الأقباط متحدون - دار الوثائق القومية فى عيون المؤرخين (1828-2013)
أخر تحديث ٠٢:١٦ | الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣ | ٦ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٥٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

دار الوثائق القومية فى عيون المؤرخين (1828-2013)

ماجد عزت إسرائيل

دار الوثائق القومية فى عيون المؤرخين (1828-2013)
 تعد دار الوثائق القومية من أٌقدم دور الأرشيفات فى العالم،حيث أنشائه "محمد على باشا"(1805-1848م)،وأطلق عليها اسم"الدفتر خانه"، وكان هدفها جمع سجلات ومراسلات وكافة أنشطة الدولة،وحــفظ تراثها الثقافى ،وتولى رئاستها لأول مرة "راغب أفـــندى"،ووضع لأئحتـــــها  الخواجة "يوحنا"،وكان من أشهرمن تولى إدارتها من بين المؤرخين فى الوقـــــــت الحالى الدكتور "صابر عرب"، وتركها لتعينه وزيرا للثقافية،ثم قدم استقالته فى إبريل2013م،.

 على أية حال، استمرت دار الوثائق (الدفتر خانه) تؤدى عملها حتى قام بتطويرها "إسماعيل باشا"(1863-1879م)،ولتسهيل جمع سجـــلات ومراسلات الدولة أنشاء فروع لها بشتى مؤسسات الدولة، وزاد من أهميتها الخديوى"عباس حلمى الثانى"(1892-1914م)،بوضعه لوائح لتسليم وتسلم المحفوظات، وعلى دربه صار الملك"فـــــؤاد الأول"(1916-1936م)،وجاءت ثورة 23 يولـــــــيو 1952م،لتصدر قراراً رقم(356) لسسنة (1954م) بإنشأء دار الوثائــــق الـــــقومية،ومكـانها قصر عابدين،وظلت حتى نقلت لمقرها الحالى بكورنيش النيل منذ عام(1990م)،وهى تعـــد الآن من بين أهم الأرشيفات العالمية.

 ودار الوثائق القومية تحتوى على العديد من السجلات والمخطوطات والدشت،وسجلات المحاكم الشرعية،والمراسلات ،كما توجد بها  العديد من الرسوم والـــوثـائق الهامة بالمشروعـــات السيادية فى مصر، وهى قبلة المؤرخين والباحثين والكتاب فى شتى مجـــــالات الحياة،ويأتى إليها الآف الباحثين من جميع أنحاء العالم،ويعد الجهاز الإدارى بها نمـــــوذجاً فريداً وخاصة منذ مطلع تسعنيات القرن المنصرم،وزاد من شهرتها أنشاء مركز خاص بترميم المخطوطات والوثائق،على أحدث النظم العلمية فى العالم .

 ودار الوثائق القومية ساهمت بموقعها الحالى ،وتميزها بين أرشيفيات العالم بإعــداد جيل من الباحثين فى تسعينيات القرن المنصرم،هم حاليا رواد للتاريخ فى عصرنا الحالى،ويتولون بعض المراكز القيادية نذكر منهم  الدكتور"خالد فهمى" رئيس قســـــم التاريخ بالجامعة الأمريكية،و"عــبد الواحد النبوى" رئيس دار الوثـــــائق السابق"،ومنهم من تمـــيز بدوره بالجامـعات المصرية منــهم الدكتور"محسن شومان" و الدكتور"صبرى الـــــعدل" والدكتور"محمد رفعت الإمـــــام" والدكـــتور "عماد هــــلال"، والدكــتور"مجدى جرجس" والدكتو"حسام عبد المعطى" والدكتور"ناصر إبراهيم" والدكتورة"نفين محمود" والدكتورة"هدى جابر"،ومنهم من أشتهره بدوره فى مجـــال البحث العلمى والإعـــــــلام منهم الدكتور"جمال كمـــــال محمود" والدكتور "ماجد عزت  إسرائيل" ــ كاتب هذه السطورــ والدكتورة"نــصرة على"،وهناك جيل من الســــادة الأساتذة والدكاترة،  يقـــود الآن بعض الوظائف والمجامع العلمية بـــ ( الدار الوثائق القــــومية) نذكر منـــــهم "راضى محـــــمد جـــودة" و"محمد مبروك" و"مرزوق العتر"،وبهذا تعد دار الوثــــــائق الــــتقومية مدرسة لتخريج العديد من الباحثين فى شتى مجالات الحياة،وهى ملتقى الباحثين والعلماء من شتى أرجاءالعالم،وتسهم فى تقارب الحضارات.

 وزاد من خوف الباحثين والمؤرخين على دار الوثائق القومية، بتولى وزير الثقافة الحالى"عـــــلاء عبد العزيز" والذى تنتمى أفكاره لأخونة الداروالذى أصدر عــــدة قرارات أطاحت ببعض شباب المؤرخين من  المناصب القيادية،وربما يكون الهدف الوحيد البحث عن وثائق"القرن المنصرم" وبالتحديد من (1928-2013م)،أو وثائق قناة السويس،أو حلايب وشــــلاتين، ووثائـــــق سيناء أو غيرها،وخاصة عــــــقب زيارة ذات الوزير لمخازن الدار وحــواره مع العاملين حول هذا الشأن ــ حسب ما ذكرت جـــــريدة اليوم السابع ــــ وهذا ما دفع العديد من المؤرخين بتوجيه الدعوة لقواتنا المسلحة بإدارة الدار فى هذه الفترة الفاصلة فى تاريخ مصرنا الحبيبة.

 وأخــــــيراً، لقد تم حرق المجمع العلمى،ومحكمة باب الخلق،وفقدت مصر جزء من تراثها  الثقافى وحضارتها ،واليوم يصرخ العديد من المؤرخين والباحثين، بسؤال هـــل نترك دار الوثائق حتى تصل للحرق؟
 
 


 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter