الأقباط متحدون - شرعيَة الصناديق
أخر تحديث ٠٣:٢٤ | الاربعاء ١٩ يونيو ٢٠١٣ | ١٢ بؤونة ١٧٢٩ ش     |     العدد ٣١٦٢ السنة الثامنة    
إغلاق تصغير

شرعيَة الصناديق

 بقلم: ماجد سمير 

 
"شرعيَة الصناديق" رد جاهز معلب يخرج بسرعة الضوء بأسلوب يفوق أسرع "دليفري" في مصر لأنن توصيل الطلبات للمنزال يتطلب قيامك بالإتصال بالتليفون لطلب ماتريده لكن اصداقئا المقيم مندوبهم في قصر الإتحادية أضافوا مميزات جديدة إضافية للخدمة، مجرد أن يجول بخاطرك فكرة تغيير واقع مرير لايطاق يعاني منه أغلب المصريين فيما عدا الأهل والعشيرة، إلا وتجد شخص مبتسم ابتسامة صفراء يحمل في يده اليمنى صندوق انتخابي ضخم مملتىء بالأوراق الإنتخابية وفي يده اليسرى خبر فسفوري معبأ في دواية أو غطاء علبة ورنيش وربما يعود اختيار الغطاء، لان حكامنا الجدد واتباعهم يجيدون فن التلميع ولايوجد أشرع منه ليصبح الأمر الأمر أسرع "دليفري" مُلمع في مصر.
 
تعطي شرعية الصناديق للفائز بكرسي الحكم في شرقنا الأوسط والمحمية الطبيعية- الوطن العربي سابقا-  التي نعيش فيها شارة الكابتن فيسير في البلاد وكأنها الملعب الخاص به يمشي مختالا على رأسه ريشة محصنة ضد العدوى بمرض أنفلوانزا الطيور، فيصبح فوق المسائلة أو الاعتراض، وفي أسعد الأحوال يترك تعترض كما تشاء ويفعل هو مايُؤمر به 
 
وفي مجتمع يصف الحاكم على مدار تاريخه بصفة الهيه تصبح كل قراراته محصنة ضد اي اعتراض لأن الرئيس بات بعد فوزه بالأغلبية الصندوقية  - واخد تطعيم وربما مختنفي فخده اليسار من أعلى -  محصن ضد أي معترض بل أن المعترض يصبح خارجا عن الدين والملة لمجرد أنه يرى مايخالف وجهة نظر الحكام وأولي الأمر، ولأن الحاكم لايسمع إلا أصوات التهليل والتصفيق على قراراته الموحاه من الله فلن يلتفت بطبيعة الحال إلى أصوات الفئة الضالة، وفي حالة الرئيس المنفذ لقرارات جهة أعلى منه فضلا عن أنه ليس إلا مندوبا لها في قصر الرئاسة همه الأول والأخير وربما الوحيد  تحقيق رغبات وأحلام الأهل والعشيرة.
 
ولأن الحاكم جاء بشرعية الصناديق عليك كمواطن الخضوع له تماما لأنك طبقا لعرف مجتمعنا من جاء بالصندوق تماما كمن يملك توقيعا على بياض دون شرط أو قيد وليس من حق اي شخص مهما كان الاعتراض والا بات خارجا عن الديمقراطية، رغم أن هناك عدة فصائل من حكامنا الجدد تتعبرالديمقراطية حرام شرعا والصندوق أيضا حرام شرعا وربما الشعب هو الآخر حرام ومن الكبائر، والرئيس من وجهة نظرهم راع والشعب رعيته يفعل فيهم مايشاء دون محاسبة وفي بلادنا لاتوجد محاسبة إلا في كليات التجارة فقط.
 
ومهما حاولت الاشارة إلى أن صندوق الانتخاب بمثابة عقد بين الحكام والشعب وعليه تنفيذ ما وعد به وما أقسم به والا بات حاكما غير شرعي، لن يسمع صوتك اي من الأسياد، والسؤال لحكامنا الجدد بعد خروج د.مرسي من منصبة بعد قضاءه مدته الرئاسية وفوز مرشح لهم آخر هل توجد كلمات أخرى تصفوه بها بعد أن حصد الريس مرسي كل الدعم الديني والإختيار الألهي وغيره من التشبيهات التي وصلت لحد الصحابة حسبما تحدثتم عنه.
 
ويظل استخدام اسرع ديلفري في مصر مقصور على شرعية الصناديق وما أتت به على كرسي الحكم في مصر ودون أن تطلب اي رقم هاتف مجرد أن تفكر في الإعتراض تجد شخص مبتسم ابتسامة صفراء يحمل في يده اليمنى صندوق انتخابي ضخم مملتىء بالأوراق الإنتخابية وفي يده اليسرى خبر فسفوري.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter