محمد حسين يونس
عندما تقرر إفتتاح المرحلة الاولي من محطة معالجة مياة الصرف الصحي بالجبل الاصفر .. و كانت حدثا غير متكررا إنشاءيا .. بعد أن قام بتنفيذها علي الف فدان .. شركات إيطالية مع أخرى مصرية ..لتنقية مليون متر مكعب مياة يوميا ..كان علي المكتب الاستشارى (أمبريك - محرم باخوم ) المشرف علي المشروع أن يكون في إستقبال السيد الرئيس حسني مبارك .. لذلك حضر من إنجلترا مستر سمرفيلد و مستر برنارد .. و من مصر الدكتور أحمد محرم و المهندس حلمي الشرقاوى .

قبل الافتتاح بيومين .. زار الموقع الدكتور أحمد .. الذى ركب بجوارى في (الجراند شيروكي ) و في الخلف المهندس حلمي و الدكتوران أحمد محرم الابن و مراد باخوم . ثم أنني مررت بالزوار علي وحدات المحطة أشرح تفاصيل وظيفتها و طرق إنشاءها و الدكتور أحمد صامت يتأمل ..

في نهاية الجولة قال .. هذه ليست محطة صرف صحي هذه مدينة صرف صحي .. ثم (دعي لي) بأبوة من يفخر بجهد أبنائه .

في يوم الافتتاح ..جلس في الصفوف الاولي كل المهياصتية و المطبلتية .. و جلس رؤساء المكاتب الاستشارية في الصفوف الخلفية ثم حبسنا في القاعة لا نتحرك حتي تنتهي جولة سيادة الرئيس .

جلست بجوارة .. و كانت قد بدأت علامات تقدم السن تظهر علي ملامح سيادتة .. اعتذر بدلا عن المنظمين للاحتفال من حجم التجاهل الذى قوبل به شيخ الاستشاريين .. عندما بدأت السيارات الفارهة تتحرك من الجراج المؤقت و تحضر لتحمل السادة الوزراء و المسئولين .. فإبتسم .. وقال إحنا م كناش وزرا أيام عبد الناصر ..

لقد كان معي 132 ملكي و البنزين علي حسابي ومن الوزارة سائق فقط.. صمت بحزن ثم أكمل لم تكن علي أيامنا كل هذه المظهرية .

عندما تولي محمد إبراهيم سليمان الوزارة .. وضع نصب عينية أن يضعف و يضيق علي المكاتب الاستشارية المنافسة لمكتبه .. وأن يتيح كل الفرص لمكتب أخو زوجته ..

أكثر المصابين كان مكتب الدكتور.أحمد محرم .. و عندما ناقشت الوزير في هذا قال أنا م بحبهمش .. الوحيد اللي بحبه الراجل الكبير.و رغم هذا عندما قدم للريس من قاموا بإنشاء محطة الجبل الاصفر لم يكن من بينهم الراجل الكبير .

في مثل هذا اليوم حضرت جنازة الراجل الكبير .. و بالطبع لست في موقف الحديث عنه .. فهو من أساطير التعليم و التصميم الهندسي و النقابي و رأس جمعية المهندسين لفترات طويلة ..

ومكتبه رغم كل المؤامرات التي تمت علية لازال المكتب الذى يمثل التقدم المعرفي في بلدنا ..

و لكننا نعيش في وطن أنظف من فيه و اكثرهم محبه له و تضحية .. هم الذين يلاقون اقل إحتفاء .. وداعا دكتور أحمد .