تؤكدان: الخدمة العسكرية شرف.. والدهما: "رفعوا رأسى وأبنائى تحت أمر مصر".. ووالدتهما: "فخورة بيهم"
نموذج مشرف وقصة بطولة مميزة لفتاتين من أهل الصعيد بقرية النمسا التابعة لمحافظة الأقصر، حيث قررت كل من "علا" وشقيقتها "أسماء" تحدى كل الظروف التى تقف أمامهما فى قرى ونجوع الصعيد، والتقدم للالتحاق بكليتى الشرطة والحربية، لتتخرجا وتصبحا على رتبة "ملازم أول" إحداهن فى كلية الشرطة والثانية فى الكلية الحربية.


وفى هذا الصدد تحدثت "علا جمال عبد الفتاح الضوى" الملازم أول طبيبة بشرية تابعة لوزارة الداخلية، أنها من مواليد عام 1991 وتخرجت فى كلية الطب البشرى بجامعة الأزهر والتحقت بكلية الشرطة وتخرجت على رتبة ملازم أول طبيب بشرى، مؤكدةً أنها سعيدة بهذا الإنجاز الذى حققته لكونها من فتاة من أسرة وقرية بسيطة تسمى "النمسا" بمدينة إسنا، فوالدها بالمعاش حالياً وكان مدير عام مكتب العمل السابق، ووالدتها مُدرسة بمدرسة المساوية الجديدة، وتمكنت دون واسطة أو أموال كما يشاع عن الالتحاق بكلية الشرطة ونجحت فى اجتياز فترة التدريب داخل الكلية ووصلت للمستوى الذى تحلم به منذ الصغر.


وأضافت الملازم أول علا جمال الضوى لـ"اليوم السابع"، أنها قررت خدمة مصر فى تلك الفترة التى تحارب من كافة الجهات، وذلك تشجعت والتحقت بكلية الشرطة لتستطيع خدمة بلدها فى تلك الفترة العصيبة من حكم مصر فى مواجهة الإرهاب الذى يحيط بمصر من كل صوب وحدب، ولذلك قرر والدها إلحاقها وشقيقتها بالكليات العسكرية لخدمة مصر.

وتابعت علا جمال الضوى الملازم أول طبيبة بشرية بكلية الشرطة: "أنا زى أى بنت فى مصر، بساعد أمى فى كل احتياجات المنزل، وأساعدها فى الطبخ والتنظيف والغسيل وخلافه من أعمال السيدات فى منازلهن، وخلال فترة الدراسة تنشغل بواجبها ومهمتها فى كلية الشرطة وعندما أحصل على إجازة أعود لأساعد والدتى التى ضحت كثيراً خلال الفترة الماضية مع عدم تواجدى وشقيقتى الملازم أول بالكلية الحربية لظروف الدراسة".


وعن فتى أحلامها تقول الملازم أول علا جمال الضوى، أن فتى أحلامها الذى تحلم به يجب أن يكون طموحا ومثابرا ويحب مصر ويسعى لخدمتها فى مجاله الذى ينتمى إليه، قائلة: "لا أطلب فى شريك حياتى مواصفات شكلية أو مهنة معينة عن غيرها، ولكن كل حلمى أن أجد رجلا يسعى لتحقيق أهدافه ولا يتوقف عند مرحلة معينة ويساعدنى فى حياتى العملية بجهاز الشرطة بوزارة الداخلية".


واستطردت الملازم أول طبيب بشرى علا جمال الضوى، أن شقيقتها "أسماء" الملازم أول تمريض بالكلية الحربية تخرجت رسمياً العام الماضى فى 22 يوليو 2018، وحضرت برفقة أسرتها حفل التخرج الرسمى بحضور الرئيس السيسى، وهى تخرجت رسمياً هذا العام فى 20 يوليو 2019 حيث تخرجت فى كلية الشرطة، وكانت سعيدة للغاية لدى خروجها من الكلية بالبدلة الميرى واحتضنتها شقيقتها على بوابة الكلية والتقطت لهما صورة تذكارية جابت كافة وسائل التواصل الاجتماعى، وأكدت أنهما أطلقا الزغاريد وسط الدموع من والدهما ووالدتهما بتخرج ابنتيه وهما يرتديان البدلتين الميرى من جيش وشرطة.


أما الشيخ جمال عبد الفتاح الضوى أبو العلا موظف بالمعاش ومدير عام مكتب العمل سابقاً، فقد عبر عن سعادته الكبيرة بوصول ابنتيه لهذا المستوى وهذه المكانة المميزة أمام أبناء قريته بالكامل، مؤكدا أن ابنتيه "علا وأسماء" رفعتا رأسه عالياً بالقرية بأكملها بتخرجهما فى عامين متتالين من الكلية الحربية وكلية الشرطة، موجهاً الشكر لجميع من قدم لهم الدعم والمساعدة من جيرانه فى مواجهة الجميع بالقرية لكى تصل ابنتيه لهذا المستوى الكبير من النجاح والخدمة لمصر فى الحياة العسكرية.


وأضاف الحاج جمال الضوى لـ"اليوم السابع"، أنه تناقش مع ابنته أسماء فى تفاصيل تقديمها بعد القرار الذى عرضته عليه وشعر بأنها لديها رغبة قوية فى ذلك وسافرا للقاهرة لسحب الملف وقام بكتابته بالكامل بيديه وظل يسافر معها فى كل مرة حتى نجحت فى الاختبارات والتحقت بالكلية أخيراً، مؤكداً أنه سعيد بتقديم ابنتيه لخدمة الوطن ومصر فى أكبر موقعين لحماية مصر داخلياً وخارجياً، حيث إنه كان يحلم أن يصبح لديه ابن يلحقه بالخدمة العسكرية، ولكن عوضه الله بوصول ابنتيه لخدمة مصر فى هذين الموقعين الأهم فى القوات المسلحة ووزارة الداخلية، مؤكداً أنه لم يتردد لحظة خلال التفكير فى تقديم أوراق بناته للالتحاق بالكليتين نهائياً ولم ينظر للأهالى الذين يعارض أغلبهم مثل تلك الأفكار وإلحاق الفتيات بالصعيد للخدمة العسكرية، ووجه الشكر لزوجته التى تحملت معه الكثير خلال الفترة الماضية وخلال دراسة بناته الاثنين فى الكليتين حتى التخرج.


وقال ابن قرية النمسا بمدينة إسنا، إنه يحلم حالياً أن ينهى ابنه "محمد جمال" البالغ من العمر 21 سنة الطالب حالياً بكلية الطب دراسته ويكمل طريق شقيتيه بالالتحاق بالخدمة العسكرية فى الجيش أو الشرطة حسبما يريد، مؤكداً أنه ربى بنات فى أسرة مكونة من 5 أفراد هو وزوجته وابنتيه علا وأسماء، وابنه الأخير محمد، مضيفا: "بناتى وأبنائى تحت أمر مصر فى أى وقت والحمد لله على التوفيق وربنا كرمنى فى علا وأسماء بالوصول للجيش والشرطة وخدمة بلدهم فى أكبر جهازين أمنيين فى مصر".


وقدم الحاج جمال الضوى رسالة لكافة الأهالى، بضرورة عدم التفرقة بين الأبناء سواء كانوا أولاد أو بنات، فالرغبة فى المستقبل والحياة خاص بالابن ويجب على الوالد والأسرة عدم الوقوف فى وجه أحلام أبنائهم ومستقبلهم، مؤكدًا أنه يجب أن تدعم الأسر أبناءها وبالذات الفتيات فهن عماد البيت، قائلاً: "أنا عندى بنتى أسماء فى القوات المسلحة بـ100 راجل، ولما اتخرجت قولتلها كلمتين يا إما النصر أو الشهادة، إحنا بنحب مصر وبناتى فداء لمصر".


وقالت والدة الضابطتين فاطمة أحمد عبد الكريم معلمة بمدرسة المساوية الجديدة بمدينة إسنا، إنه فى البداية مع الملازم أول أسماء والتى قررت الالتحاق بالكلية الحربية وسألتها عن رأيها فكانت سعيدة للغاية بذلك، متابعة: لم أرفض لحظة هذا الأمر فالبنت لها دورها والرجل له دوره فى القوات المسلحة، وكله بيخدم مصر وشرف لينا ولأهلنا وبنتى كانت أول بنت تلتحق بالقوات المسلحة والجيش المصرى من أبناء الأقصر.


وأضافت الحاجة فاطمة أحمد والدة الضابطتين أسماء وعلا لـ"اليوم السابع"، أنها فخورة جداً ببناتها اللتين تعتبرهما أفضل من الرجال فهما "جدعان" وترفع رأسها أمام الجميع بما وصلتا إليه والتحقتا بالكلية الحربية وكلية الشرطة، قائلةً: "ربنا كافئنى على تعبى السنين اللى فاتت فى خدمة التعليم فى مصر، وبناتى الاتنين ضباط فى الجيش والشرطة، وبيخدموا بلدهم ويساعدوها فى طريقها للنصر على أى خطر، ومصر منصورة دايما وفى عزة وكرامة ليوم الدين".

يذكر أن الشقيقتين "علا" و"أسماء" أول فتاتين يحصلان على رتبة ملازم أول بالجيش والشرطة فى محافظة الأقصر.