الأقباط متحدون - فلسطين وجزاء سنمار
أخر تحديث ٠٦:٤٨ | الاثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣ | ١٧ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٦٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فلسطين وجزاء سنمار

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: فاروق عطية
تطالعنا الصحف العربية بين الفينة والفينة أقلام مأجورة تتهم مصر بخيانة القضية الفلسطينية. يروج لهذا كبار رجالات حماس الذين يعيشون فى أبراجهم العاجية خارج الأرض المنكوبة مستمتعين بملايينهم وقصورهم وسياراتهم الفارهة, مؤيَدين من الداخل بالفئة الضالة التى كانت محظورة وبالخداع وركوب الثورة أصبحت الآن فى الصورة, ومن الخارج بدول نسيت النضال بالسلاح واستكانت للنضال الحنجورى بالصراخ وتوجيه الاتهامات, يريدونها معركة حتى آخر جندى مصرى، ناسين ما تكبدته مصر بسبب هذه القضية. ناسين أن مصر لولا انغماسها فى هذه القضية لكان وضعها الأن افضل. مصر قدمت أكثر من 150 ألف شهيد منذ النكبة حُبا فى فلسطين فلا توجد أسرة مصرية فى طول البلاد وعرضها لم تقدم شهيدا منذ 1948 حتى 1973. قادت مصر بدايات الحرب ضد الصهيونية بجيشها وحققت انتصارات فى معاركها بقيادة مليكها المعظم فاروق الأول ملك مصر والسودان حتى وصلت مشارف تل أبيب, ولولا خيانات بعض قادة العرب والمؤامرات الخارجية وقبول الهدنة لكان للقضية شأن آخر. وبعد قيام حركة الضباظ  23 يوليو 1952 كان هم قادة هذه الحركة ضمن مبادئهم الستة المعلنة هو تكوين جيش وطنى قوى لتحرير أرض فلسطين السليبة. ولكن لصغر سن القادة وطيش الشباب وقعوا فى أخطاء فادحة منها تأميم قناة السويس وقد كان متبقيا على امتيازها بضع سنوات وتعود لنا دون مغامرات عنترية، وتكبد الجيش المصرى خسارة فادحة بالعدوان الثلاثى على مصر عام 1956. وبعد 11 عام انقاد ناصر بسهولة ووقع فى الفخ المنصوب له ليدخل معركة غير متكافئة أتت بعد حرب غير مبررة على أرض اليمن لنصاب بالهزيمة الكبرى والقاصمة فى عام 1967 والتى أسميناها بالنكسة والتى نتج عنها استيلاء إسرائيل على الضفة وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وسيناء المصرية. تلى ذك حرب الاستنزاف التى كانت أكبر من قدرات مصر الاقتصادية‏, فاضطرت الي استهلاك نسبة لا بأس بها من رصيدها الذهبي‏‏ ولجأت الي الاستدانة‏ كما رهنت محصول القطن المصرى للاتحاد السوفييتي لمواجهة هذه الأعباء, وفي نفس الوقت اضطرت الي وقف كل عمليات التجديد والصيانة لمرافقها الأساسية طوال هذه السنوات حتى انهارت هذه المرافق ‏تماما, وعرف اهل مصر أزمات نقص المياه وامتلاء الشوارع والميادين بمياه الصرف الصحي‏,‏ ولجأت محافظات كثيرة الي الصرف في الترع ونهر النيل والبحيرات وشواطئ البحر المتوسط بالإضافة الي أزمات مماثلة في الكهرباء والاسكان والتعليم والعلاج وغيرها‏, وتحولت مصر من دولة من دول العالم الثاني بل كانت على مشرف العالم الأول الي دولة علي مشارف العالم الرابع, كما تحولت القاهرة من عاصمة تضارع عواصم العالم المتقدم كلندن وباريس نظافة وجمالا إلى مدينة متهالكة موبوءة بالتلوث ومليئة بالزبالة والقاذورات بسبب التورط في القضية الفلسطينية‏.‏‏

   ثم كانت حرب 1973 التى اثبت فيها الجيش المصرى مقدرته على الانتصار إذا ما توفرت لديه العزيمة والإصرار, وتكبدت اسرائيل فى هذه الحرب ما لا تطيق وعندما جاءها المدد الأمريكى قال السادات: أننى لن أحارب أمريكا. فكانت مفاوضات فك الاشتباك، بعدها أعلن للعالم انه يريد السلام وانه مستعد لزيارة تل أبيب، تلاها محادثات كامب ديفيد بشقيها المصرى والفلسطينى. امتنع عرفات ورفض الذهاب والجلوس مع بيجن وضاعت من فلسطين فرصة العمر للحصول على دولتها المستقلة لو أنه واكب السادات فى سعيه للسلام. وكالعادة صيحات التخوين وعزل مصر عن محيطها العربى لأنها أرادت أن تسلك سبيل السلام لاستعادة أرضها التى كان من المستحيل استرجاعها بحرب يقف الأوربيون والأمريكان فيها بجانب إسرائيل. وبعد مرور ربع قرن احس العرب ألا مناص من السلام وأن السادات كان على حق وان 90% من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة, والأن بعد ضياع الجولان ومعظم الأراضى  الفلسطينية أدرك العرب فداحة تاخرهم عن ركب مصر. المهم أن مصر لم تعان من التورط في القضية فقط‏ بل عانت من أصحاب القضية‏ الذين اتهموها بالخيانة وزغردوا وغنوا ورقصوا عندما سقط السادات شهيدا‏ على يد من يحكمون مصر الآن.

وبعدالأحداث الأخيرة التى جرت عام 2011 التى سميت بثورة الربيع العربى والتى تمت خلاله خديعة الشباب المصرى واستنزاف قواه فى حشود تدعمها وتمولها أمريكا وتعبث داخلها أصابع حماس وحزب الله ومخابرات قطر حتى يمكنوا المحظورة من الهيمنة والاستيلاء على الحكم. رد الفلسطينيون (حماسطين) الجميل لما تكبدته مصر من مال وشباب دفاعا عن القضية الفلسطينية التى نراها نحن كمصريين عادلة ويرونها هم مجرد سبوبة يكسبون منها الدعم المالى الذى يحول زعماؤهم لمليارديرات, كان رد الجميل جزاء سنمار بحرب غادرة ووحشية انطلقت خلال الأنفاق لتجتاح المنطقة جـ المحظور تواجد القوات المصرية بها بناء على اتفاقية كامب ديفيد, ففى يومى 26 و 27 يناير 2011 والشارع المصر يغلى ومشغول بالثورة تم رصد اتصالات بين عناصر خارجية مقيمة بقطاع غزة وبين أشخاص مقيمين فى شمال سيناء لترتيب شيئ ما فى المنطقة الحدودية الملاصقة لقطاع غزة "رفح والشيخ زويد" . وفى الساعات الأولى ليوم 29 يناير بعد خطاب مبارك (مساء 28 يناير ـ حمعة الغضب) تعرضت مصر لحرب حقيقية لم يعلن عنها, فقد دخلت مجموعة ضخمة من الميليشيات المسلحة عبارة عن 200 سيارة لاند كروز ذات دفع رباعى محملة بالأشخاص والأسلحة من صواريح جراد ومدافع أر بى جى ورشاشات وأدارت معركة فى مدينة رفح من الساعة الواحدة حتى الرابعة فجرا, فى عملية عسكرية لتفريغ رفح من جميع القوات المكلفة بحماية الشريط الحدودى خاصة الشارع الرئيسى لمدينة رفح, وفى الرابعة صباحا كانت مدينة رفح مدمرة تماما وخارجة عن السيطرة المصرية. وبعد إتمام المعركة بنجاح حاءتهم تعزيزات وتقدموا غربا إلى مدينة الشيخ زويد "30 كم فى العمق المصرى" وأداروا معركة مماثلة من الساعة الرابعة حتى التاسعة صباحا وحققوا نفس النجاح بتدمير كل ما هو ممثل لسيطرة الدولة المصرية وبذلك يكونوا قد استولوا على شريط طوله 60 كم "المنطقة جـ " حتى مدينة العريش. حاولوا ثلاث مرات الاستيلاء على مدينة العريش ولكنهم لم يوفقوا. بذلك أصبحت المنطقة جـ وامتدادها جنوبا حتى منطقة المضايق خارجة عن السيطرة المصرية والوجود الفعلى المصرى بها شاحب ولا يمثل سيطرة فعلية. ثم انطلقت قواتهم بمساعدة بعض البدو التابعين للتنظيم المجرم المحظور للتسلل إلى مصر للهجوم على السجون التى بها سجناء الأخوان ومجرمى حماس وحزب الله وتدمير هذه السجون وقتل حراسها وتخليص وتهريب من بداخلها من مجرمين. وهم أيضا من اعتلوا أسطح العمارات وقنصوا الثوار خلال الثورة ومعركة الجمل الشهيرة وغيرها من الجرائم التى تمت فى محمد محمود ومسبيرو وغيرها. وهم أيضا المتورطون فى خطف الضباط الثلاث وأمين الشرطة المختفين حتى الآن. وهم أيضا من قام بقتل جنودنا الـ 16 على الحدود وهم صيام قبل أن ينالوا لقمة الإفطار, وهم أيضا من خطفوا الجنود السبع وأعادوهم بعد حشد قوات الجيش والأمن وتضييق الخناق حولهم رغم معارضة الأخوان الخونة وعلى رأسم السيئ الرئيس الفاقد الشرعية.

والآن ونحن نستعد ليوم الحسم المصيرى, يوم أن نكون أولا نكون, يوم 30 يونيو, نسمع من يهدد باستحضار خونة حماس للدفاع عن شرعية الرئيس التى أضاعها بجهله ونزقه وخنوعه وتبعيته للتنظيم الخائن المحظور قانونا, نقول لهم اتقوا الله فى مصر التى ضحت الكثير من أجلكم ودعونا نعيد مجد بلادنا حتى نستطيع الدفاع عن قضيتكم التى ضيعتموها بجهلكم وعمالتكم. ونحذركم أن اليوم غير البارحة فلن نسمح لكم بالعبث والخيانة مرة أخرى وقد أعذر من أنذر وأن غدا لناظره قريب, وستظل مصر قوية قادرة فاعلة وستعيد مجدها وقوتها بسواعد أبنائها بعد الخلاص من الاستعمار الأخوانى البغيض.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع