الأقباط متحدون - رسالة إلى جماعة الإخوان المسلمين
أخر تحديث ٢٣:٣٧ | الاثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣ | ١٧ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٦٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رسالة إلى جماعة الإخوان المسلمين


بقلم د. صفوت روبيل بسطا
رسالة من مواطن مصري قبطي مسيحي ... يحب بلده وكل أهل بلده ويخاف علي  مصر وكل المصريين بلا إستثناء  ،  ويخاف علي كل ذرة من أرض بلده وكل قطرة ماء من نيلها  ، وبالأكثر يخاف من أن تسيل قطرة دم واحدة من أي مصري وتتسبب في أن تجرح قلب أم مصرية علي إبنها أو أن تتسبب في أن تحرم طفل من أبيه  لا قدر الله.
 
أنا هنا لست بصدد نقدكم أو إظهار أخطائكم ولا في الحديث عن فشلكم في قيادة مصر بعد مرور سنة كاملة من حكمكم ، الذي كان كل أملكم وغايتكم وحلمكم ، وعدم إستغلالكم لهذه الفرصة الذهبية التي من الصعب بل من المستحيل الحصول عليها مرة أخري
ولن أتحدث عن وعودكم الكثيرة جداً سواء ما قبل وصولكم للحكم أو ما بعد تواجدكم علي سًدتها لسنة كاملة ، هذه الوعود السابقة واللاحقة والتي لم تفوا فيها بأي وعد.
 
ولن أتحدث عن تاريخكم القديم والحديث والمعروف للقاصي والداني ، وما حدث  من جراء أفكاركم  لمصر الحضارة .. مصر التاريخ .. مصر أم الدنيا والتي تزيلت دول العالم ليس المتحضر فحسب بل حتي بالنسبة لدول العالم الثالث وشابهت أفغانستان وإيران والصومال!!؟؟
أنني هنا أتحدث إلي  فصيل من المصريين لهم ما للمصريين جميعاً ، وعليهم ما علي كل المصريين ، ولهم ثقل وتأثير (أردنا أو لم نريد) في الشارع المصري ، ويكفي أنهم حتي الأن بيدهم مقاليد الأمور في بلدنا أي لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات
بالنسبة للحقوق ... فأنتم أخذتكم كل حقوقكم الوطنية علي أكمل وجه من المشاركة السياسية والحزبية والبرلمانية والدستورية  ، وأصبحتم تُهيمينون علي كل مفاصل الدولة من رئاسة الجمهورية ، ورئاسة الوزراء والوزراء والمحافظين ... حتي إلي أصغر مسئول في الدولة
أنه كان لكم حلم بعيد المنال والذي إستمر لأكثر من 80 سنة من تاريخ مصر ، وفي وقت قصير جداً وبعد ثورة 25 يناير وجدتم أنفسكم تحكمون أكبر بلد في الشرق الأوسط ، ونجحتم في تحقيق حلمكم . ولن نتطرق  هنا إلي الأسباب ولا الوسائل ولا إلي المساعدين أو المقصرين ولا المتواطئين !!؟؟
 
المنطق يقول ... الوصول إلي الحلم والهدف والنجاح صعب  ، والحفاظ علي هذا النجاح أصعب بكثير
في بداية حكمكم إستبشر الشعب خيراً ، لأنه شعب خًير وطيب وينسي بسرعة وكان كل حلمه وأمله أن يعيش عيشة كريمه وأن تتحقق أحلامه في ثورته وأهدافها التي خرج وثار من أجلها من عيش وحرية وكرامة  وعدالة إجتماعية ،  والتي ضحي فيها بأبناءه الشهداء ، وصًدق الوعود وصًدق الأمنيات
وإنتظر أول مئة يوم وما بعدها  ومنتظراً معها الوعود والأحلام  وكله أمل وأمنيات في تحقيق أي شيئ من كل ذلك ، ولكن ضاعت كل هذه الأحلام مع منهجككم الغريب في الأستيلاء والهيمنة فقط علي كل مقدرات البلد ، وبدأ يُصاب بخيبة الأمل يوماً بعد يوم ، وشهراً بعد شهر ،، حتي وصل إلي حالة من اليأس في الأصلاح والتغيير وتحقيق أحلامه، ليس هذا فقط ولكن أصبح يُعاني في كل مناحي الحياة من أبسط متطلبات الحياة من نقص في .. مياه شرب وكهرباء وسولار وإقتصاد وأمن وأمان والكثير الكثير.
 
وخيبة الأمل هذه بدأت في الظهور عملياً من تظاهرات وإعتصامات وإعتراضات وتجمعات شبابية مثل "البلاك بوك" وغيره حتي وصل إلي ظهور حركة  شباب "تمرد" والتي في الحال تفاعل معها الشعب بكل أطيافه ، وسارع الجميع في الألتفاف حولها والأمضاء علي إستمارة التمرد ، وعًبر كل الشعب "سلمياً" وتحضرياً  عن رفضه لكل سياساتكم ومنهجكم في إدارة البلاد والسيطرة عليها لأنفسكم فقط
وزادت حدة التمرد من كل الشعب حتي حددوا يوم " 30 يونيو" لخروج كل الشعب في مظاهرات سلمية متحضرة حاشدة في كل ميادين ومحافظات مصر ، ليس للمطالبة بالأصلاح أو تحقيق الوعود ولكن سوف يخرجون في هذا اليوم فقط لأظهار" الكارت الأحمر " لكم تعبيراً عن رفضهم لسياساتكم بل بالأكثر رفضهم لكم بالكليةً  لفشلكم الذريع الذي أظهرتموه ، وتأكدهم من إستحالة تغيير منهجكم
 
هذا الفشل الذريع ليس مسئولاً عنه الشعب المصري ، لأنه أعطاكم حقوقكم كاملة ، وأعطاكم الفرصة الذهبية لإثبات أنفسكم ، والتعبير عن قدراتكم الحقيقية والتي جاهدتم لتصلوا إلي هذا الوضع الذي أنتم عليه الأن
ولكن ... عوضاً عن ... أن تثبتوا أنفسكم وقدراتكم وأهليتكم في قيادة بلد عظيم في حجم " مصر" ، ظهرتم علي حقيقتكم ، وإنكشفتم أمام الشعب وظهرت نواياكم الحقيقية ، وبالتالي خًسرتم تعاطف الجميع .  ليس الشعب المصري فقط ، ولكن أيضاً تعاطف الكثير من دول العالم وعلي رأسها حليفتكم الولايات المتحدة الأمريكية
 
وجنت علي نفسها براكش!! ... فأنتم المسئولون أنفسكم عن تصدير هذه الصورة السيئة عنكم للجميع  وليس الشعب ،  وفي أن تصلوا إلي هذا الرفض العارم لكم
     فالشعب المصري (كعادته ) كان كريماً معكم لأقصي درجة وأعطاكم الفرصة تلو الأخري
وللأسف عندما وصلت إليكم هذه المشاعر المصرية من الرفض العارم لكم.. وعوضاً أيضاً عن..أن تُسارعون وتُصلحون من أنفسكم وتُغيروا من سياساتكم ومنهجككم الواضح والظاهر جداً ، عوضاً عن كل ذلك بدأتم في التهديد والوعيد لكل مًن يُفكر في معارضتكم بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة .. حتي ما وصل بكم أن تُهددون الشعب المصري كله وتُكًفرون الجميع في مؤتمركم الأخير بإستاد القاهرة الدولي !!؟؟
حتي في جمعة "لا للعنف " أو "جمعة نبذ العنف"!! أمام مسجد رابعة العدوية بالقاهرة ،  فهي لم تكن إلا جمعة "نبذة عن العنف " !! كما إتفق علي تسميتها كل المتابعين والمحلليين الساسيين 
 
الحقيقة من غير رتوش أو تجميل ... أن الشعب المصري قد " رفضكم " ولن يتراجع  مهما حدث ، والمصري عندما يقتنع بشيئ يصعب  التأثير عليه أو تغيير فكره حتي يتحقق حلمه لأنه شعب كريم نعم ، طيب صفته ، ينسي ممكن ..لكن.. أحد يضحك عليه ويستغله ويستهتر بذكائه ويُقلل من شأنه ، ويكتم أنفاسه ويسرق ثورته ويمنع عنه أبسط متطلبات الحياة ، وعندما يرفض ذلك يتم تهديده وتكفيره !! فهُنا سوف يظهر معدن المصري الأصيل لأنه شعب ذكي جداً وشعب  يحب الحياة ويحب الله ويحب الحرية ولا شيئ غير الحرية
 
والحرية فكرة  والفكرة لا تموت ، ومهما طال الزمن لابد لشمس الحرية أن تظهر ولابد لأرادة الشعب أن تسود وأن تنتصر
وإسألوا التاريخ وأمجاد المصريين مع كل المعتدون والمحتلون والمستهترون بمقدراتهم 
 
أيها المصريون.. يا جماعة الأخوان المسلمون ..نعم أنتم مصريون ..وأنتم أبناء هذا الشعب المصري العظيم
أخاطب فيكم إيمانكم وإسلامكم الغير متطرف ، ووطنيتكم الصادقة التي بداخل قلوبكم
 
ذكرت أعلاه أنكم أخذتم كل حقوقكم
 
وهنا أذكركم بواجباتكم
... واجبكم نحو هذه البلد.. بلدكم وبلدنا جميعاً والتي لم ولن تكون لفصيل بعينه
واجبكم نحو هذه البلد.. بلد أبائكم وأجدادكم وأمهاتكم ، وبلد أبنائكم وأحفادكم
واجبكم نحو هذه البلد ..بلد الأديان السماوية ، والتي باركتها العائلة المقدسة والسيد المسيح -له المجد- وأمه العذراء الطاهرة البتول ،وباركها أيضا إبراهيم وموسي ويوسف ويعقوب
واجبكم نحو هذه البلد ..بلد الأهرامات وأبو الهول ..بلد الحضارة .. بلد النور والفن والثقافة والسياحة
واجبكم نحو هذا البلد .. السماع لصوت العقل ، والسماع إلي رأي الشعب وإحترام أماله وأحلامه
واجبكم نحو هذا البلد .... أن تحققوا أمال وأحلام الشعب كله ، وسيستمر كرم المصريين معكم بعدها
وواجبكم نحو بلدكم... أن تحبوها وتحبوا شعبها الطيب ولا تقفوا أمام أمالهم وأحلامهم
لذا.... واجبكم نحو هذا البلد ...... أن ترحلوا ... يرحمنا ويرحمكم الله 
 
و....إذا  الشعب يوماً أراد الحياة ..فلابد أن يستجيب القدر .. ولابد لليل أن ينجلي.. ولابد للقيد أن ينكسر

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع