تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 14 يونيو من كل عام اليوم العالمي للمتبرعين بالدم، ويأتي موضوع حملة التبرع بالدم لعام 2020، تحت شعار " تبرع بدمك واجعل العالم مكانا أوفر صحة"، حيث تركيز الحملة على مساهمة الأفراد والمتبرعين في تحسين صحة الآخرين في المجتمع المحلي.

 
وحثت منظمة الصحة العالمية المواطنين على التبرع بالدم، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أن التبرع بالدم بعد تفشي فيروس كورونا أصبح أقل بنسبة كبيرة، فلا يتردد كثير من المتبرعين على بنوك الدم للتبرع، مما جعل بنوك الدم تلجأ إلى دعوة الأطباء والتمريض للتبرع بجانب زوار المرضى والمترددين على المستشفى فى أقسام الاستقبال، بشرط أن تكون حالتهم الصحية جيدة.
 
وأشارت التقارير إلى أن المستشفيات تلجأ إلى طريقة أخرى توصي بها منظمة الصحة العالمية وهي التبرع الاستبدالى، من خلال حث المترددين على المستشفى (الأصحاء)؛ مثل أقارب المرضى، على التبرع بالدم مقابل الخدمة التى يحصل عليها هو أو ذووه.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية قد كرست في عام 2005 يوما خاصا لشكر المتبرعين بالدم ولتشجيع المزيد من الأشخاص على التبرع بالدم دون مقابل ويحتفل باليوم العالمي للمتبرعين بالدم في 14 يونيو كل عام وفضلا عن شكر المتبرعين بالدم، يعد هذا اليوم فرصة لإذكاء الوعي بالحاجة العالمية إلى الدم المأمون وكيف يمكن للجميع المساهمة في تلبية هذه الحاجة. وجاء اختيار منظمة الصحة العالمية لهذا اليوم ، وهو يوافق يوم ميلاد الدكتور كارل لاندشتاينر مكتشف نظام فصائل الدم، الذي نال جائزة نوبل بسبب هذا الاكتشاف.
 
وكشفت التقارير الدولية إلى أن التبرع بالدم له فوائد كثيرة، ويساهم في إنقاذ حياة الكثيرين، لكن التباعد الاجتماعي الذي فرضته جائحة كورونا بجميع بقاع العالم جعل البعض يخشى القيام بذلك تجنبا للتعرض لأي عدوى.
 
ويمكن تحديد تلك الفوائد فيما يلي :
- يعمل التبرع بالدم على زيادة نشاط نخاع العظم، مما يساهم في إنتاج المزيد من خلايا الدم المختلفة، مثل كرات الدم الحمراء والبيضاء، وكذلك الصفائح الدموية.
 
- زيادة كرات الدم البيضاء تدعم عمل المنظومة المناعية بالجسم، لأنها مكون أساسي لجهاز المناعة، وتعمل بشكل منظم على كبح أي عدوى فيروسية أو بكتيرية تهاجم الجسم، مما يقي من الإصابة بالأمراض المختلفة.
 
وتعتبر بلازما الدم أحد المكونات الرئيسية للدم حيث تشكل حوالي 55% من حجم الدم الموجود بالجسم، وهي مادة سائلة يميل لونها إلى الأصفر تحمل أملاح وماء وبروتينات، وتعتبر وسيلة فعالة يمكن أن تنقذ مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من حالات حرجة بشرط أن يتم استخراجها من أجسام المتعافين من الفيروس، وفقًا لما نشرته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وتحتوي البلازما على أجسام مضادة ينتجها جسم الشخص المتعافي من العدوى، عند حقنها للمريض تساهم في زيادة الاستجابة المناعية للجسم وتساعده على مهاجمة الفيروس، ويمكن الاستفادة من تلك البلازما حتى بعد مرور شهور من تعافي الشخص لذلك من الضروري بعد التعافي التبرع بالدم لإنقاذ حياة الكثير من المرضى، ولكن يجب أن تتم تلك العملية بشروط معينة لضمان سلامة جميع الأطراف، ومنها:
 
- أن يكون الشخص المتعافي بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض مزمنة أو مشكلات صحية أخرى.
- يتم تحليل العينة للتأكد من سلامتها وخلوها من أي مشاكل.
 
- لا يتم استخدامها إلا إذا كان المريض يعاني من مضاعفات خطيرة جراء الإصابة بفيروس كورونا.
 
وبالرغم من الفوائد العديدة التي يوفرها التبرع بالدم للمتبرع والمريض إلا أنه قد ينطوى على الأمر عدد من المخاطر التي يجب الحذر منها، وهي:
عدم تبرع أي شخص يعاني من مرض مزمن، مثل السكري والقلب والضغط، وكذلك من يعاني من أمراض الدم أو أي عدوى فيروسية أو بكتيرية؛ تحليل عينات الدم للتأكد من خلوها من أي عدوى؛ عدم تبرع المتعافين قبل مرور 14 يومًا على التعافي على الأقل ؛ ارتداء قناعات الوجه أثناء القيام بعملية التبرع بالدم، وتجنب لمس الأسطح ؛ التأكد من سلامة المعدات التي يتم استخدامها في عملية التبرع بالدم ؛ ترك مسافة بين كل شخص وآخر حوالي 6 أقدام ؛ تجنب لمس الوجه أثناء التواجد في المستشفى والخضوع لعملية التبرع ؛ غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد عملية التبرع، وتغير الملابس وغسلها.
 
وناشدت منظمة الصحة العالمية إلى التبرع بالدم، حيث إن الحالات التي عادة ما تتطلب نقلًا ضرورياً للدم هم مرضى الأورام السرطانية وأمراض الدم ومصابو الحوادث، لأن الدم تنتهي صلاحيته بعد نحو 30 يوماً من التبرع، مما يستلزم التبرع المستمر لإنقاذ عدد كبير من المرضى، قبل أن تتفجر أزمة كبيرة.
 
وتظهر البيانات المتعلقة بالخصائص الجنسانية للمتبرعين بالدم أن النساء يقدمن على الصعيد العالمي 32% من التبرعات للدم ، على الرغم من أن هذا يتراوح على نطاق واسع ففي 14 من بين 119 دولة تم تقديم أقل من 10% من التبرعات من قبل المتبرعات ويظهر الملف العمري للمتبرعين بالدم بشكل متناسب، أن عدد الشباب الذين يتبرعون بالدم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يفوق عدد البلدان المرتفعة الدخل وهناك 3 أنواع من المتبرعين بالدم : المتبرعين طوعاً دون أجر؛ أفراد الأسرة/ البدلاء ؛ المتبرعين لقاء أجر.