الأقباط متحدون - الأصولية الأب الشرعي للكراهية والعنف
أخر تحديث ١٠:٤٥ | الاثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣ | ١٧ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٦٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأصولية الأب الشرعي للكراهية والعنف

بقلم : مؤمن سلام
هل هذه مصر؟ سؤال دار في رأسي وأنا أشاهد لقطات تعذيب وقتل وحرق المصريين المسلمين الشيعة في منطقة الهرم على شاشات التلفزيون. بالتأكيد ليست مصر، مصر التى أعرفها وتربيت فيها وقرأت تاريخها لا يأتي أهلها هذه الأفعال البربرية ضد أي إنسان مهما كان دينة أو لونه أو جنسه، ربما قامت الحكومات بعمليات اضطهاد للمصريين ولكن أن يضطهد المصريين بعضهم البعض ويقتل بعضهم البعض فتلك هي الطامة الكبرى.

مصر التى أعرفها كان بها محافل بهائية في 13 قرية ومدينة، ودار عبادة كبير فى العباسية بالقاهرة حتى قام عبد الناصر في عام 1960 بحل كل المحافل والمراكز البهائية وتعليق نشاطاتها. وسمح للبهائيين فقط بممارسة شعائرهم فى بيوتهم لكن كل الممتلكات الرسمية البهائية والودائع والأصول تمت مصادرتها ولم يتم إعادتها حتى الآن.

مصر التى أعرفها كتب ونشر فيها إسماعيل أدهم مقالة الشهير "لماذا أنا ملحد؟" ولم يقتل ولم يسجن ولم ينفى. فقط رد علية الكتاب والصحفيين بمقالات "لماذا هو ملحد؟" و"لماذا أنا مؤمن؟". كذلك كان بها مقابر للإنسانيين في الإسكندرية يدفن فيها كل من لا يعتنق أي دين أو يعتنق دين ليس له مقابر خاصة به.

مصر التى أعرفها كان اليهود جزء من نسيجها الوطني لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات كمواطنين مصريين. وكانوا ركن أساسي من الفن والاقتصاد المصري، بل ومن السياسة المصرية حيث تولى قطاوي باشا العديد من الوزارات منها وزارة المالية أحد أهم الوزارات، وشارك في كتابة دستور 1923. وفى عام 1954 تم تشكيل لجنة الخمسين لصياغة دستور لجمهورية مصر تضم كبار مفكري ومثقفي مصر ولم تخلو اللجنة من ممثل للمصريين اليهود هو المحامي زكي عريبي.

مصر التى أعرفها كان المسيحيون فيها ومنذ عهد محمد على مواطنون مصريون وكان أول رئيس لوزراء مصر مسيحي أرمني هو نوبار باشا والذي تولى رئاسة الوزارة ثلاث مرات، ثم كان هناك بطرس غالى ويوسف باشا وهبي رؤساء وزراء لمصر، أما الوزراء المصريين المسحيين فهم أكثر من أن يحصوا، ولا ننسي أبدا الزعيم الوطني الكبير مكرم عبيد باشا. وكذلك الرمزية الكبيرة لصعود القمص سرجيوس منبر الجامع الأزهر والخطابة من فوقه أثناء ثورة 1919.

هذه هي مصر التى أعرفها قبل أن يجتاحها طاعون الإسلام السياسي، الذي حول مصر من دولة تحتضن كل أبناءها من أي أصل وأي دين إلى دولة عنصرية تضطهد أبنائها. اضطهاد يشمل كل من هو ليس مسلم سني حنبلى سلفي. بدأ الاضطهاد في غلق دور العبادة لغير المسلمين وتدميرها وحرقها، ثم كان منع غير المسلمين من تولى المناصب العليا في الدولة، بل منعهم من ممارسة بعض المهن العادية مثل طب النساء، ثم كان تركهم نهبا لإرهاب الجماعات الأصولية تقتل وتحرق وتخطف دون عقاب أو رادع. كل هذا يحدث والدولة صامتة من السادات لمبارك لحكم الإخوان الآن. كل هذا يحدث والمسلمين يكتفون بالمشاهدة ومصمصة الشفاه مستنكرين دون فعل أو حراك. والآن بدأت مرحلة جديدة من الاضطهاد الديني داخل المعسكر الإسلامي نفسه بقتل الشيعة، وأقولها لكم كما قلتها دائما لن يتوقف الأمر عند الشيعة بل سيمتد لكل مسلم سني ولكن ليس وهابي. سنشهد اضطهاد الصوفيين والأزهريين والعلمانيين، ما لم نتحرك الآن وفورا.
بنى مصر أنقذوا مصر من حكم الإسلاميين قبل أن تروا المشانق معلقة في شوارع مصر المحروسة لكل من هو ليس مسلم سني حنبلى سلفي.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter