كتب – روماني صبري 
 
تتجه أنظار العالم اليوم إلى الولايات المتحدة، التي باتت تواجه امتحانا صعبا على خلفية مقتل جورج فلويد الأميركي من أصول إفريقية بدهس رقبته من قبل شرطي ، هذا الامتحان يصبح أكثر تعقيدا عندما يكون الحديث عن الدولة التي تقدم نفسها سفيرة العالم للديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير، وفي جردة لما حصل حتى الآن، الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف التظاهرات التي خرجت في عشرات المدن الأمريكية بأنها نوع من الإرهاب الداخلي، وشكر نفسه على الإجراءات التي اتخذها مع إدارته للتعامل مع الاحتجاجات في واشنطن وأقام الدنيا ولم يقعدها بزيارته للكنيسة التاريخية بجانب البيت الأبيض، لكن الموقف الأكثر خطورة كان بتهديده بنشر قوات الجيش لمواجهة المتظاهرين،  فهل يختار سيد البيت الأبيض الحل الأمني؟.
 
يريدها حرب أهلية 
وفي سياق القضية قالت د. عبير كايد، أكاديمية وباحثة في الشؤون الأمريكية، عبر تقنية الفيديو لفضائية "روسيا اليوم"، الرئيس الأمريكي عازم على نشر قوات الجيش الأمريكي باستخدام القانون 1807، وهذا يعني انه يدعو الشعب الأمريكي لاسيما المتظاهرين للانخراط في حرب أهلية محتملة."
 
ضرب بالرأي العام عرض الحائط 
وتابعت :" ترامب الآن لا يكترث بالرأي العام الأمريكي في الشارع ولا بمطالب المتظاهرين، وكذا بالقيم الأمريكية التي  طالما حاولت الولايات المتحدة تصديرها إلى الخارج، هو يبحث في الداخل الأمريكي عن طوق نجاة، من خلال أن يقول لحكام الولايات إنكم لا تستطيعون السيطرة على هذه الاحتجاجات وإنها خرجت عن السيطرة ما جعله يهدد باستدعاء الجيش لاحتواء الأزمة." 
 
قرار خطير 
ورأت :" هذا غير صحيح، وهناك مندسين بالفعل شرعوا ينفذون عمليات نهب وسرقة خلال التظاهرات، لكن غالبية المشاركون في الاحتجاجات من الشباب الأمريكي المطالب بالعدالة والقضاء على العنصرية، وشددت د. عبير كايد، الأكاديمية والباحثة في الشؤون الأمريكية على أن قرار الاستعانة بالجيش لفض الاحتجاجات سيكون له تبعات خطيرة على البلاد." 
 
ترامب لا يريدها حرب أهلية 
وبدوره رأى عصام عبد الله خبير في السياسة الأمريكية والشرق الأوسط، انه حين يلوح ترامب باستخدام سلطاته التي يخولها له القانون فهو هنا لا يدعو إلى حرب أهلية، لافتا :" هو سيدعو إلى حرب أهلية إذا دعى أنصاره من البيض المدججين بالسلاح والعتاد إلى النزول في مواجهة من يحدثون الشغب والتخريب، لكنه لجأ لسلطاته كما خولها له الدستور." 
 
انتشار الجيش ليس جديد 
موضحا :" نزول الجيش في الولايات لن يكون المرة الأولى، حيث انتشرت قوات الجيش في البلاد مرات ومرات في أحداث عصيان وتخريب وحين تهدد الأرواح والممتلكات وحين تعجز قوات الأمن المحلية عن مواجهة ذلك." 
 
تم تصعيد الجريمة 
ما حدث تم تصعيده بشكل مبالغ، وبالفعل قتل فلويد جريمة بشعة لا تليق بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2020 وتكشف عن نفوس عنصرية لازالت موجودة، وأنا افرق هنا بين النفوس والنصوص، النصوص تدعو للمساواة لكن لازال هناك كما اكرر دائما ارث ثقافي عنصري موجود في المجتمع الأمريكي، وهذا ليس بسبب ترامب ولا الرئيس الأسبق اوباما، هذه القضية تحتاج إلى عقود طويلة مقبلة كي تعالج." 
 
الرئيس لا ينظر بل يحمي شعبه وممتلكاته
وشدد :" الرئيس ليس دوره التنظير كما نجلس الآن نتناقش ، ترامب كرئيس مسؤول عن الأمريكان وحماية ممتلكاتهم العامة وحماية أرواحهم في الولايات، لذلك يريد استخدام سلطاته لإنهاء العنف والشغب في البلاد،فحين يشعر الشعب انه مهدد وحياته معرضة للخطر وممتلكاته للنهب والسرقة، وقتها سيلوم الرئيس والحكومة قائلا عليكم أن تحمونا مما يحدث الآن."