بقلم: ليديا يؤانس
مصر تَتَمخَضْ!!! ألم وصُراخ وبُكاء! ضباب وغيوم وعدم وضوح رؤية! تَمرُد ورفض وإصرار! بُركان داخل الأحشاء يضطرِمْ إشتعالاً على وشك الإنفِجار!
وسَط الشِدة والضيقة والألم يبحَث الإنسان عن طوق للنجاة حتى ولو بالفِكر ليستمِد قوة وشجاعة لِمواجهة الصِعاب.
مصر في وضع لا تُحسَدْ عليه بسبب السارقين والناهبين والشامِتين والمُتخلِفين، وأصحاب الرايات السوداء المُوالين للقاعدة. مصر في وضع لا تُحسَدْ عليه بسبب الأهل والعشيرة القادمين مِنْ عصر ما قبل العُصور، ومُثلث الشر المُتَمثِل في تُجار البشر والمُخدرات والسلاح.
ولكن في وسط هذا الدمار تَكَونْ الجنين في أحشاء مصر آخِذاً في النِمو مُستمِداً شرعيته مِنْ الأُمْ (مصر) وقوته في التصدى للصِراعات العنيفة الموجودة على الساحة.
بدأ الجنين يستنشق عِبقْ التاريخ ويسترجع الذِكريات ويَجترَها. بدأ الحنين إلى مَنْ أعطى مصر حياته وكيانه. بدأ الحنين إلى مَنْ رفع إسم مصر عالياً وسط الأمُم والشعوب في زمانه.
بدأت روح الزعيم جمال عبد الناصر تُرفرف في الأعالى فوق أزمة الأمه التى طالما أَقسَمَ بِها، "بإسم الأُمه!"
بدأت الوسائل الإعلامية تستعيد أعمالهُ وأمجاده. أصبح إسمهُ مُتداوِلاً على ألسنة الشُرفاء والثُوار المصريون الحقيقيون الذين يُدافِعون بدماءِهم وأرواحهم عن مصر.
بدأ الوطنيون الذين أخذوا على عاتقهم إستعادة أُمُهُم (مصر) التى أصبحت مَطمَع لِكُلْ فَاجِرْ ومُفتري يطلبون روح الزعيم الوطنى الأمين الشريف أن تَسطحبهم في تمرُدهم على الفساد والإصرار على إسترداد كرامتهم وحياتهم في مَصرِهِمْ الحبيبة. ساعة الصِفر تقَتَرِبْ والمُتمرِدون يُريدون أن يَحمِلوا صورة الزعيم مَعَهُم في 30 يونيو لكي يستمِدوا مِنْ روحهِ القوة والإصرارعلى تحقيق مطالبِهُم بإسترداد كيانهم الذى سُلِبْ مِنهُم غصباً عَنهُمْ.
هل المصريون يريدون قائداً فيه روح عبد الناصر؟ وليه لا!!!
جمال عبد الناصر يُعتبر مِنْ أهم وأبرز الشخصيات القيادية والسياسية في الوطن العربي والعالم الثالث في القرن العشرين.
جمال عبد الناصر كان لديه كاريزما خاصة أعطتة الأفضلية عن أقرانه المُعاصرين لهُ في ذلك الوقت لأنها كانت ممزوجة بمحبة فياضة لمصر والعالم من حوله.
جمال عبد الناصر قاد مصر لمدة حوالى 18 سنه ورحل عن عمر 52 سنة، نظيف اليدين هو وأسرته، ولكنهُ ترك تِركة ثمينة مِنْ الإنجازات التى شهدت لنِضالة ومازالت للآن. توالى الرؤساء مِنْ بعدهِ على مدى 43 سنه ولكنهم لم يحققوا إلا القليل، والمُصيبة أن الأخير (مرسي) بدأ في توزيع التركة على أهلهِ وعشيرتهِ سواء فى الداخل أو الخارج.
حقق ناصر إنجازات رائعة وقاد مصر إلى عهدٍ جديدٍ مِنْ التَمَدُن والعِلم والثقافة والرُقي. جمال عبد الناصر رفع أسم مصر عالياً في مصاف الدول العالمية الكبرى. إهتم ناصر بالقومية العربية وإنتماؤه للوطن العربي فكانت الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958-1961. بالتأكيد ليس هُناك مُقارنة بين مَنْ يدعو إلى الوحدة والقومية ومن يقطع العلاقات مع سوريا ويدعو للجهاد ضد شعب شقيق!
ساند عبد الناصر العديد مِنْ الثَورات في الوطن العربي مثل الجزائر واليمن وأيضاً في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا. وكان له أيضا دور في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وساعد الفلسطينيين وسمح لَهُم بالتعليم في مصر الذين أصبحوا الآن واحداً مِنْ الأطراف الذين يَنَهشُون في لحم مصر.
جمال عبد الناصر أَمَمْ قناة السِويس في حين الرئيس الحالي يضع قناة السويس لُقمة سائِغة في أفواه الذين يدفعون لهُ ويحمُونهُ. أنشأ ناصر السد العالي فعم الرخاء والخير مصر وجاء المنحوس فنحس مصر بسد النهضة الذى ينشئة الأثيوبيون.
وضع ناصر أيضاً قوانين الإصلاح الزراعي فَنَهض بالمُعدمين وإن كان في ذلك شئ من الإجحاف للذين أُمِمتْ مُمتلكَاتِهمْ ولكنني أقول أن لِكُل إنسان مَهما إن كانت مُواصفاته فهو إنسان ومُمكِنْ أثناء عمله يُخطئ بصورة أو أخرى ولأنه سوف لا يستطيع إرضاء الجميع بالإضافة إلى أن المُحيطين بالرئيس أو القائد قد يكون لهُم دور بالسلب أو الإيجاب مما يؤدي إلى بعض المُفارقات في تنفيذ القرارات.
إهتم ناصر بالصناعة والبناء والتعمير والزراعة فكانت بُحيرة ناصر مِنْ أكبر البُحيرات الصناعية في العالم، إنشاء التليفزيون المصري الذى أصبح مَنارة إعلامية لمصر والوطن العربي، أنشأ بُرج القاهرة وكورنيش النيل اللذان أصبحا واجهة سياحية جميلة لمصر كما أنه بني إستاد القاهرة بمدينة نصر.
شَجع عبد الناصر العِلم والتعليم فكانت مَجانية التعليم كما أنه توسع في الصناعات التحويلية التى نهضت بالبلد ودارت عجلة الإنتاج وزادت الأيدي العاملة مع الخِبرة فملأ المِصريون الأسواق العربية بالعمل هُناك وإفادة هذة البلدان مِنْ خبرتهم.
أما في عهد رئيس العشيرة والجماعة فَمَعَاوِلْ الهدم شغاله مِنْ هَدمْ وتكسير لِكُل ماهُوّ ثقافي وإعلامي وسياحي لكي يرجع بمصر وشعبها لعصور الظلام التى هو أتى منها.
بكى الشعب المصري عندما تنحى الزعيم عبد الناصر بسبب نكسة 1967 وخرج بِكُل فئاته الذين يُحبون عبد الناصر والذين لَهُمْ بعض الإعتراضات على بعض المُمارسات السياسية في عمله كرئيسْ. أصر الشعب على إستمراره في الحكم لإنهم يعلمون جيداً وطنيته وأمانته في خدمة مصر والمصريين، ويعلمون أيضاً أنهم محتاجين قيادته وسياسته في حرب الإستنزاف لكى يخوضوا الحرب مرة أخرى وتحقيق النصر المنشود. القائد هو ذلك الرجل الذى يتحمل المسئولية فهو لا يقول غُلِبَ رِجالي إنما يقول غُلِبت أنا.. فهذا هو القائد الحقيقي وقد قالها عبد الناصر.
مرسى جاء عن طريق الصندوق الأسود (الإنتخاب) الذى سَوَدْ حياة الناس وجَوَعهُم وشَرَدهُم وسَوّدْ لياليهم وقلب حياة الناس نَكَدْ وَغَمْ وعدم أمان ويَتَمْ الأولاد وأستشهد وجُرِحْ المِئات مِنْ زهور مصر. الشعب يتمرد ويبكى لكى ينزاح كابوس مرسى. الشعب لا يُريدك يا مرسي لإنك أنت في حد ذاتك نَكسه ووَكسة وكابوس يجب الإنتهاء مِنهُ لكى يحيا هذا الشعب العظيم وما زلتُ أقول عليه شعب عظيم برغم كل ما يمر به الأن.
مصر تُريد رئيس فيه روح الزعيم عبد الناصر ليُِقيمها مِنْ كَبوتها ويقودها بالروح الوطنية الخلاقه ليضعها مرة أُخرى على خريطة العالم كما كانت.
مصر التي في خاطري ودمي تَتَمَخَضْ لِتَضَعْ مولودها في 30 يونيو ومهما إن كانت النتائج ومهما حدث فأنا واثقة في أمكانيات هذا الشعب العظيم الأصيل الذى شرب وأرتوي مِنْ نيلها، الشعب الذى تصدى بجدارة لِكُلْ مَنْ إعتدوا عليه على مر السنين. واثقة مِنْ هذا الشعب الحبوب الخفيف الظل أنه سَيَمسَحْ دموعه ويضحك ويضحك! ضِحكة النُصرة والثِقة في إمكانياته، وضحكه على مَنْ تَشمَتوا فيه وأهانُوه. أنا واثقة مِنْ هذا الشعب ذو السبعة آلاف سنة حضارة، هذا الشعب المُبارك شعب الرسالات السماوية.