السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: ماجد سمير
"الفقير لا يتهادى ولا يتنادى ولا ليه في القاعدة شهادة" وإن كان يملك شهادتين آخرتين الأولى شهادة الميلاد والثانية شهادة الوفاة التي لن يمسكها في يده أبدا، ولأننا مجتمع ذكوري يصبح الفقر عندنا ذو نكهة ووضع مختلف عن الفقر والفقراء في العالم كله ففي مصر يظل الفقر ذكرا، إلى أن يثبت عكس ذلك ولا يعرف أحد سبب ربط الفقر بالذكورة.
يستخدم دائما المعلم عبده المثل المذكورعندما يتحدث عن ملايين البشر في مصر وهم كثر، هذه المرة قالها هذه المرة وهو يجلس على مكتبه في احد أركان المقهى الشهير في المقهى الشهير الكائن بميدان الجيزة ردا على أحد الرئان الذي أكد أن الثورة القادمة ثورة الجياع والفقراء وستأتي على الأخضر واليابس في مصر مالم تستقيظ الحكومة وتراعي حقوق الفقراء وعلاجهم.
قام المعلم من مكانه وذهب إلى النصبة وأخد كوبا من الماء المثلج وعاد لمكانه وأكد في بقية حديثه أن الفقير على مدار التاريخ فريسة الجهل والمرض، ويتحول إلى هدف لاسيادنا وكبار القوم فقط عند ظهور هلال صندوق الانتخابات، ابتسم بمرارة واضاف أن الفقير كما أن له طوال عمره شهادتين أيضا لايعرف في حياته الا صندوقين صندوق الانتخابات يراه في كل مرة يساق اليه لانتخاب شخص لايعرفه ولايراه الا مرة واحدة كل اربع سنوات، ويختار ما أُملي عليه دون تفكير لأن أمثاله ليس من حقهم الاختيار أو التفكير يأخذ زجاجة الزيت وكيس السكر وأحيانا مبلغ مالي مقابل بيع الصوت، ولا تتعجبوا فالمصري من العوز والفقر باع كليته وكبده وطبيعي جدا أن يبيع صوته لأنه يعرف جيدا أن هؤلاء لايشعرون به وبمبدأ اللي يجي منه أحسن منه يأخذ الحسنة ويبييع صوته.
أما الصندوق التاني سيدفن فيه ومرتبط بالشهادة الثانية لن يرى كلامها ومسئولية وجودهما سيقع على عاتق الورثة، الفقير يدخل والحياة ويخرج منها دون أن يشعر به وبهمومه ومشاكله أحد مجرد رقم أو اسم ثلاثي مجموعة من الأوراق الرسمية قد توحي لأول وهلة أن الدولة مهتمة به ولو صوريا.
المثل الذي يستخدمه المعلم عبده يصف حال الفقير على المستوى الشعبي، بشكل واضح، فعلا الفقير لايتذكره أحد منسي دائما فطبقا للمثل دئما "لا بيتهادى" كمان أنه "لابيتنادى" لن يجد يوما من يطلبه أو يسأل عنه إلا من على شاكلته وربما اشد فقرا منه، وبقية المثل "ولا ليه في القعدة شهادة" الفقير لايمثل ثقل أو أهمية فلن يجد من يشهد في صفه أبدًا.
المنسي هو الاسم المناسب للفقير ينساه الحكام والشعب حتى بعد الثورة التي كان شعارها العدالة الاجتماعية توقعنا أن يجد الفقير من يحمل همه ويتذكره ويطرح حلولا جذيرة لمشاكله ولكن يستمر الوضع كما هو عليه ويفقد آخر فرصه في حياة كريمة ويظل الفقير "الفقير لا يتهادى ولا يتنادى ولا ليه في القاعدة شهادة".