مؤمن سلام
في مثل هذا اليوم من 28 سنة استيقظت على اتصال من صديقي أحمد يزف اليه خبر قتلك. فرحنا نحن الإثنين بنبأ موتك، نعم فقد كنا نحن الإثنين مازلنا إسلاميين، فرغم اننا تركنا تنظيم الإخوان المسلمين لكن كنا مازلنا إسلاميين، ممن يسمون أنفسهم وسطيين وحداثيين، ومع ذلك فرحنا باغتيالك، في موقف ينُم عن الخسة والانحطاط، فما أخس أن تفرح بموت إنسان ليس بينك وبينه أى رابط إلا الخلاف الفكري.

لهذا أنا من هؤلاء الذين لا يصدقون في مقولة أن هناك إسلامي وسطي أو حداثي أو مسالم، فكلهم ارهابيون، ما يفرق بينهم فقط هو القدرة على حمل السلاح وممارسة القتل. فهناك من يمتلك هذه الجرأة على حمل السلاح وقتل الإنسان، وهناك من لا يستطيع ذلك ولكنه يؤيد ودعم ويبرر ويغطي ما يفعله حامل السلاح، بل ويحرضه في بعض الأحيان على القتل، لهذا كلهم ارهابيون، فلا يوجد فرق بين من يمارس القتل وبين المحرض والمبرر للقتل.

لكن يا سيدي يا من وقفت وحيداً في مواجهة الإعصار في عنفوانه، دماءك لم تذهب هدراً، فكما يقول عدوك سيد قطب كبيرهم الذي علمهم الإرهاب في العصر الحديث "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكُتبت لها الحياة"، نعم يا سيدي فموتك على يد تلاميذ سيد قطب جعل الحياة تدب في كلماتك، وجعلت الكثيرين يفيقون من ثباتهم وأوهامهم ويراجعون مواقفهم، وأنا وصديقي أحمد منهم.

فالآن وبعد 28 سنة من هذه اللحظة الخسيسة التي فرحنا فيها بموتك، أين نحن الأن من معسكرك ومعسكر سيد قطب؟

أُبشرك أننا الآن في معسكرك، نقف في صف العلمانية والدولة الديمقراطية الحديثة، ندافع عن حقوق المواطنة لكل المصريين، نطالب بالحرية والمساواة لبني الإنسان. لقد تركنا معسكر سيد قطب وحسن البنا من أسسوا لقتلك ومحمد الغزالي الذي برر قتلك في المحكمة، إننا لم نترك هذا المعسكر الدموي فقط، بل إننا ننقد فكرهم ونفككه على أمل أن يتخلص مجتمعنا من هذه الأفكار الميتة المميتة.

أرقد في سلام فانك خالد في عقولنا وقلوبنا