الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : ماجد سمير
نقلت الفضائيات المختلفة دخول "زبون" يسير متخفيا إلى حانوت "سُراقة"، آخر تاجر للآلهة والأصنام في مصر،الحانوت المتخصص في بيع وشراء الآلهة يقع داخل معبد الكرنك في الأقصر، طلب "الزبون" من البائع بشغف شديد "واحد هُبل بالعجوة" فسأله سُراقة بعد قيامه بالتأكد من عدم دخول غريب إلى الحانوت "ألفه في جورنال ولا هاتُعبد هنا"، حوار كان يتكرر كثيرا داخل حوانيت تجارة الآلهة في مصر قبل اندثارها وقصر تراخيض بيع وشراء الأصنام بغرض العبادة على حانوت التاجرالشهير.
"سُراقة" أحد اشهر تجار الآلهة في السينما المصرية وكان "يقف بفرشة" للآلهة المختلفة لبيعها بهدف الإسترزاق ونشر الورع والعبادة بين البشر، وتميزت بضاعة سُراقة عن منافسيه من تجار الآلهة أنه كان الوحيد وبشكل حصري الذي بيبع آلهة بأحجام مختلفة بطعم العجوة، وأحيانا كان يصل صراخه لعنان السماء أثناء تشاجره مع أحد الزبائن الذي غافله وأكل إلها وحاول الفرار دون أن يدفع الحساب.
أصيب سراقة برعب بعد الضربة القاتلة التي وجهها الرئيس مرسي لكل عبدة الأصنام باختيار المهندس عادل اسعد الخياط محافظا للأقصر للقضاء على عبادة الأصنام في مصر، الرجل يدرك أن تجارته قد تتعرض للإنهيار نتجية اختيار الرئيس للرجل الذي يعتبر الآثار أصنام وأن السياحة أصلا حرام وكان له دور في حادثة الاقصر الشهير ضد السياح في 17 نوفمبر 1997، وكان اختيار محافظ الأقصر مناسبا جدا لخطة الحكومة المؤمنة في مواجهة أصنام الأقصر لأن السيد المحافظ الجديد صاحب فتوى هدم الآثار او تغطيتها لأنها أصنام.
يجلس سُراقة القرفصاء تحت أحد أعمدة المعبد الشهيرة ويتذكر الصراع الدامي بين الآله والآثار الرفرعونية، وفي النهاية حسم الأمور لصالحه ونجح في بيع الآلهة لكل الأجناس والأعمار، وكذا اختراع الهة بيبعها للأجانب لاعلاقة لها بالتاريخ، مجرد نصب على الأجانب مثل الالة " هَع مين هناك " اله الحكم العسكري عند القدماء المصريين.
ويحاول حكامنا الجدد اقناع الشعب بأن "سُراقة" تاجر الآلهة نجح التعايش مع كل الحكام على مر العصور، مرر تجارته بشكل يدعو للدهشة والدراسة في آن واحد لقدراته غير العادية في الإستمرار على قيد الحياة ومقاومة الصعاب رغم أنف كل المعترضين على تجارة الآلهة وعبادة الأصنام المنتشرة بشدة في كل مصر حتى مجيئهم لحكم مصر عبر شرعية الصناديق ومع بزوغ نجم حكامنا الجدد باتت فرصة "سراقة" في التواجد شبه مستحلية، لأن الحاكم هذه المرة يعرف الله ولأول مرة يجلس على كرسي حكم مصر رئيس ملتحي حشد الشعب حوله لأنه وجماعته يحملون فقط دون غيرهم من البشر توكيل من الله، وتاجر الآلهه لن يستطيع فعل أي شىء أمام تاجر الدين، ويدرك "سُراقة" جيدا أن حكومة الإخوان المسلمين- قبل فكرة القضاء على عبادة الأصنام السياحية والأثرية في الأقصر ومن ثم في مصر كلها- لم تهتم بأي شىء خاص بالآثار في مصر إلا فقط تنفيذ مشروع ترميم طريق "الكباش".