بقلم: ابرام مقار
جريت الزوجة مسرعة الي غرفة النوم حيث زوجها لتوقظه وهي في حالة من التوتر وقالت بصوت عالي
الزوجة: قوم يا «مرٌضي» فيه واحد مُحضر واقف علي الباب ، قوم يا راجل
مرٌضي وهو يمسح بيديه علي وجهه محاولاً إيقاظ نفسه: حاضر .. حاضر يا ستي واندفع نحو الباب ليجد شخص ومعه ورق
المُحضر: حضرتك خدت البيت ده ايجار جديد مدته اربع سنوات ولكن لانك خالفت شروط التعاقد وافسدت البيت بالكامل بالاضافة الي اساءة الاستخدام اللي نتج عنها مشكلات في الكهرباء والغاز والمياة وخلافه. عشان كده أصحاب البيت قرروا طردك من البيت.. والنهارده اخر يوم ليك
مرٌضي : اسيب البيت ده ازاي .. انا مش هسيبه ابدا .. ابدا.. اديني دقيقة
ونادي علي زوجته ان تحضر له التليفون فأتت له به وهي في حالة من الخوف .. وتسألت الزوجة «هتطلب مين»
مرٌضي: هتصل بأخواتي .. هوه انا ليا غيرهم.. هكلم اخويا الكبير «وديع» .. وبعد ثواني .. استني.. استني اهوه النمرة بترن
مرٌضي: ايوه يا «وديع» بيه .. ايوه يا كبيرنا .. اصحاب البيت جم وعايزين ياخدوا البيت .. ودي كارثة وانا مش عارف اعمل ايه ... دبرني يا كبير
وديع بثقة: عارف .. عارف .. وعارف كمان ان كل الناس بتقول انك خربت البيت وضيعته.. يا راجل ده حتي الزرع اللي في البلكونه نشف ومات طب «ايه ذنب النباتات» مش فاهم انا
مرٌضي: يعني اعمل ايه يا كبير وبعدين ماهو كله كان علي ايديكم وسمعت كلامكم بمنتهي الطاعة
وديع بعصبيه: معرفش .. معرفش .. هوه انت متعرفش تعمل حاجه لوحدك ابداً ... علي العموم روح اسأل «طلعت» الواد ده هوه «الشاطر» اللي فيكم واللي يقولك عليه اعمله .. وبعد صمت استطرد مسرعاً .. استني استني .. بقولك ايه ماتطلبوش علي الموبايل .. اطلبه علي الجهاز «الثريا» الجديد اللي جاله اليومين اللي فاتوا
مرٌضي: حاضر .. حاضر
ويقوم بالاتصال ب «طلعت» علي تليفونه «الثريا» كما امره «الكبير» ويبدأ الاتصال
طلعت: ايوه يا مرٌضي
مرٌضي: الحقني يا طلعت يا اخويا عايزين يطردوني من البيت هات الرجاله والحشد وتعالي
طلعت: رجالة ايه ! .. ماهو علي ايدك بعد ما علفناهم وخليناهم زي «الثيران» طلعوا «خيخه» وبينضربوا من الحريم
مرٌضي: طيب شوف اي حاجه انت مش هتغلب دانت «الشاطر» اللي في اخواتنا شوف اصحابنا او ارجع للعبة القديمة، ان واحد من «الشركاء» اصحاب البيت ، مسيحي واديني واحده «مسيحي ومسلم» وكده
طلعت: للاسف مبقاش ينفع .. وبقوا حبايب اكثر من الاول .. ودي بركاتك
مرٌضي: طب ماتشوف جيرانا .. «العيال الفاقده» .. اللي كلهم «حماس» لينا .. وقولهم يدخلوا من البدروم ويخلصوا الليلة زي ما بيعملوا كل مرة»
طلعت متعجباً: ياسلام .... اياك ناسي ان حارس البيت هددهم اخر مرة انه لو شافهم هيقطع خبرهم .... ثم -وكأنه تذكر شيئاً ما- وقال «ثم تعالي هنا .. انت ازاي تسيب الحارس اللي المفروض انه شغال عندك يقول كده
مرٌضي: اعمل ايه يا «طلعت» .. ماهو كل شوية يقولولي «احنا علي الحياد» ، «واحنا هنشتغل مع اي واحد هياخد البيت ده ويسكن فيه» .. مستقويين بقي بأصحاب البيت
طلعت مقاطعاً: وليه متقولش انهم شايفينك ضعيف .. يا راجل دانت كل ما تتكلم تعملنا مصيبة .... بصراحه كده يا مرٌضي احنا ادبسنا فيك
.. مرٌضي بغضب: انا ازاي تقولي كده يا «طلعت» ... طبعاً مانت حاقد عليا عشان انا خدت مكانك وانا اللي خدت البيت ... اسمع بقي !!
وهنا يقاطعه طلعت ويقول: استني ... انت بقي اللي تسمع .. انت ضيعتنا معاك ... علي العموم -وزي مانت عارف- ان مصلحة «الجماعة» اهم من مصلحة الفرد .. ولو اصحاب البيت دول وصلولك واتمكنوا منك، يبقي تنسانا واوعي تفكر فينا تاني .. مش بس كده ، داحنا في الحالة دي هنتحالف مع أصحاب البيت ضدك وهنطالب بخروجك من البيت
مرٌضي وهو ينظر للارض متحسراً: ياه .. ياه .. انتوا .. انتوا تبيعوني كده
طلعت: نعمل كده وابو كده كمان ... ليه ... مبعتش معانا قبل كده ولا ايه؟؟ وقفل الخط
وهنا اتت زوجته مسرعة .. ايه الاخبار طمني ... عملت ايه مع اخواتك وهيساعدوك ولا لأ
مرٌضي يرد وهو يبدو عليه الصدمة ومنهك القوي ويخاطب زوجته ... سيبيني سيبيني يا ام احمد ... هؤلاء «ليسوا اخوان» .. «ليسوا اخوان»
وهنا تنهدت زوجته وقالت: كنت عارفه انهم هيبيعوك زي ما باعوا غيرك مفيش فيهم امل ... كان ليه حق «ثروت المناوي» يتبرأ منهم ويسيبهم
وهنا تظهر ملامح الافاقة وبادرة الامل علي مرٌضي ويقول لزوجته ... نعم نعم هوه «المناوي» مفيش غيره .. ده هوه اللي عنده نخوة ومش هيسبني زي باقي اخواتي وهيساعدني ... انا هتصل بيه حالاً .
مرٌضي علي الهاتف: «المناوي» .. انا «مرٌضي» واحشني جداً تصدق .. تصدق يا «مناوي» اصحاب البيت عايزين يطرودوني .. واكلم «وديع» و «طلعت» يسيبوني .. تخيل؟ .. تخيل يبيعوني بعد ما عملت كل اللي هما عايزينه .. وكانوا داخلين خارجين في البيت ليل ونهار... تصدق انت كده؟؟؟؟
المناوي: اصدق طبعاً .. هوه انا سبتهم من قليل
مرٌضي: طب قولي يا اخويا اعمل ايه؟؟
المناوي: أنا حذرتك كثير يا «مرٌضي» بس انت للاسف ما سمعتش كلام حد ومشيت ورا اخواتك .. اصحاب البيت معاهم حق لانك ضيعت البيت وخليته «عره» بعد ما كان اكبر وأهم بيت في المنطقة.. دلوقتي بقي اي بيت صغير من جيرانك او حتي بيت يا دوب «قطره» في محيط جنبك بقي بيبيع ويشتري في البيت واصحابه بسببك .. انت خربت البيت يا «مرٌضي» وما التزمتش بأي اتفاق مع اصحاب البيت .. ومحدش فيهم بقي يثق فيك .... يا راجل دانت لا حسنت البيت ولا عملت فيه اي اصلاح ولا حتي سبته زي ما كان .. تحب افكرك بالعيال الجدعان اللي طردوا الساكن اللي قبلك ودخلوك البيت اللي عمرك ما حلمت انك تدخله .. افكرك عملت فيهم ايه ... بدل ما ترد لهم الجميل استغليت مكانك الجديد وضيعتهم ووديتهم في ستين داهية ..
مرٌضي» طب دبرني يا مناوي .. ايه الحل
المناوي: مفيش حل يا صديقي .. انت لا عرفت تخليهم يقدروك او حتي يتعاطفوا معاك ... ما اديتش لحد فرصة يا «مرٌضي»
وهنا جاء صوت المُحضر عالياً من خارج الباب قائلاً: يالا يا فندم .. النهارده اخر يوم ليك في البيت .. النهارده اخر يوم في الشهر ... النهارده 30/6
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع