الاثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣ -
٤٠:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم : جرجس وهيب
فعلا شكرا للازمات التي تظهر معدن الإنسان فهناك ناس معدنها دهب لا تتغير ولا تتبدل مهما حدث معها ومهما تعرضت للمشاق والمتاعب دافعا عن مبدأ ثابت ودافعا عن رسالة سامية وناس معدنها صفيح وورق تتغير وتتبدل مع تطور الإحداث وليس لها هدف أو مبدأ تسعي إليه في الغالب هدفها وهو السعي وراء مصالحها.
فمن النوعية الثانية الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة واحد فرسان فترة التسعينات من القرن الماضي في نظر الكثيرين من الشباب في تلك الفترة وأنا منهم فانا صوتت لصالح الدكتور أيمن نور في انتخابات عام 2005 باقتناع وحب شديد له ورفضا للنظام القائم في ذلك الوقت بل توليت متبرعا الدعاية لنور في محيطي في عز جبروت مبارك وأجهزته الأمنية.
وبعد الانتخابات شاركت في مظاهرة عندما كنت بالصدفة بجوار محكمة النقض مع عدد لا يزيد عن خمس أشخاص كانت من بينهم السيدة جميلة إسماعيل القيادية في حزب الدستور وعضو جبهة الإنقاذ عندما تم الزج بنور في السجن في قضية تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد الشهيرة.
ولكن أيمن نور الآن وبعد الثورة غير أيمن نور قبل الثورة فأيمن نور الآن أصبح محلل الجماعة وهو لفظ مهذب لما يجب أن يوصف به.
فالدكتور أيمن نور الليبرالي الكبير تحول كبير وأصبح صديق مقرب لجماعة الإخوان المسلمين فشارك معهما في إعداد الدستور علي الرغم من انسحاب كافة الأحزاب المدنية من جلسة سلق الدستور الشهيرة من خلال مندوب الحزب باللجنة وشارك بعد ذلك في كل الحوارات الوطنية الفاشلة التي عقدت خلال الشهور الماضية، برعاية الرئيس محمد مرسي وتخطي الأمر ذلك في مشاركته في محاولة لضرب جبهة الإنقاذ من الداخل عندما رعي لقاء بين المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس جمهورية مصر العربية الفعلي وبين السيد عمرو موسي الذي اخطأ خطأ شنيع بلقاء بالشاطر في هذا التوقيت الحرج، وكان من الواضح أن اللقاء الهدف منه فقط ضرب جبهة الإنقاذ وتقسمها بعد الإعلان عن اللقاء الذي لا يعرف احد ما هي النتائج التي أسفرت عنه.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يفعل الدكتور أيمن نور ذلك؟
الإجابة من وجهة نظري الشخصية البسيطة أن نور وجد نفسه بعد هذا العمر لا شيء مجرد رئيس حزب كرتوني ليس له أي وجود ولا يعرفه 99 % من المصريين ولم يسمعوا عنه ولو خاض الانتخابات لن يحصل علي شيء فبحث عن عطايا الإخوان من خلال كسب ودهم وبخاصة في وقت وجود معارضة كبير لهم، أرعبتهم وجعلتهم فاقدي التركيز ويتصرفون كمن فقد عقله خوفا من يوم 30 يونيو القادم يوم الحساب علي عام من تولي مرسي الرئاسة.
كما أن أيمن نور يبدوا أن الجماعة وعدته أن يكون رئيس وزراء في حكومة الإخوان بعد الانتخابات وهذا لن يتحقق يا نور وأنت اشتريت الترماي لسببين الأول أن جماعة الإخوان المسلمين لن تحصل علي الأغلبية التي تؤهلها لتشكيل الحكومة بسبب تدني شعبيتها بعد تولي الرئيس كما أن غالبية المصرين ضجروا من الأحزاب الدينية بعد فشلهم وبعدهم عن مشاكل الناس الغلابة من بطالة وارتفاع أسعار إلي مشكلة إلغاء الباليه ومضجعة الزوجة بعد وفاتها .
والسبب الثاني يا نور حتي لو حصل الأخوان علي الأغلبية لن يكلفوك بتشكيل الوزارة لان خير الإخوان لأبنائهم وهذه من قواعد الجماعة وإذا لم تصدق هذا الكلام اسأل الأخوين مكي وكيف تخلصت منهم الجماعة الأول ألغت له منصب نائب رئيس الجمهورية والثاني قامت بمحاولة فرض عليه قانون السلطة القضائية..
وسيذكر التاريخ الوزير الذي سيصدر القانون في عهده بأنه شارك في ضياع القضاء حصن الغلابة علي الرغم ممن قدماه الأخوين للجماعة من خدمات جليلة
يا دكتور نور احترم تاريخك قد كنت في يوم من الأيام أمل الشباب الليبرالي في مصر وكنت احد من جازف الشباب بحياته للتصويت لصالحك في الانتخابات وأنا منهم فعود يا نور فالمتغطي بالإخوان عريان وستثبت لك الأيام ذلك ولكن بعد أن تكون وضعت في صفحة من شاركوا في هدم وتفتيت وضياع مصر وستلعنك الأجيال القادمة وستكون وصمة عار في جبين أبنائك وأحفادك.