بقلم: ليديا يؤانس
قال لي: أنا أؤمن بالله وبالتالى بوجوده، وكلمة الله تقول "طوبى لمن آمن ولم يرى." أنا لست٠مÙØتاجاً لإثبات وجود الله!
أكيد هذا Øقيقى Ù„Ùمن ÙŠÙؤمÙنْ بقلبه٠ولكن Ù„Ùمنْ ÙŠÙريد أن يؤمÙنْ بعقله ليس كاÙياً، وإذا كان القلب كاÙياً، لماذا خلق الله للإنسان عقلاً؟ أليس ذلك Ù„Ùكى ÙŠÙÙÙƒÙر الإنسان ويبØØ« عن الأدلة والبراهين التى تÙثبÙتْ صÙØØ© ما يسمعه أو يراه!
على ÙƒÙلْ Øال٠عَظيم٠إيمانك ياأخي، "الإيمان بالقلب وكÙÙ‰!" ولكن Ù…Ùنْ ØÙ‚ الÙلاسÙÙ‡ الذين ÙŠÙÙكرون ويÙÙلسÙÙÙون ما يصل لآذانهم Ù…Ùنْ Øقائق أن ÙŠÙثبÙتوا بالأدلة والبراهين صÙØØ© ما يسمعون. من ØÙ‚ العÙلماء الذين ÙŠÙترضون نظريات علمية ويَنكَبون ليل نهار وسنين يبØثون لكى يصÙلوا إلى Øقائق تؤكÙدْ نظرياتهم العÙلمية أن يَجÙدوا أيضاً أدلة وبراهين تÙثبÙت وجود الله . ÙˆÙوق هذا وذاك، ما الضرر إذا إجتمع القلب والعقل لإثبات واØÙدة Ù…Ùنْ أهم الØقائق ÙÙŠ الØياة وهي وجود الله!
إذا كان الله موجوداً ما هي الشواهد التى تثبÙت وجوده؟
لو Ø¥Ùترضنا أن Ù…ÙØÙ‚Ùقاً سَيقوم بالتØقيق ÙÙŠ جريمة ما، Ùإنه سَيضع Ø¥Ùتراضات ثم يقوم بالبØØ« لكى يكتش٠إØتمالات تØقيق هذة الإÙتراضات. وكذلك لإثبات وجود الله يلزمنا نوع Ù…Ùنْ التØقيق كالذى يعملÙÙ‡ المÙØÙ‚ÙÙ‚ لكى نكتش٠إمكانية التØÙ‚ÙÙ‚ Ù…Ùنْ وجود الله. هذه الØقائق قد تَترÙÙƒ إنطباعاً عÙندي، ومÙمكن لا تَترÙÙƒ إنطباعاً عند شخص آخر بنÙس الطريقة.
Ùيما يلى بعض الØقائق التى قد تقودنا للإعتقاد بوجود الله:
1- وجود الكون المادي
2- ترتيب وتصميم الكون
3- دقة وموثوقية الكتاب المقدس
4- طبيعة الإنسان
5- شخص يسوع المسيØ
أولاً: وجود الكون المادي يثبت وجود الله
ذَهبت٠إلى مرسى Ù…ÙŽØ·Ø±ÙˆØ Ù…ÙŽØ¹ÙŽ Ù…Ùعسكر أقامته٠الجامعة التى ÙƒÙنت٠أدرس بÙها. Ùَرق٠شاسÙعْ بين المدينة المÙكتظة بÙالسÙكان والمنازل والسيارات وبين منطقة مرسى Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…ÙŽØ´Ù‡ÙˆØ¯ لها بجمال الطبيعة وشواطÙئها ذات الرمال الناعمة البيضاء والمياه الشÙاÙØ© التى لها لون خاص. ÙÙŠ الليل جَلست٠على صخرة Ù‚ÙÙربْ الشاطئ أنظÙر البØر الكبير أمامي بأمواجه٠ومياهه٠الشÙاÙØ©ØŒ رÙعت٠عيني إلى السماء Ùوجدت القمر Ù…ÙتلألÙئاً بضوءه٠السماوي وقد تناثرت Øَوله٠وعلى مَرمى البصر Ù†Ùجوم السماء تَتَنَاغْم مع ضوء القمر ÙترسÙÙ… لوØØ© Ùنية رائعة تÙØÙ„ÙÙ‚ بÙÙƒÙŽ ÙÙŠ السماويات. إستغرقتني التأمÙلات وبدأت أستنتÙجْ أنه٠لابد Ù…Ùنْ وجود شخص ما، أكبر مني ومÙنك عمل هذا الكون. وبالتالى أدركت٠أن Ù‡Ùناك Øقيقتان:
(1) إذا كان هذا الشخص الكبير جÙداً عمل هذا الكون العظيم جÙداً إذن لابد وأنه٠كان مَوجوداً قبل عمل هذا الكون. أليس هذا
مَنطقياً!
(2) أياً كان أو كيÙما كان السبب وراء هذا العمل ÙلابÙد Ù…Ùنْ وجود قوة وقÙدرة هائلة لإنجاز هذا العمل الإعجازي.
Ùيما بعد من خلال Ù‚Ùرائتي لكلمة الله وجَدته٠يقول "السماوات تÙØَدÙØ« بمجد الله والÙلك ÙŠÙخبÙر بعمل يديه" (مز 1:19). وتستمر الكلمة الإلهية ÙÙŠ إعلان مجد الله ووجوده Ùتقول "لان Ø£ÙÙ…Ùوره غير المنظورة تÙرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته Øتى أنهم بلا عÙذر" (رومية 20:1).
الله المَوجود لا يَترÙÙƒ Ù†Ùسه بÙلا شَاهÙدْ ÙÙŽÙ‡Ùوّ ÙŠÙعلÙÙ† Ù‚Ùدرته اللامØدوده Ù…Ùنْ Ø®Ùلال خلقه العظيم. الله غير المنظور نلمسه Ù…Ùنْ Ø®Ùلال مَصنوعاته العجيبة والعظيمة. ولكن يبقى سؤال: Ù…Ùنْ أين جاءت المَواد التى استخدمت ÙÙŠ الخلق؟ أنها لمْ تأت٠مÙنْ أى مكان ولكن رÙبما تجمعت Ù…Ùنْ مجموعة ذرات ÙˆÙÙŠ وقت٠لاØÙ‚ تَكَونت المادة التى اÙستخدمت ÙÙŠ الخلق. خلق شئ يعني عمل شئ من لا شئ وهذة لا يستطيع عملها أى كائن مهما Ø£Ùعطى Ù…Ùنْ مَواهÙب. الخَلق ÙÙŠ Øد ذاته دليل على وجود الله الخالق.
أليس وجود الكون دليل على وجود الله!
ثانياً: ترتيب وتصميم الكون يثبت وجود الله
مَنْ الذى ÙŠÙمكÙنه أن ÙŠÙÙسÙر لنا عمل الطبيعة التى لا ÙŠÙمكÙÙ† للعقل البشري أن ÙŠÙصدÙقها؟ Ù„Ùماذا الكواكب تبقى ÙÙŠ المدار؟ وأيضاً قوانين الجاذبية Ù…Ùنْ الصعب ÙÙهمها. ولكن Ù…Ùنْ Ø®Ùلال التَطور Ù…Ùنْ العَالَمْ التÙÙ„Ùسكوبي إلى العَاَلَمْ المÙجهري تَكَشَÙتْ لَنَا Øقائق Ù…ÙدهÙشة عن ترتيب وتصميم المادة، وكي٠أن Ù‡Ùناك أشياء تنمو وأشياء تموت وأشياء تضمØÙ„. نعم ÙŠÙمكÙننا دÙراسة ومعرÙØ© القوانين التى وراء هذة الأسئلة، ولكن كي٠Øدث كل هذا؟ ولماذا بهذة الطريقة؟
بولس وبرنابا رسولان مسيØيان تقابلا مع ناس وثنيين ÙÙ‰ وسط تلال تركيا. الوَثنيون إعتقدوا أنَ الرَسولان آلهه، Ùأطلقوا إسم آلهتÙÙ‡ÙÙ… "هرمس" على بولس Ùˆ "زÙس" على برنابا. وأرادوا أن يذبØوا لهÙÙ… قرابين كما ÙŠÙعلون للآلهة التى يتعبدون لها. الرسولان قالا لهÙÙ… "أيها الرجال Ù„Ùماذا تÙعلون هذا Ù†ÙŽØن٠أيضاً بشر تØت الآلام Ù…Ùثلكم Ù†ÙبشÙركÙÙ… أن ترجعوا عن هذة الأباطيل إلى الإله الØÙŠ الذى خلق السماء والأرض والبØر وكل ما Ùيها.... مع أنه لم يترك Ù†Ùسه بلا شاهد وهو ÙŠÙعل خيراً ÙŠÙعطينا Ù…Ùنْ السماء أمطاراً وأزمنة Ù…Ùثمرة ويملأ قلوبنا طعاماً وسروراً" (أعمال 14: 15-17).
نعم الله لا يترك Ù†Ùسه بلا شاهد Øتى الطبيعة Ù†Ùسها شاهد دائم على وجود الأعلى ÙÙŠ الÙÙكر والذكاء أى الله.
أليس ترتيب وتصميم الكون دليل على وجود الله!
ثالثاًً: دقة وموثوقية الكتاب المقدس تثبت وجود الله
Ù…Ùنْ جميع المÙؤلÙات الدينية ÙÙŠ عالمنا، ÙƒÙتاباً واØداً يق٠Ùوق الجميع Ù…Ùنْ Øَيث٠الأصالة والسÙلطة والمَوثÙوقية والدÙقة التاريخية. الله Ù‡Ùوّ المÙؤلÙ٠النÙهائي Ù„ÙلكÙتاب المÙقدس وذو السÙلطه للكش٠عن ذاته٠مÙنْ Ø®Ùلال كلمته. ويÙعتبر الكتاب المÙقدس Ù…Ùنْ أكثر الكÙتب Ø·Ùباعة على مدى التاريخ.
ÙƒÙنت٠علي غذاء عَمَل مع صديق رَجÙÙ„ أعمال وقÙلت٠لهÙØŒ أنا عÙندي Ø«Ùقة كاملة ÙÙŠ موثوقية الكتاب المÙقدس. بادرني Ù…ÙندÙÙعا قائلاً: هذا غباء! الكتاب المÙقدس مَلئ بالتنَاقÙضات والØكايات الخيالية! طَلَبت٠مÙنه٠أن يقول لي واØدة على الأقل Ù…Ùنْ هذة التناقÙضات أو الأساطير ولكÙنه٠لم يستطع! ÙÙŠ الواقع كثير Ù…Ùنْ الناس الذين التقيت٠بÙÙ‡Ùمْ Ù…Ùنْ قبل لم يقرأوا الكÙتاب المÙقدس!
لو أنا لا أعتقد بوجود الله، بالتالى سَيكون صعباً عليّ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„ÙƒÙتاب المÙقدس Ù†Ùسه.
الكÙتاب المÙقدس رسالة الله للبشرية ومÙنْ Ø®Ùلال رسالته المÙعلنة للعالم ÙŠÙعلÙÙ† عن ذاته، الإله الأبدي القادر على كل شئ الذى ÙŠÙØÙب خليقته٠ÙيكÙÙ„ÙمهÙمْ عن ذاته ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت ÙŠÙكلÙمهÙÙ… عن Øياتهم الواقعية.
ما ÙŠÙثبÙت دÙقة ومَوثÙوقية الكÙتاب المÙقدس أنه٠كÙتÙبَ على مدى أكثر Ù…Ùنْ 1400 سنة، بواسطة Øوالى 40 كاتباً Ù…ÙختلÙين ÙÙŠ ثقاÙتهم ونشأتهم ووظائÙهم، ÙÙ…ÙنهÙÙ… الأنبياء والرÙسÙÙ„ والمÙلوك ورجال الله. ÙƒÙÙ„Ù Ù…ÙنهÙÙ… كَتَبَ ÙÙŠ Ùترة زمنية تختل٠عن الآخر وبÙالرغم Ù…Ùنْ ذلك نجد أن ما يقوله هذا الكاتب يؤكÙده٠ما يقوله٠كاتÙبْ آخر ولكن ÙÙŠ وقت آخر أى بÙÙاصل زمني قد يصل للعشرات أو المئات Ù…Ùنْ السنين.
هؤلاء الكÙتابْ يتكَلَمÙون عن Ø£Øداث وظرو٠Ùورية ÙÙŠ نطاق السياق التاريخي، ولكÙنْ الكÙلْ يتÙÙ‚ على وجود الله وخÙطته٠وطرقهÙ.
هؤلاء الكÙتابْ ÙŠÙعلÙÙ†Ùون كي٠أن الله تَكَلَمْ معهÙÙ… Ù…Ùباشرة وقال Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù…Ø§Ø°Ø§ يكتÙبون، وكي٠أنه وجه Ø£ÙكارهÙمْ لما ÙŠÙريد أن يكتÙبوه.
هؤلاء الكÙتابْ تَنبأوا عن المÙستقبل الذى تØقق الكثير Ù…Ùنْ Ù†Ùبواته٠بÙÙƒÙÙ„ دÙقة، بالإضاÙØ© إلى أن بعض النÙبوات لم تتØقق للآن.
عÙلم الآثار مازال يدرس الØضارات القديمة ليؤكد الدÙقة المÙذهلة للكتاب المقدس بالرغم Ù…Ùنْ تناقÙضْ النظريات الإنسانية على مدى السنين. الكÙتاب المÙقدس يتكَلَمْ عن Øضارات عظيمة كانت موجودة ÙÙŠ الماضى، ولكن Ù†ÙŽØن٠سَمÙعنا عنها ÙÙŠ الآونة الأخيرة وأكتشÙنا أنها كانت موجودة Ùعلاً، بالإضاÙة٠إلى أن ØÙŽÙريات عÙلمْ الآثار كشÙت عن وجود كمية هائلة Ù…Ùنْ الأدلة التى تؤكد موثوقية ودقة الكتاب المÙقدس، وذلك إعتماداً على تواريخ وأسماء وأماكن وأØداث وأشخاص Ù…Ùنْ الماضى.
ÙƒÙŠÙ Ù†Ø´Ø±Ø ÙƒÙ„ هذا؟
هل ÙƒÙÙ„ هذا كان Ù…ÙصادÙةً؟
كي٠كان هؤلاء الكÙتابْ قادرين على التنبؤ ÙÙŠ الماضى بقيام وسقوط أمم وذلك قبل أن ÙŠÙصبÙØ Ø§Ù„Øدث ÙÙŠ Øيز الوجود؟
كي٠يÙمكن أن يكون Ù‡Ùناك إتÙاق ÙÙŠ تØقيق النÙبوات بÙالرغم٠مÙنْ أن هؤلاء الكÙتاب لم يلتقوا مع بعض لتÙÙاوت الÙترة الزمنية لتواجدهم والتى قد تَصÙلْ لمئات السنين؟
أليس ذلك يعني وجود شخص غير منظور، سرمدي، ÙƒÙلي القÙدرة ÙŠÙØرك العالم بأصابع غير مرئية!
هل Ù…ÙمكÙنْ أن يكون هذا هو الله؟!
Ø£Øبائي أترÙÙƒÙكم ÙÙŠ رعاية الإله الØÙŠ الموجود إلى أبد الآبدين وألتقي بÙÙƒÙمْ ÙÙŠ المقال التالي لإستكمال موضوع "إثبات وجود الله."
وللØديث بقية......