مسعود: المسلسل يغيِّر مفهوم الخير والشر.. وتجاهل هوليوود جعلنى أعمل جاهدا للتخلص من نظرة الجميع لى

الحياة هنا ليست مفروشة بالورود دائما.. مثلما توقعت بعد نجاح فيلم بحجم علاء الدين.
 
لا أطمع فى دور كبير مثل «باتمان».. لكنى أتمنى منح فرصة للمشاركة.. ولا أنكر أننى أعيش حالة قلق
يظن الجميع أننى حصلت على الملايين وانهالت علىَّ العروض بعد طرح فيلمى مع ويل سميث.. وهذا لم يحدث
 
أطلقت شبكة «Hulu»، عرض حلقات المسلسل الدرامى الجديد «الانتقام ــ Reprisal»، الذى يشارك فى بطولته النجم الكندى، المصرى الأصل، مينا مسعود، وتدور أحداثه حول فتاة تدعى كاثرين هارلو أو دوريس كوين، التى تنتقم من شقيقها وعصابته بعد تركهم لها فى مهمة صعبة.
 
ويجسد «مسعود»، دور إيثان هارت، الشاب الساذج الذى يتطلع إلى تجنيده من قبل العصابة، ولكنه ينجح فى التسلل إلى المنظمة كجاسوس لتلك الفتاة، ويقوم بدوره كعضو جديد فى العصابة.
 
الحلقات من تأليف جوش كوربن وإخراج جوناثان فان تولكن، ويشارك فى بطولة المسلسل كل من: أبيجيل سبنسر، رودريجو سانتورو، ماديسون دافنبور، ديفيد داستالمشيان، ريس ويكفيلد، دبليو ايرل براون، جيلبرت أوور، جيريمى هاريس، تشاد مايكل بيرد، إرنست ميرسر، تشاد بيتر، تشارلز ستريكلاند.
وعن دور الشر الذى يلعبه فى المسلسل، قال مسعود: «أعتقد أن كل إنسان فى العالم لديه القليل من الخير والشر بداخله، وفى بعض الأحيان الأشخاص الذين نشير إليهم بالشر، لا يرون أنفسهم بهذه الطريقة، ويسلكون طريق الشر، ولهذا السبب تحمست للقيام بهذا الدور، وأتوقع أنه عندما يشاهد الجميع الحلقات قد يتغير مفهومه حول الخير والشر».
 
كما تطرق مسعود خلال مقابلته مع الإعلامى «جيمى كيميل» فى برنامجه «Jimmy Kimmel Live»، التى اعتبرها بمثابة حلم، رغبة منه فى لقائه والظهور معه فى إحدى حلقاته، وتحدث عن مسلسله الجديد ومدى سعادته بهذا العمل، حيث يرى أنه مختلف ويجمع أكثر من نوع فى عمل واحد، قائلا: «إنها دراما، ولكنها ممزوجة ببعض الكوميديا المظلمة».
 
* تجاهل هوليوودى
جاءت عودة النجم العالمى مينا مسعود من جديد بعد تألقه فى فيلم ديزنى الشهير «علاء الدين»، للمخرج جاى ريتشى، الذى حقق نجاحًا كبيرًا وشهرة واسعة وتجاوزت إيراداته المليار دولار فى شباك التذاكر العالمى، محتلا بذلك المرتبة السادسة فى قائمة أعلى الأفلام إيرادات خلال العام الجارى على مستوى العالم.
 
ورغم نجاح بطل علاء الدين، إلا أنه كشف مؤخرا فى حوار له مع صحيفة «ذا ديلى بيست» عن معاناته من عدم تلقيه أى عروض للتمثيل فى عمل سينمائى حتى الآن، مشيرا إلى تجاهل هوليوود التام له، قائلا: «خرجت عن صمتى لأننى سئمت من تجاهلى بهذا الشكل».
 
فى سياق متصل، وجه مسعود رسالة لجمهوره بأن الحياة فى هوليوود ليست مفروشة بالورود، وأضاف: «يظن الجميع أننى حصلت على الملايين، وانهالت على العروض بعد طرح الفيلم، ولكن هذا لم يحدث، فأنا لم أتلق عرضا واحدا ولم أتربح من وراء الفيلم بأى شكل، وأريد الجمهور أن يعرف أن الأمور ليست وردية وإيجابية دائما مثلما توقعت بعد نجاح فيلم بحجم علاء الدين».
 
وعلى إثره، شكل تجاهل السينما العالمية قلقا فى نفس مسعود من أن يتم تجاهله فى المستقبل مع تقدم سنه، مؤكدا أن سقف أحلامه وطموحاته أصبح ضئيلا بشدة، وأرجع السبب وراء تجاهله إلى افتقاره للخبرة فى صناعة السينما والأفلام، بينما أوضح أنه لا يطمع فى دور كبير مثل «باتمان»، ولكنه يتمنى منحه فرصة للمشاركة.
 
وتابع مسعود: «أتوقع أن يتم تهميشى لكونى ممثلا شابا، وعلى الرغم من أننى أمارس مهنة التمثيل منذ ١٠ سنوات، ولكن البعض لم يرونى إلا من خلال علاء الدين؛ لذلك أعتقد أن نظرتهم لى لن تتغير لفترة طويلة، وأنا مضطر للعمل جاهدا حتى أتخلص من تلك النظرة».
 
* التمييز العرقى
يرى مسعود، أن التمييز العرقى يسيطر على صناع السينما فى هوليوود، وقال فى تصريحات سابقة له بأنه لم يظهر إلا فى الأعمال التلفزيونية فقط؛ بسبب انحصار الأدوار المطلوبة على الفتى العربى أو الشرق أوسطى، وهو ما يسعى للتغلب عليه بشكل شخصى من خلال مبادراته وتأسيس مشاريع خاصة به.
 
وفى السياق ذاته، علل مسعود مشاركته فى علاء الدين بأن صناع الفيلم كانوا يبحثون عن وجه جديد بملامح شرق أوسطية، ولولا هذا الأمر لما كان حصل عليه بسهولة، وبرهن أقواله بأنه بعد الانتهاء منه لم يُعرض عليه أى عمل، ولم يحصل على أجر كببر مقابل الدور الذى جسده.
 
*مساندة النجوم والجمهور
ومن جانبه، علق النجم الأمريكى ويل سميث ــ الذى جسد دور جنى مصباح علاء الدين ــ على تصريحات مسعود، حول عدم حصوله على فرص أخرى بعد النجاح الذى حققه الفيلم، وقدم رسالة تشجيعية له خلال حواره مع مجلة «فاريتى»، قائلا: «مينا مسعود ممثل رائع، وليس لديه ما يدعو للقلق، ومهنة التمثيل لا تقل صعوبة عن تحديات الحياة، وعليك أن تتوقع أن تمر بأوقات صعبة وأخرى سلسة وممتعة».
 
وأضاف «سميث»: «إذا كنت تمتلك حلما عليك بالصبر والقتال من أجله، وأن تكون جاهزا للعمل ٢٤ ساعة يوميا من أجل الوصول إلى أهدافك، لا يمكنك الاستسلام عندما تمر بأوقات صعبة».
 
وكتب عمر الشريف جونيور، حفيد النجم المصرى الراحل عمر الشريف، تعليقا على شكوى مسعود، عبر حسابه الرسمى على تويتر: «كان جدى ليفخر بك مينا مسعود، تمثيلك مهم وموهبتك الكبيرة ومثابرتك سيتم الاعتراف بها وسنحتفل بها مرة جديدة قبل أن تلاحظ الأمر، واصل ما تفعله».
 
كما تفاعل رواد مواقع الاتصال الاجتماعى، مع تصريحات «مسعود»، حيث أشاد الجمهور بأدائه المميز وشجعوه على الاستمرار والاجتهاد، وأجمعوا على أن مشواره فى هوليوود مقرون بتطويره لذاته وطريقه ظهوره فى البرامج الحوارية.
 
أما بعضهم قد رجح أن نجاح فيلم علاء الدين له عوامل كثيرة مثل نسخة التصوير الحى والأغانى المختارة، وكذلك تمثيل النجم العالمى ويل سميث، واستبعدوا فكرة نجاحه بظهور بطله مينا مسعود، مؤكدين على أن تمثيله كان متواضعا.
 
* رحلة كفاح غير قصيرة
عانى مسعود خلال مشواره السينمائى غير القصير للحصول على دور غير نمطي؛ ففى السنوات العشر السابقة بدأ كالعديد من الممثلين ذوى الأصول العربية بدور يضعه فى خانة الإرهاب، وذلك فى مسلسل «نيكيتا» حيث ظهر ككومبارس ينتمى إلى تنظيم القاعدة.
وكان الشاب المصرى، البالغ من العمر ٢٨ عاما، صريحًا بشأن كفاحه السابق لتجنب لعب شخصيات إرهابية كممثل شرق أوسطى فى هوليوود، وصارع بكل السبل الممكنة من أجل إيجاد أدوار لا تحصره فى خانة الإرهابيين، وبعد بذله مجهودا كبيرا حصل على دور «علاء الدين»، حيث تغلب على ٢٠٠٠ ممثل ليلعب شخصية البطولة.
وبالرغم من انتقال مسعود من القاهرة للعيش فى كندا، لكنه ظل على علاقة وثيقة بجذوره المصرية، وأنشأ مؤسسة غير هادفة للربح تحت اسم «EDA»، تهدف إلى مساعدة الموهوبين بمختلف مجالات الفنون، وإتاحة الفرص لهم لتحقيق حلمهم، وقام بتدشينها خلال فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى، قائلا: «ستسعى المؤسسة لمساعدة الموهوبين فى الرقص أو الرسم أو الموسيقى فى تحقيق حلمهم، ففى بعض الأحيان لم تكن لدى القدرة المالية على الذهاب، أو الاستعداد بشكل لائق لتجارب الأداء السينمائى، من أجل الحصول على دور فى فيلم، أتمنى أن نساهم فى تسهيل ذلك».
وأضاف مسعود: «تعجب البعض من إنشاء هذه المؤسسة بعد نجاح فيلمى الأول فقط، لكنى أصررت على أن أبدأها الآن حتى ولو على مستوى صغير، وكلما كبرت ستكبر معى».
 
وقدم مسعود خلال افتتاح مهرجان الجونة أولى جوائز مؤسسته الحديثة، التى ذهبت إلى الممثلة المغربية نسرين الراضى، عن دورها فى فيلم «آدم»، الذى عُرض داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، وناقش قضية الحمل خارج إطار الزواج، مشيرا إلى أن هذه هى المرة التى تقدم فيها جائزة من خلال المهرجان، الذى سيكون منصة سينمائية لتقديمها سنويا.