نبيل أبادير

 حينما يصبح اتخاذ القرار صعبا وقاسيا ومرعبا، وحينما يكون متخذو القرار تتنازعهم قوتين أو إتجاهين وكأنهم بين حجري أو شقي أو فكي الرحي يتعلق كل منهما بالحياه سواء بفقدانها أو بإستمرارها

فمنذ بدايه جائحه كورونا وما تحدثه يوميا من تأثيرات سلبيه بالغه الصعوبه والمراره سواء كانت صحيه أو إجتماعيه أو إقتصاديه ونفسيه والدول والشعوب تعاني من تفشي الجائحه ومن آثارها،
 
واصبح علي متخذي القرار إتخاذ ما يلزم وضروري لحمايه الشعوب والمواطنين من آثار هذه التداعيات بإجراءات إحترازيه حسب تطور الإنتشار من عدمه (بالأمس فقط فقدنا ٦٢ إنسانا عزيزا بسبب كورونا)، وبحسب ما تتوصل اليه التجارب الطبيه لمواجهه إنتشار الوباء ولعلاج المرضى به والحفاظ علي حياتهم،
 
وفي نفس الوقت تسعي بقدر الإمكان لإستمرار أنشطه الحياه المختلفه من تداعيات الجائحه علي معدلات الانتاج والخدمات وبالتالي علي الاقتصاد وعلي ظروف الناس التي تسوء يوما بعد يوم لانخفاض الدخل أو لفقده ومما يعرض فئات كثيره لخطر الفقر والحرمان وما يعكسه ذلك علي الصحه وفرص اصابتهم بالوباء.
 
فحجري او شقي أو فكي الرحي بين الحفاظ علي حياه الناس بعدم إستمرار تفشي الإصابه وبين إستمرار الحياه للتعامل مع التداعيات الاخري لجائحة كورونا في الوقوع في دائره انهيار الاقتصاد والفقر وغير ذلك من التداعيات والتي يمكن أيضا ان تؤدي الي تفشي الوباء.
 
وهنا يمكن أن نتساءل رغم صعوبه التساؤل البالغه جدا كيف يمكن إحداث التوازن بين الحفاظ علي الحياه وبين إستمرارها، وحيث يمكن ان يكون الأخير سببا في إنتشار الوباء في الوقت الذي نحاول فيه الحفاظ علي الحياه.
 
ومن السهل جدا علي غير متخذي القرار والقابعين في منازلهم نتيجه الإجراءات الإحترازيه أن يطرحوا حلولا او افكار لأنهم في راحتهم المنزليه. لكن من يكون مسئولا فإنه يكون كالجالس علي جمر من نار.
 
وهذا يؤدي بنا الي ان المسئوليه في إتخاذ القرار لابد أن يكون جمعيا، من جماعه تتكون من عقول متعدده الخبرات العلميه والعمليه وهذا ما يمكن ان نطلق عليه فريق إداره الأزمه،
 
وفي الواقع هي كارثه أو جائحه وليست أزمه عاديه،
 
وحيث أن الجائحه ليست في حاله جمود لكنها تتغير معدلاتها يوميا،
 
وهو ما يجعل هذا الفريق ايضا في حاله ديناميكيه أي في حاله إستنفار دائم أو يقظه مستمره للتعامل اليومي مع حركه الجائحه السريعه التغير والانتشار،
وبالتالي يمكن ان يكون معدلات التغير في قرارات هذا الفريق تتناسب مع المعطيات الدائمه التغير،
 
ويمكن أن يصاب هذا الفريق لإداره الأزمه بالتعب والإرهاق أو حاله من الجفاف في التفكير فهذا طبيعي جدا فهم بشر،
لذا فعلي هذا الفريق أن يجدد نفسه بإستمرار بإضافه عقول وخبرات جديده حتي يستطيع إداره الأزمه بفاعليه وتجديد.
 
كان الله في عون فريق إداره الازمه، وعلينا كمواطنين أن نتفاعل بإستمرار مع المتطلبات لمواجهه الجائحه.