الأقباط متحدون - ما زرعه السادات والإخوان المتأسلمين يحصده المصريين جوعًا وعطشًا قريبًا
أخر تحديث ١٥:٠٥ | الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣ | ١٣ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٦٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ما زرعه السادات والإخوان المتأسلمين يحصده المصريين جوعًا وعطشًا قريبًا

بقلم: صبحى فؤاد 
لماذا لم يسأل مصريا واحدا نفسه لماذا تمت معاملة الرئيس ( الاخوانى) محمد مرسى العياط بطريقة افتقدت الى اللياقة والدبلوماسية أثناء زيارته الأخيرة لكل من روسيا وأثيوبيا ؟ ولماذا أصبحت دول كثيرة بعضها عربية وافريقية وبعضها الاخر اوروبية معادية او شبه معادية للنظام الحالي في مصر؟
 
ولماذا لم يسأل مصريا واحدا عن الأسباب التي جعلت أصوات تنادى في دولة مثل الكويت بترحيل المصريين العاملين بها رغم كل ما عملته مصر من اجلهم عقب غزو العراق لاراضيهم ..ولماذا صارت دولة الإمارات لاتخفى كرهها وعداءها لجماعة الاخوان المتأسلمين وتحاكم كل من له صله بهم إذا كان مقيما على أراضيها ؟
 
ان التراجع الخطير فى مكانة مصر عالميا وافريقيا وعربيا وتردى احوالها السياسية والاقتصادية والثقافية لم يكن مسئولا عنه وحده نظام الرئيس السابق مبارك - الذى يقال انه موجود حاليا فى السجن هو اولاده -  وانما كان المسئول الاكبر عنه الرئيس السابق محمد انور السادات الذى كان له الفضل فى زرع بذور الكراهية والتطرف  والعنصرية فى كل شبر من ارض مصر وتسميم عقول الكبار والصغار بالافكار الظلامية المتخلفة ودروشة المجتمع المصرى لابعد الحدود ..
 
ولولا السادات وتشجعيه العلنى والسرى ماديا ومعنويا وسياسيا للتيارات الاسلامية المتشددة والجماعات الجهادية الارهابية التى كانت ولا تزال تستخدم دين الاسلام سلاحا لها تشهره فى وجوه من يختلف معهم فى الرأى والفكر ..لولاه لكانت مصر اليوم دولة راقية متحضرة متقدمة فى كافة المجالات العلمية والصناعية والثقافية وغيرها لاتقل فى تقدمها اوتحضرها عن اى دولة اوروبية. 
 
عندما اخرج السادات طيور الظلام من سجونهم وجحورهم وجعلهم يسيطرون على دور العبادة الاسلامية والمدارس والمعاهد والجامعات ووسائل الاعلام كانت البداية الخاطئة ..وكان من المنطقى والمتوقع بعد اقدامه على هذه الخطوة ان تتاثر عقول العامة وبصفة خاصة الاطفال والشباب الصغير بما يسمعونه من تعليم خاطىء غير صحيح ودعاية باطلة وكراهية ضد الاخر غير المسلم الذى يعيش على ارض الوطن او فى اى مكان اخر من ارض الله ..
 
ومرت السنيين وتسلم مبارك الحكم عقب اغتيال الرئيس المؤمن بايدى الكلاب الارهابية المسعورة التى اطلقها لتأديب شعبه وفوجىء الرجل بالكم الهائل من التعصب والتطرف الذى كان ولا يزال موجودا فى المجتمع المصرى وبدلا من القضاء على المتعصبين وتطبيق القانون عليهم فضل تحيدهم وتجنب شرورهم وعدم الدخول معهم فى صراعات ..وكان يحاول طيلة سنوات حكمه اظهار نفسه امام الراى العام بالمتسامح المعادى للمتشددين والمتعصبين وفى مقدمتهم الاخوان المتأسلمين ولكنه فى الواقع كان يلبى طلباتهم ويسهل لهم الامور لمد نفوذهم فى الداخل والخارج .
 
وكما رأينا السادات يرسل الطائرات المصرية الحربية لدعم السودان " الاسلامى" وقتل المعارضين " الكفرة" فى الجنوب وارسال المجاهدين الاسلاميين شرقا وغربا لنشر التطرف والتدخل فى شئون كثير من الدول وخاصة فى افريقيا ..ايضا وجدنا مبارك يوافق على ارسال الارهابين الذين يطلقون على انفسهم المجاهدين لافغانستان والبانيا والصومال و الكوسفو والشيشنيا وغيرهم من الدول.
 
وكانت جماعة الاخوان المسلمين دائما فى المقدمة والصادرة فى الحروب التى خاضتها مصري غير رسميا ضد الروس فى (افغانستان والكوسفو والشيشنيا)  وضد الاثيوبين ( لصالح الصومال وارتيريا) وضد الفلسطينيين المعتدلين فى غزة لصالح حماس المتطرفة العميلة ..واليوم نجدهم يهرعون تلبية نداء أمريكا من اجل تحرير سوريا من بشار الأسد والشيعة المسلمين لصالح السنة المسلمين !!
خلاصة الكلام من تجارب الحياة ودروس التاريخ نعرف ان مايزرعه الإنسان يحصده بيديه أيضا ..وبناء عليه ما فعله السادات وزرعه فى ارض مصر كانت ثماره تقدم وظهور وبروز جماعة الإخوان المتأسلمين والجهاديين والارهابين والمتاجرين بالإسلام وشيوخ الضلال وفتاوى القتل والكراهية وتسمم عقول عقول عدد كبير من المصريين ..
 
اما حصاد ما زرعه الاخوان المتأسلمين والتيارات الإسلامية المتطرفة سواء فى حروبهم " الجهادية " لاستقطاع اريتريا من اثيوبيا او ضد الجيش الاثيوبى والافريقى اثناء تواجدهم على ارض الصومال لمساعدة شعبها ضد الشباب المتطرف 
وايضا حروبهم ضد الروس ليس فقط فى افغانستان ولكن فى دول اخرى ملاصقة لروسيا كانت جزء من الاتحاد السوفيتى ..ناهيك عن دعمهم للحركات الاسلامية المتطرفة التى تطالب بالاستقلال فى الصين والفلبين وتايلاند وبورما ونيجريا ومالى وعشرات من الدول الاخرى عربية وافريقية وأسيوية ..حصاد كل هذا سوف يكون عزلة دولية لمصر ونظامها الجديد " الاخونجى المتطرف" وعطشا وجوعا ودموعا عندما تنقص أثيوبيا بدعم دولي حصة مصر من المياه عقابا لما فعله الأخوة الأشرار بأرضها وشعبها فى الماضي القريب. 
 
اخير اخشي ان أقول إنني عكس طبيعتى المتفائلة لا اعرف حقيقى كيف يمكن للمصريين تجنب ما ينتظرهم من صعوبات وضيقات وازمات كثيرة تنتظرهم على كافة المستويات في ظل وجود نظام فاشي مستبد لم يكتفي بمعاداة  كثير من دول العالم شرقا وغربا بل اصبح معاديا لشعبه بدرجة لم ترى مصر مثلها من قبل طيلة تاريخها القديم او الحديث .. مالم تحدث ثورة شعبية دموية عنيفة تقضى تماما على ما زرعه السادات والإخوان وشركاءهم من سموم وكراهية على ارض مصر ثم إعادة بناء البلد والعقول من جديد مرة أخرى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter