كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
شارك المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، في ندوة الكترونية بعنوان " محاربة التطرف وحوار الأديان .. نحو بناء المواطنة الحاضنة للتنوع في المنطقة العربية " ، بدعوة من الرابطة المغربية للشباب والطلبة ومشروع حوار الشباب.
 
وقد حاور المطران في هذه الندوة الأستاذ يوسف امفزع عضو المكتب المركزي في الرابطة وطالب باحث بسلك الدكتوراه كما كانت هنالك مداخلات وأسئلة موجهة لسيادته من عدد من المدن والمحافظات المغربية حيث تميز الحوار بالحيوية والروح الطيبة .
 
وجه سيادة المطران التحية من القدس للشعب المغربي الشقيق متحدثا باسهاب عن اوضاع مدينة القدس وما تتعرض له كما وتحدث عن الموقف الفلسطيني الرافض لما يسمى صفقة القرن والتي هي عبارة عن مؤامرة هادفة الى تصفية القضية الفلسطينية.
 
واستذكر سيادته في كلمته ذكرى النكبة مؤكدا على حق العودة هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم .
 
وقال سيادته في كلمته بأن مدينة القدس هي مدينة السلام والمدينة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ولكن سياسات الاحتلال حولت مدينة القدس الى مدينة صراع وظلم واستهداف لابناء الشعب الفلسطيني .
 
لا نعادي الديانة اليهودية وان كنا نختلف معها جذريا ولا نعادي اليهود بسبب انتماءهم الديني ولكننا نرفض الاحتلال والصهيونية والعنصرية الممارسة بحق شعبنا الفلسطيني وفي نفس الوقت نؤكد بأننا نرفض ايضا ان يستهدف وان يضطهد اي انسان في هذا العالم بسبب انتماءه الديني او لون بشرته او خلفيته الثقافية او العرقية.
 
نؤمن بضرورة التلاقي بين كافة اتباع الديانات والحضارات والثقافات لاننا نعتقد بأن الجميع ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان ويجب ان تقوم المرجعيات الروحية في عالمنا سواء كانت مسيحية ام اسلامية ام يهودية بدورها الرافض للعنصرية ولكافة مظاهرها ونحن في فلسطين نعاني من العنصرية الصهيونية والقمع والظلم الذي عانى وما زال يعاني منه شعبنا الفلسطيني.
 
هنالك اشخاص ينتمون الى ديانات متعددة في هذا العالم وهم يفسرون الدين كما يحلوا لهم وفق اجنداتهم ومصالحهم في حين اننا نعتقد أن الله محبة ومن لا يحب انما هو بعيد كل البعد عن اية قيمة دينية او اخلاقية في هذا العالم .
 
نرفض المنظومة الداعشية التي كانت سببا في تهجير المسيحيين وغيرهم من المواطنين من عدد من الأقطار العربية كما اننا نرفض المنظومة الصهيونية الغاشمة، والداعشية والصهيونية إنما هما وجهان لعملة واحدة ، كما اننا نرفض ما تقوم به بعض الجماعات في أمريكا والتي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا وهم يصفون أنفسهم " بالمسيحيين الصهاينة " وهم بعيدون كل البعد عن المسيحية وقيمها ورسالتها، فهؤلاء هم متصهينون يفسرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم ويحللون ما حرمه الله والله لا يحلل القتل واستهداف الأبرياء وامتهان الكرامة الإنسانية .
 
ان هؤلاء يظنون بأن نكبة شعبنا الفلسطيني تمت بوعد من الله وليس بوعد من بلفور ونحن بدورنا نذكر من يحتاجون الى تذكير بأن الله لا يحلل القتل والتشريد والاعتداء على الابرياء فلا يجوز ان ننسب لله ما ليس فيه ولا يجوز ان ننسب للكتاب المقدس ما ليس فيه فالكتاب المقدس هو كتاب مقدس ينادي بالمحبة والاخوة والرحمة ونحن نرفض التفسيرات السياسية المغلوطة للكتاب المقدس والتي تتبناها المجموعات الصهيونية التي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا في امريكا وفي غيرها من الاماكن .
 
نؤمن بالاخوة الانسانية ونؤمن بأن اتباع الديانات المختلفة في عالمنا يمكن ان يتفاعلوا وان يتفاهموا فيما بينهم من اجل عالم افضل تسوده ثقافة المحبة والاخوة والرحمة.
 
ان الاختلافات العقائدية الموجودة بين الأديان في عالمنا لا يمكن تجاهلها ولكنها في نفس الوقت لا يجوز ان تكون حائلا امام تكريس القواسم الإنسانية المشتركة والمبادئ الأخلاقية التي توحدنا وتجمعنا فهنالك اشياء كثيرة نتفق حولها لا سيما ضرورة احترام حقوق الإنسان وصون قيم الحرية والدفاع عن المظلومين والمعذبين في هذا العالم وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني.
 
نتمنى ان تتوحد المرجعيات الدينية في عالمنا في دفاعها عن فلسطين وشعبها المظلوم وفي دفاعها عن سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الاقطار العربية المستهدفة والمستباحة ، فنحن لا نعاني فقط من وباء الكورونا بل نعاني ايضا من اوبئة اكثر فتكا وخطورة من الكورونا وهي الظلم والقمع والاستبداد والعنصرية واستهداف حقوق الإنسان .
 
نتمنى من امتنا العربية بأن تلتفت الى فلسطين فبوصلة لا تكون باتجاه فلسطين لا تكون في الاتجاه الصحيح ، ونتمنى من الاحرار في عالمنا بأن يكونوا بجانب شعبنا المظلوم والمنكوب ونحن بدورنا كفلسطينيين نتضامن مع كافة المظلومين في عالمنا فحيثما هنالك ظلم وعنصرية واستهداف للكرامة الانسانية نحن منحازون إلى الإنسان وحقوقه وكرامته .
 
فلسطين ارض المحبة والأخوة والسلام فدافعوا عنها وعن شعبها لكي تبقى ارضا مقدسة مباركة حاضنة لاهم مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا .فلسطين والقدس هي امانة في اعناقنا جميعا ونتمنى من المسيحيين والمسلمين واليهود الغير متصهينين بأن يكون انحيازهم دوما للحق والعدالة وللشعب الفلسطيني المظلوم والمنكوب كما واجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات .