كتب أسامة نصحي – فيينا
أعربت النمسا عن قلقها من المظاهرات الواسعة التي تجتاح تركيا ثم مصر فى نهاية الشهر الجاري وقد تمتد إلى مناطق أخرى في العالم العربي داعية إلى الحفاظ على سلمية المظاهرات وألا تلجأ الحكومات إلى العنف في التصدي لها كما حدث في تركيا وهو الأمر الذي اعتبرته النمسا سيؤخر مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبى .

وأعرب نائب رئيس وزراء النمسا وزير الخارجية، ميخائيل شبندلاجر عن قلقه إزاء تصرف تركيا بشأن الاحتجاجات التى تشهدها، منتقدا "قوات الأمن التركية استخدمت مستوى مخيف من العنف والترهيب ضد متظاهرين أغلبيتهم العظمى من السلميين".

وذكر شبندلاجر، فى بيان رسمى صدر عن وزارة الخارجية النمساوية، أن ردود أفعال الحكومة التركية، والأيام القليلة القادمة، ستلعب دورا حاسما إزاء استئناف مفاوضات الاتحاد الأوروبى مع تركيا.

وقال إن "الاتحاد الأوروبى يحتاج إلى اتخاذ أنقرة لموقف واضح إزاء ضمان حقوق الإنسان الأساسية"، مؤكدا أن الحفاظ على حقوق الإنسان تعد عنصرا أساسيا ضمن قيم المجتمع الأوروبى، وشرطا ضروريا للتقارب بين تركيا والاتحاد الأوروبى.

واقترح وزير خارجية النمسا على الاتحاد الأوروبى، مناقشة الفصل رقم 23 من ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى، وجميع البنود ذات الصلة المعنية بالقضاء والحقوق الأساسية، قائلا: "هذا يجعلنا نضع أصابعنا على الجرح"، ومن شأنه وضع القضية رسميا على طاولة المفاوضات.

وفى ذات السياق، كان وزير خارجية النمسا طالب الحكومة التركية مؤخرا، بإجبار قوات الأمن، على التعامل بشكل يحترم حقوق الإنسان والحقوق الأساسية والحريات المدنية، كما انتقد شبندلاجر، تأخر الحوار مع المعترضين قائلا: "عروض السياسيين الأتراك للحوار جاءت فى وقت متأخر"، فيما شدد فى المقابل على ضرورة الحوار لتحقيق السلام الاجتماعى.

وفى ذات السياق، حذر شبندلاجر من تجريم الاحتجاجات بسبب تصرفات أقلية غوغائية من المحتجين.

وأوضح "تدين النمسا والاتحاد الأوروبى أى استخدام للعنف وكذلك من قبل المحتجين"، كما انتقد شبندلاجر، فى المقابل التصريحات التى صدرت مؤخرا عن سياسيين أتراك تجاه المتظاهرين.