الأقباط متحدون - فتحطين وحماسطين
أخر تحديث ١٩:٠٥ | الجمعة ١٤ يونيو ٢٠١٣ | ٧ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٥٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فتحطين وحماسطين

بقلم : فاروق عطية
تقول التوراة أن الفلسطينيين كانوا موجودين فى تلك البقعة من قديم الأزل ولكن الله عاقبهم لعدم طاعته وعبادتهم للأوثان, فسلط عليهم إبراهيم الخليل ومن عَبَرَ معه نهر الفرات ليقيموا ملك الله فى أرض الميعاد لكونهم شعب الله المختار, وبعد احتلال العبرانيون أرض فلسطين لم تنقطع صلة الفلسطينين بها, وتذكر التوراه فى جميع أسفارها الصراع الدائر بينهم وبين بنى إسرائيل. وبعد هزيمة نبوخذنصر لبنى إسؤائيل وهدم الهيكل وسبيهم عبيدا لبابل, عاش الفلسطينيون بجانب من تبقى من الإسرائيليين فى وطنهم فلسطين. وعندما جاء السيد المسيح فى عهد هيرودس البنطى برسالة السلام إلى العالم أجمع, إنتهت أسطورة شعب الله المختار, وأصبحت رسالة الله موجهة للعالم أجمع وبالتالى صار لا وجود لأرض الميعاد. وعاش الإسرائيليون والمسيحيون معا فى فلسطين تحت حكم الرومان حتى ظهور الإسلام. وحين غزى العرب بلاد المقدس كان يعيش فيها أغلبية مسيحية مع أقلية يهودية. وكعادة الغزاة العرب باستعمارهم الاستيطانى القمعى تحولت فلسطين إلى أغلبية إسلامية وأقلية مسيحية والقليل من اليهود. وبذلك تحقق ما جاء فى  سفر التكوين 12: 14 ـ 15 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ, بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا,  لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ". فالكل فى فلسطين يهود ومسيحيون ومسلمون وارثى فلسطين هم حقا من نسل إبراهيم.

سبق اليهود إلى فلسطين منذ زمن بعيد قبائل الفلستيين الذين سميت البلاد على إسمهم, وهناك أيضا الكنعانيين الذين نزحوا من غرب جزيرة العرب فى زمن مبكر عندما تفرقت قبائلهم فى الأرجاء ليعطوا إسم أرض كنعان على امتداد الساحل الشامى شمال فلسطين وهى المنطقة التى أسماها الإغريق فينيقيا. والفلستيين هم القبائل التي استوطنت شاطئ فلسطين الجنوبي الغربي في القسم الممتد من غزة إلى يافا شمالاً, وهم من شعوب البحر. ولقد ورد ذكر الفلستيين في عدد من المصادر المصرية, خصوصاً على اللوحات الجدارية لمدينة هابو من أيام رمسيس الثالث, وسماهم المصريون «بلست». كما ورد ذكرهم في السجلات الآشورية في صيغتين متقاربتين «بلستو» و«بالستو». ومن هنا جاء اسم «الفلستيين» نسبة للتسميات القديمة. جاء الفلستيون من بحر إيجه حوالي عام 1194 ق.م. كان رمسيس الثالث قد صدَّهم عند محاولتهم غزو الساحل المصري. وتدل الرسوم التي وُجدت على البناء التذكاري الذي أقامه رمسيس على أصولهم اليونانية الأوربية, كما يدل الخزف الذي أدخلوه فلسطين على أصولهم الكريتية. ويطلق عليهم أيضا الكفتوريين نسبة لجزيرة كفتور التى هى الآن كريت.

وعندما فرضت الوصاية البريطانية على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى والسماح بعودة اليهود للاستيطان بفلسطين بوعد بلفور, ثار العرب على تغلغل اليهود فى البلاد وقامت الحرب بين العرب واليهود ( 1948) وحدثت النكبة وصدرت قرارات التقسيم ليكون لإسرائيل أقل من 50% من البلاد, رفض العرب قرارات التقسيم, وسرنا من رفض إلى رفض حتى صرنا اليوم نحلم بعودة أقل من 20% من البلاد لقيام الدولة الفلسطينية. ومن ذلك نرى أن حق الفلسطينيون واضح فى وطنهم وثابت تاريخيا وجغرافيا ومثبت فى الكتب السماوية أيضا.

في 1 يناير 1965 أُعلنت انطلاقة حركة فتح بتأييد وتعضيد من جمال عبد الناصر, وهى من أولى حركات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي, وقد ارتبطت فنح بقائدها ياسر عرفات حتى وفاته عام 2004. وحركة فتح (اختصار معكوس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني), وهي جزء رئيسي من الطيف السياسي الفلسطيني وأكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وفى 6 ديسمبر 1987 ظهرت إلى الوجود حركة حماس بتأييد وتعضيد الشين بيت الإسرائيلى من إجل إضعاف منظمة التحرير الفلسطسنية, بقيادة مؤسسها الشيخ أحمد ياسين, "يقول المحلل الاستراتيجى فى وكالة المخابرات الأمريكية مارثا كيسلر: شاهدنا إسرائيل تساند الحركات الإسلامية فى مواجهة الحركة الوطنية". و"حماس" هى إختصار لحركة المقاومة الإسلامية. وفي الانتخابات التشريعية التى جرت فى  25 يناير 2006 خسرت حركة فتح أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني لصالح حركة حماس.

وكعادة الأخوان المسممون ومن يتبعهم ويسير على نهجهم, بدأ نفوذ المتأسلمين يأخذ طريقه الممنهج لأسلمة القطاع وحكمه بما يرونه تطبيقا للشريعة ووضح ذلك جليا فيما حدث على أرض الواقع الفلسطينى الجريح, بداية من تهديد تنظيم سيوف الحق بقطع رءوس مذيعات تليفزيون فلسطين وذبحهن من الوريد للوريد اذا لم يلتزمن بارتداء الزي الاسلامي‏, ووصفهم ما تقوم به المذيعات بأنه ممارسة للفساد الاعلامي‏.‏ ثم تترى أخبار الاقتتال بين تنظيم حماس الإسلامى ومنظمة فتح الذى انتهى بأبشع صور المجازر البشرية وعلى رأسها صورة قتل سميح المدهون التى بثتها وكالات الأنباء حيث قتل بمئات الطلقات حتى صارت جثته كومة من اللحم المفروم بين التكبير والتهليل كأنهم يقومون بذبح دجاجة وليس اغتيال نفس بشرية حرم الله قتلها, بالإضافة لإلقاء البشر من الدور الخامس عشر كأنهم جرزان وليسوا آدميين. وقد وصل عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة للمواجهة الدموية الي‏ 116 قتيلا و‏550‏ جريحا.‏ وقد شبه سامى أبو زهرة القيادي في حماس سقوط قلعة الوقائي بيد حماس‏‏ بفتح مكة علي يد الرسول, كما صرح أحد المتحدثين من حركة حماس في لقاء تليفزيوني قوله‏:‏ نحن أمام خيار القتال أو الاقتتال‏!! القتال هو مع العدو الصهيونى أما الاقتتال بين الأخوة هو ما اختارته حماس.

‏   لقد تضاءلت جرائم جنرالات جبش الاحتلال الصهيونى مع كثرتها وبشاعتها أمام ما ارتكبه السفاحون والمتآمرون والخونة من قادة حماس‏, فقد بث تليفزيون الأقصي التابع لحماس صورا لعشرات من جنود وضباط الأمن الوقائي وهم بملابس داخلية ويرفعون أيديهم علامة علي الاستسلام‏ بينما عناصر القسام تطلق النار فوق رؤوسهم بطريقة مذلة ومهينة‏‏, كما أقام الآلاف من أنصار حركة حماس احتفالات صاخبة في الشوارع في الوقت الذي هرب فيه أنصار حركة فتح من غزة إلي الضفة الغربية ومصر. بشري للعرب وللمتأسلمين أجمعين‏ وهنيئا لهم هذا النصر المظفر الذي حققه أشاوس حماس في غزة ورفح وخان يونس‏ لقد دمروا كل مواقع العدو‏ الفتحاوى وأسروا معظم قيادته واستولوا علي أسلحتهم‏ واقتادوهم في شوارع المدينة بعد أن نزعوا عنهم معظم ملابسهم امعانا في الإذلال والمهانة‏ بينما جثثهم ملقاة في الطرقات بعد أربعة أيام من قتال شرس بالهاون والصواريخ وقذائف الـ آر‏.‏ بي‏.‏ جي المضادة للدروع‏ تحولت فيها معظم أحياء غزة إلي مناطق عسكرية يحظر الخروج إلي شوارعها لأن من يخرج سوف يقتل‏.على الذين لم يفهموا الدرس أن يعوا أن وجود حماس في السلطة علي جثث أشقائهم الذين سبقوها إلي النضال الفلسطيني عمل اسلامي مشروع‏ يحقق مشيئة الله بسبق النصر علي أعداء الاسلام ويقود إليه‏ حتي وإن تأخر ألف عام‏!‏!. الحقيقة أن حماس كسبت الحرب على العدو الفتحاوى لكنها ضيعت القضية الفلسطينية ودفنتها في التراب للأبد لأن مافعلته يعني فصل الضفة الغربية عن القطاع وهو أمر كانت تسعي إليه اسرائيل منذ زمن‏, لكن حماس قدمته لها علي طبق من ذهب, ونسف أي آمال في تسوية سلمية في الأمد الزمني المنظور‏, فقدأعطت الإسرائيليين كل الأسانيد التي تؤكد صدق ادعاءاتهم بعدم وجود شريك فلسطيني‏ لأنهم مشغولون بحربهم الأهلية ولا وقت لديهم للتعامل مع القضية‏. هنيئا لأهل فلسطين فمنهم من يعيش فى اسرائيل ويطلق عليهم فلسطينى 48‏, والآن لهم دولتين تحت الإنشاء دولة رفعت أعلام حماس الخضراء وتسمى حماسطين، والأخرى تحت سيطرة فتح وتسمى فتحطين, ومن طين إلى طين يا قلبى لا تحزن ..!!.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter