كتب : هشام السروجي
الأنفاس محتبسه والأبصار زائغة والعقول متوترة والجميع ينظر الى المجهول فلا يراه بين سحب الضباب الكثيفة , أيام تفضلنا عن يوم 30/6 ولكننا لا نرى تفاصيله إلى الآن , فماذا لو نجحت تمرد وأسقطت نظام الدكتور مرسى ؟ وما هو البديل ؟
تلخصت حملة تمرد في هدف إسقاط النظام الاخوانى الحاكم , ولكنها لم تطرح بديلاً للنظام مما يجعل الأوضاع تعود إلى عشوائية ما بعد ثورة 25 يناير , وهو السبب في وصول الإخوان إلى الحكم لان الثورة لم تفرز بديلاً ثوريا يتبنى مطالب الثورة ويسعى إلى تحقيقها وسط تأييد شعبي مجمع عليه , مما يتولد معه مخاوف من إنتاج بديلاً اشد وطأه من جماعة الإخوان المسلمين أو غير مرغوب فيه من المتمردين.
انقسم المعارضين إلى قسمين , الأول يرغب في تشكيل مجلس رئاسي خماسي يضم فيه ممثل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة , والثاني أوضح رغبته في عودة الجيش لحكم مصر حتى إجراء انتخابات رئاسية عاجلة
القسم الأول: يرى في مجلس رئاسي ضمانة ألا يستحوذ الجيش على مقاليد الحكم خاصة وان رصيده ارتفع بين نفوس المصريين وفى الشارع السياسي بعد شهور قليلة من حكم الإخوان المسلمين , كما اكتسب تعاطف الشارع المصري بعد محاولات الإخوان المستميتة في إدخاله إلى دائرة أخونة الدولة والتي بآت بالفشل بعد تصدى الوات المسلحة لها , ولكن أدرك ذلك القسم أن وجود القوات المسلحة في معادلة الحكم من خلال مجلس رئاسي أصبح ضرورة لا محال منها خاصة وأن الآمن القومي المصري يشهد تهديدات عديدة على رأسها ملف سد النهضة , وهو ما يوجب معه أن يتشارك الجيش بممثل في المجلس الرئاسي , حيث لاغني عن الرؤية الإستراتيجية المتخصصة , والتي تمتلك خيوط العلاقات الخارجية وملفات الأمن القومي والإسرار السيادية والتي يستحيل بدونها إدارة البلاد بشكل صحيح.
اما القسم الثاني فيذهب إلى تولى الجيش لمجريات الأمور خشيه أن يحدث صدام بين أعضاء المجلس من المدنيين , وان يبرق في أعينهم مقعد الرئيس فيتنافسوا عليه مما قد يسبب تدهور الأمور وشخصتنها , ما قد يعود بالانهيار على الجميع ويفشل معه فكرة المجلس ويتسبب فى الدخول لازمة تهدد معها استقرار الوطن
هنا يطرح سؤال نفسه وبقوة .. ماذا لو تحولت الساحة الى حرب أهلية كما هو الوضع في سوريا , وانقسم المجتمع إلى داعم للتيار الاسلامى وداعم لمدنية الدولة , وأصبح صوت الرصاص هو لغة الحوار بين الطرفان ؟ خاصة وان التصريحات الخارجة من بين صفوف إتباع التيار الاسلامى تشير بقوة الى احتمالية تدهور الأوضاع الداخلية , وتحويلها الى فوضى عارمة وتسقط مصر في بئر العشوائية والدم.
كما ان هناك سيناريو أخر يغيب عن بصر الغالبية , حيث تنجح تمرد في إسقاط مرسى لنجد التيار السلفي يحتل مكانه كبديل عنه سواء بقوة السلاح او بغزوة صناديق جديدة , والجميع يعلم مقدار تمسك ذلك التيار بأولويات فقهيه ونظام حكم اسلامى هو الأشد والأعنف من رؤية الإخوان المسلمين فى الحكم , فالصناديق لها لغة أخرى لا يتحدث بها بطلاقة إلى الآن على الساحة إلا التيار الاسلامى بعد أن ورثها من سلفه السابق "الحزب الوطني".