتنا للوصول للهدف 
ونحن نأمل أن تساعد هذه الافكار على ظهور قادة من ذوى الرؤى ليتبنوا استراتيجية واضحة المعالم تحفز النشطاء والهيئات الى حوار يؤدى الى تحديد الاهداف والأولويات نحو التوافق الفكرى المنشود.
فى سنة 1963 ألقى زعيم الزنوج فى أمريكا د.مارتن لوثر كنج خطابه التاريخى الشهير "لدى حلم" الذى قال فيه "لدى حلم ان أطفالى الأربعة سوف يعيشون فى يوم من الأيام فى بلد لا يعاملهم على أساس لون جلدهم ولكن على أساس محتويات شخصياتهم".  مات مارتن لوثر كنج دون أن يرى حلمه هذا يتحقق ولكن عاش أولاده من بعده ليعاصروا فى سنة 2008 تنصيب أول رئيس للولايات المتحدة من أصول افريقية تم انتخابه بواسطة أغلبية الشعب الامريكى. 
إن الانجازات العظيمة فى حياة البشرية تبدأ عادة برؤية أو حلم، ينمو فى وجدان بعض الناس، ويتشكّل تدريجيا الى ان يكتمل تكوينه، ثم يحدث مخاض ويخرج الطفل الوليد الى الحياة.

هويتنا
•هويتنا الاثنية قبطية. نحن أقباط مصريون، اضطرّتنا الظروف أن نتغرب عن بلدنا الأم مصر ونذهب لنعيش فى بلاد مختلفة، ولكننا لم ننسى يوما أصلنا أو نتنكر لجذورنا.  يحمل كثير منا جنسيات ألاوطان الجديدة التى يعيشون فيها والتى أقسموا لها الولاء. ولكننا لم ولن نفرط أبدا فى جنسيتنا المصرية التى نمتلكها بحق الميلاد وببرهان بصماتنا الوراثية. ما يجمعنا أننا نفخر بأننا مصريون أولا نكن الوفاء لوطننا الأم، وتربطنا بمصر علاقة حب أبدية لا تنفصم. 
•هويتنا الدينية مسيحية. الدين المسيحى يمثل لدينا جزءا هاما من مكونات شخصيتنا. بايماننا المسيحى نعيش ومن أجله نموت. الاقباط المسيحيون فى الخارج ينتمون الى مذاهب مسيحية مختلفة. لكل انسان الحق فى اتباع المذهب الذى يريده. ولكن نؤمن ان الحد الادنى للايمان المسيحى هو مبادىء قانون الايمان الذى صاغه أثناسيوس الرسولى وأقره مجمع نيقية (325 م) وتعترف به جميع الطوائف المسيحية الرئيسية. 
 
أسلوبنا
•نحن جماعة مسالمة غير عسكرية وسائلنا هى المطالبة بحقوق الأقباط بالطرق السلمية المشروعة البعيدة عن العنف
•نفضل أن يتم علاج القضية القبطية داخل البيت المصرى ونسعى لذلك أولا. ولكن هذا لا يلغى حقنا فى أن نلتمس الاتصالات العالمية المشروعة للوصول إلى الهدف فى ظل مبدأ عالمية حقوق الإنسان.
•نؤمن أن الكلمة إمتياز ومسئولية. وندرك أنها سلاح ذو حدين، هى سيفنا لإعلان قضيتنا، ولكننا لا نستخدمها أداة للتجريح أو الإساءة الشخصية.
•نعرف حقيقة دورنا بالنسبة لأقباط الداخل. إننا لسنا أوصياء عليهم أو أولياء أمورهم أو ممثليهم القانونيين. نحن نمثل أنفسنا فقط والهيئات التى ننتمى لها ونحن متطوعون للدفاع عن إخوتنا. ولكن أى تسوية للقضية يجب أن يقرها الشعب القبطى فى مصر لأنهم وحدهم المعنيون بها وليس غيرهم.
•لسنا فى عداء شخصى مع النظام المصرى خاصة أن أى حلول للقضية القبطية يجب أن تمر على النظام وتحظى بموافقته. وفى المقابل ليس من صالحنا أن نلقى بأنفسنا فى احضان النظام ونراهن على أنه سينصفنا اذا كنا نتزلف له.  ومع اننا لا نخضع لسلطة النظام المصرى ولكن من صالح القضية ان نبنى جسورا مع النظام لتحقيق المساواة للاقباط على أساس العدل.
•نحن كنشطاء للعمل القبطى نستخدم الاتصالات المشروعة لحفز النظام على تحقيق العدالة لإخوتنا داخل مصر وإذا فقدنا هذه الخاصية فقدنا فاعليتنا. وهذا لا يعنى أننا جماعات إبتزاز فالإبتزاز يسعى لأخذ أكثر من الحق أما نحن فطلاب حقوق هدفنا المساواة ليس أكثر ولا أقل.
•لا نبنى عملنا على أساس ردود الأفعال.  مع ردود الأفعال يجب أن نمارس الأفعال. يجب أن نعمل برنامجا مدروسا يهدف الى التعامل مع المشاكل وإقتراح الحلول والمطالبة بها قبل أن تحدث. إن الوقاية خير وسيلة للعلاج.
•نفهم كيفية التعامل مع ثقافة الخلاف فى القضايا التى تحتمل أكثر من رأى. الخلافات هى حقيقة واقعة مع جميع البشر. وهى معنا وستستمر لأن عقولنا تفكر بطريقة مختلفة. ثقافة الإختلاف تتطلب أن يفهم كل واحد أنه لا يوجد من يملك الحق المطلق إلا الله وحده. وأنه يجب أن نكون على إستعداد أن نرحب بالرأى الآخر. ثقافة الإختلاف تتطلب المرونة فى التفكير والإبتعاد عن التشبث بالرأى والإستعداد لتغيير المواقف. ثقافة الإختلاف تتطلب أن نفرق بين العلاقات الشخصية والإختلاف فى الرأى وأنه من الممكن أن نتفق على ألا نتفق ونظل أصدقاء. 

مبادؤنا
•نؤمن بمصر وطن موحد لجميع المصرين، مسلمين ومسيحين، إن أى محاولة لتقسيم مصر فضلا عن أنها غير واقعية فهى مرفوضة شكلا وموضوعا. لا بديل لأن يعيش عنصرى الأمة معا متصالحين فى وطنهم مصر كما عاشوا على مدى قرون فى الماضى.
•نؤمن بحقنا فى عمل اتصالات مع قوى المجتمع الدولى المعترف بها للحصول على الحقوق المشروعة للأقباط ولكن نرفض الإتصال بأى جهات مشبوهة تعادى مصر حتى وإن كان هدف هذه الإتصلات خير يمكن أن يعود على القضية. إن خير الأقباط لا يمكن أن ينفصل عن خير مصر لأن الغاية لا تبرر الوسيلة.
•نعتقد أن الصدق وسيلة وغاية. لن نضحى بالصدق تحت أى مبرر حتى ولو كان خدمة القضية. ونحرص قدر طاقتنا أن يكون ما نصدره من بيانات أو ننشره من مقالات خال من الأكاذيب والمبالغات.
•نؤمن أن الحريات وعلى رأسها الحرية الدينية حق من حقوق الميلاد  وأن الله وحده هو الذى يفصل فيها.  وليس من حق إنسان أن يمنحها لأحد وليس من سلطته أن يمنعها عن أحد. نؤمن بحق جميع المواطنين إختيار عقيدتهم وحق ممارستها وحق تغييرها وإثبات ذلك فى السجلات الرسمية.  ونؤمن بحق كل إنسان فى التعبير عن عقيدته وعرضها على الآخر بالطرق السلمية المشروعة دون اساءة أو إقحام أو إكراه أو إغراء أو تهديد أو توريط.
•نحترم الكنيسة ونخضع لها دينيا. ولكننا لانتدخل فى المسائل العقائدية للكنيسة. كما أن الكنيسة لاتتدخل فى نشاطنا السياسى الذى نتحمل وحدنا مسئوليته.

أهدافنا
•مطالبنا تتلخص فى أن يعيش أقباط مصر فى مساواة كاملة فى الحقوق والواجبات مع شركائهم فى الوطن وفى أى مكان يشاءون داخل مصر وطنهم منذ الأجداد. الدين لله والوطن للجميع.
•ندعوا الى الدولة المدنية التى تستقى مبادئها من روح الأديان  وتصاغ قوانينها باجتهاد الإنسان لحل قضايا العصر. ويتم إقرارها بالأساليب الديمقراطية.  ونطالب بفصل الدين عن الحكم  ونؤمن أن الدين علاقة شخصية مع الخالق تمارس طقوسه داخل دور العبادة وبين الانسان وربه وتظهر مبادئه فى المعاملات اليومية داخل المجتمع  فى حسن الجوار والمواطنة.
•نعتقد أن التعصب الدينى هو أصل البلاء فى مصر. وندعو السلطات الى البدء فى وضع برنامج قومى للقضاء عليه يبدأ فى التعليم بتنقيته من الكراهية للغير وتدريس مادة للأخلاق المشتركة والمعاملات مع الآخر المختلف فى الرأى والعقيدة، وإفساح مساحة فى الإعلام لنفس الغرض، وتغيير الخطاب الدينى الذى يحض على الكراهية والذى يلقى داخل دور العبادة، وتشريع مواد فى القانون لمكافحة الكراهية الدينية. 
•الأمة التى لا تعرف تاريخها امة تعانى مرض ضعف الذاكرة. تاريخ مصر القديم بما فيه الحقبة القبطية هو جزء من مكونات شخصيتها وليس فيه ما يدعو الى الخجل. نطالب ان تكون الحقبة القبطية مادة اجبارية تدرس فى جميع مراحل التعليم.  واذا كانت كل اللغات القديمة تدرس فى مدارس مصر ومعاهدها فهل يعقل ان يتم الحجر على تدريس لغة مصر القبطية فى بلدها مصر؟.
•نتمنى أن تتحقق مطالبنا الحقوقية حتى نتفرغ لنكون دعاة خيرلمصر نتغنى بأمجادها فى العالم كله.

تمويلنا
•نشاطنا فى معظمه تطوعى إختيارى لا يهدف للربح أو التكسب المالى أو الإرتزاق على حساب القضية.
•نمول عملنا أساسا بأموال قبطية ونرفض أى مساعدات مالية من جهات مشبوهة تعمل ضد صالح مصر.
 
إستمرارية العمل
•استمرار الحركة القبطية رهين بتجديد شبابها. على الشيوخ أن يفسحوا المجال للشباب أن يأخذوا دورهم فى العمل ومكانهم فى القيادة لأن هذا الشباب لهم إمكانيات وخبرات تضيف أبعادا جديدة للقضية. ومن ناحية أخرى على الشباب أن يحافظوا على تقاليدنا الشرقية التى تطالبهم بإحترام الشيوخ وتقدير انجازاتهم والتماس القدوة والنصيحة منهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter