كتبت - أماني موسى
 
ناقش الكاتب والباحث د. مجدي خليل، رئيس منتدى الشرق الأوسط للحريات، من وراء الهجوم على أرامكو؟ ولماذا النفط؟ وماذا بعد؟
وقال في برنامجه "مع مجدي خليل" الذي يبثه عبر قناته باليوتيوب، في 14 سبتمبر وقع هجوم كبير جدًا على شركة البترول الرئيسية أرامكو، وتسبب في وقف أكثر من نصف إنتاج بترول السعودية، وهو السلعة الاستراتيجية للاقتصاد العالمي.
 
وتابع، أن هذا الاستهداف كان دقيق وغير متوقع، حيث ضرب ضربات مؤثرة وموجعة وقوية، أوقف معها إنتاج جزء كبير من النفط السعودي، وهذا العمل بلا شك وراءه أجهزة مخابرات لعدة دول على رأسهم إيران، تعمد فيه تجنب إصابة المدنيين، واختيار الأهداف بعناية ودقة وفاعلية.
 
ووصف خليل الهجوم بأنه يرتقي إلى العمل الحربي، وأن إيران تشن هجومها على المملكة كذلك بالصواريخ الباليستية، وهذه المرة جاء الهجوم غير متوقع، حيث أتى من الشمال وليس الجنوب كما هو المعتاد.
 
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد قال في تصريحات صحفية أنه في حال أثبتت التحقيقات السعودية الجارية بشأن الهجمات على المنشأتين النفطيتن التابعتين لشركة أرامكو، تورط الجانب الإيراني فإن المملكة سيكون لها رد ملائم. وأضاف الجبير أن المملكة على يقين بأن الهجمات لم تأت من اليمن بل من جهة الشمال، وأن الهجوم لم يكن من اليمن،بالإضافة إلى أن التحقيقات أظهرت أن الأسلحة المستخدمة في الهجوم إيرانية وجاءت من الشمال.
 
وأضاف خليل، أن إيران عملت معسكرات للميلشيات العراقية التابعة لها على الحدود العراقية السعودية مثل ميليشيات عصائب أهل الحق، كتائب حزب الله العراقي، سرايا عاشوراء، ميليشيات الإمام علي، وغيرهم، ومنذ ساعات أعلن الحوثيون إيقاف ضرباتهم ضد السعودية، وتم تفسير هذا الأمر بتحليلين، الأولى بأن الحوثيون يحاولون تبرئة أنفسهم من أي ضربات إيرانية جديدة للسعودية، وحتى لا يتحملون مسؤولية الصراع الإيراني السعودي، لدرجة أن أحد المسؤولين الحوثيين صرح منذ ساعات أن إيران طلبت منهم ضرب أهداف سعودية مجددًا.
والتفسير الآخر، بأن هذا قد يكون رسالة من إيران بقدرتها العسكرية للعالم أجمع، بعدما أدانت معظم الدول هذه الهجمة القوية.
 
وعن خيارات السعودية إزاء هذا الهجوم، قال خليل أن الملك محمد بن سلمان قد قال في تصريحات سابقة أن معركة المملكة مع محور الشر هم إيران وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية المرتبطة بها، وأنه سيعمل على نقل المعركة للداخل الإيراني، وما حدث هو العكس، حيث نقلت إيران الحرب للداخل السعودي.
 
وقد حاول الملك بن سلمان تأسيس حلف سني عسكري وفشل، وأثبت الجيش السعودي هشاشة مفرطة فيما يتعلق بحرب اليمن، كما فشل بن سلمان في عمل تحالف واسع في اليمن، حتى التحالف الإماراتي السعودي بدأ في التفكك لاختلاف الأهداف والرؤى، فكان الخيار الأول هو ترك الأمر دون رد، والخيار الثاني هو ترك العدو يقتل نفسه إذ ينجروا لمزيد من العنف والدم، والخيار الثالث هو خلق تحالف مع إسرائيل ضد إيران، والمحاولة الرابعة هي دفع كل الإغراءات للولايات المتحدة لكي تبادر بالحرب ضد إيران، باعتبار أن أمن الطاقة "البترول" هو أمن دولي، لكن هناك تردد أمريكي واضح في هذا الشأن.