شن الشيخ أشرف سعد الأزهري، الأمين العام لاتحاد علماء الصوفية، هجوما عنيفا على وزارة الأوقاف بسبب معسكرات إعداد الدعاة والأئمة الجدد، مضيفا أن هناك خطورة شديدة على الأزهر الشريف وممنهجه جراء محاولات السيطرة عليه من قبل من ''السلفيين الوهابيين''، على حد تعبيره.
''السلفية الوهابية''
وقال الأزهري، في لقاء معه قبل عدة أيام على قناة ''سي بي سي''، إن ''هذا الخطر ليس وليد هذه الأيام إنما خطر محاولات السيطرة على الأزهر والأوقاف والمؤسسات الدينية في مصر قائم من قبل الثورة بكثير، وما نراه ثمار لبذور وأشجار زرعت قبل ذلك''.
وأشار الأزهري إلى أن ''هؤلاء يحبون أن يسموا أنفسهم بـ''السلفية''، إلا أننا لابد وأن ننقي هذه التسمية لتصبح ''السلفية الوهابية''، نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب.
وأوضح الأزهري أن من يسمون أنفسهم بالسلفيين بعيدون تماما عن المذاهب الأربعة التي يعتمد عليها منهج الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن منهج الأزهر وسطي يجمع بين العقل والنقل، وله في ذلك مدرسة علمية واضحة ومحددة تعتمد على مذهب أهل السنة والجماعة على طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري، الذي يتعرض لهجوم شديد من السلفيين والوهابيين، حسب قوله.
ولفت الشيخ أشرف الأزهري إلى أن الأزهر يتعرض لحملة تشويه وافتراء في العقيدة التي يتبعها، وقال ''إن ذلك كمن يطعن المرأة في عفتها وشرفها؛ فإذا كان الأزهر (منارة العلم في العالم كله) الذي علم الدنيا كلها العلم والعقيدة والسلوك يطعن في عقيدته، ماذا بقي لهم''.
وأوضح الأزهري أن الازهر الشريف لم يتدخل أبدا في شؤون السياسية على النحو الذي يجعله طرفا في عملية سياسية، مشيرا إلى أنه ربما ينصح حاكما أو محكوما أو حزبا سياسيا.
وقال ''إن دور الأزهر المعروف على مر العصور يراد له أن ينتهي وأن يتحيز الأزهر في صف الجماعات الإسلامية هذه صاحبة المصلحة الوحيدة في تشويه الأزهر''.
وشدد الأزهري على أن ''الأزهر لن يسيس إلا إذا فقد عقيدته أو اقتنع الناس أنه لا يحمل عقيدة صحيحة أو اقنع هؤلاء الناس أنهم من يمثلون منهج السلف الصالح.. ولابد أن نقف ضد هذه التوجهات''.
معسكرات الأوقاف
وبالنسبة لمعسكرات التدريب التي تقيمها وزارة الأوقاف للأئمة والدعاة، أكد الشيخ أشرف سعد الأزهري أنه مخالفة للقانون، حيث تقام هذه المعسكرات فقط لمن تم قبولهم وصدرت قرارات بتعيينهم أئمة أو دعاة لدى الوزارة، وهدفها يكون تنشيط الإمام أو الداعية حتى يستدعى ما تلقاه من علم متوافق مع منهج الأزهر، حسب قوله.
وأوضح أن المحاضرات التي تلقى في هذه المعسكرات تكون علمية في الفقه الشريعة والقضايا المعاصرة، حتى تكون دافعا للإمام في أداء مهمته.
وتساءل الشيخ الأزهري عن سبب التعجيل بهذه المعسكرات قبل صدور قرارات التعيين؟ ولماذا يؤتى بمحاضرين من خارج الأزهر الشريف؟، مشيرا إلى أن الأسماء التي حاضرت في تلك المعسكرات تثير الاشمئزاز، كما قال.
وعندما ذكر الأزهري أسماء بعض ممن حاضروا في هذه المعسكرات مثل ''محمد حسين يعقوب، محمد إسماعيل المقدم، سعيد عبد العظيم، عطية عدلان، صفوت حجازي، حسن البرنس''، قال عنهم ''أستاذ'' ولم يقل ''شيخا أو داعية'' فهم في نظره ''ليسوا شيوخا ولا علماءً''.
ورجح الشيخ أشرف الأزهري أن يكون الغرض من هذه المعسكرات ''معرفة هل الإمام أو الداعية على نفس منهج هذه الجماعات الإسلامية أم لا؟ وبذلك تتم عملية الفرز، تماما كما كان يفعل أمن الدولة من قبل''.
''منهج ضيق''
وذكر الأزهري أن منهج هذه الجماعات شديد الخطورة على الهوية الوسطية المصرية، وقال ''هذا المنهج فهو ضيق ويحصر نفسه حصرا في اجتهادات أماميين ''ابن تيمية – ليس من السلف الصالح -، ابن القيم– تلميذه -، ومحمد بن عبد الوهاب''.
وتابع ''هم منهجهم ضيق في المرجعية أحادي في الفكر.. ولا ينضبطون بأي قواعد، بل يرجعون إلى كتب ابن القيم وابن تيمية ثم يقولون هذا من السلف الصالح''.
وقال ''إن السلفيين لديهم مشكلة نفسية هي ''الإرهاب الفكري''؛ فهم دائما ما يصفون المخالف لهم بالمبتدع أو بالكافر أو بالمعطل، أحيانا يقولون أن المخالف لهم إنه يعبد غير الله، وهذا الخطاب التكفيري الإرهابي، اعتنقه الكثير من الإخوان عندما هاجروا إلى السعودية في ستينات وسبعينات القرن الماضي؛ وقت أن كان المدرس والحلاق والعامل وأستاذ الجامعة يذهب للسعودية ويعود ''شيخ إسلام'' ويبدأ في التشكيك في الأزهر ومنهجه''.