كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م

 
سجل الناشطون البيئيون في لبنان نصرًا بيئيًا بامتياز، إذ نجحوا في إجبار البنك الدولي على إلغاء قرض لتمويل بناء سد في لبنان، قد يدمر منطقة غنية بتنوعها البيولوجي والتاريخي والأثري.
 
وبحسب إيلاف تمكن الثوار اللبنانيون من خلال حملة طويلة الأمد ضد المشروع الممول من البنك الدولي، في إيقافه، حيث كان السد سيتسبب في إلحاق أضرار بالغة بوادي بسري والغابات الكثيفة والأراضي الزراعية، فضلاً عن عدد كبير من المواقع التراثية.
 
فقام اللبنانيون بنصب الخيام في هذا المكان ومنعوا المتعهد من مباشرة الأشغال في المنطقة أو استقدام آلياته وماكيناته لبدء الحفر، حيث يعرف مرج بسري بأنه موقع إحدى أقدم مدن لبنان التاريخية، وما زالت آثار هذه المدينة ظاهرة للعيان، تنتظر خبراء الآثار ليكشفوا عن شواهدها التاريخية.
 
وقد أكدت الكتب التاريخية أن هذا المكان احتضن أقدام السيد المسيح، حيث سار فيه وجال بين المدن العشر بحسب العهد الجديد، كما أنه يعد محطة رئيسية لهجرة الطيور عبر العالم، وموئلاً طبيعيًا للكثير من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض.
 
وكان البنك الدولي قد أقر قرضًا لتمويل هذا المشروع في عام 2014 لبناء سد في منطقة وادي بسري لتأمين مياه الشفة لنحو 1,6 مليون نسمة في منطقة بيروت الكبرى.
 
وأعلن البنك الدولي في بيان له صباح اليوم أنه أبلغ الحكومة اللبنانية "قراره بإلغاء المبالغ غير المصروفة من مشروع زيادة إمدادات المياه (مشروع سد بسري) نتيجة لعدم إنجاز البنود التي تشكّل شروطًا مسبقة للبدء بأعمال بناء السد".
 
وكان إنشاء السد يحظى بدعم من ميليشيا حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون، وتبلغ كلفة مشروع السد 617 مليون دولار، بينها 474 مليون من البنك الدولي. 
 
واحتشد الثوار في 26 يوليو أمام مكاتب البنك الدولي وسط بيروت للتعبير عن رفضهم للمفاوضات الجارية مع صندوق النقدالدولي بشأن موقع بناء سد بسري. وحملوا لافتات تتضمن رسائل مثل: "أوقفوا تدمير مواقع التراث"، و"البنك الدولي يدمر أرضنا، أنقذوا بسري".