كتب – روماني صبري 
 
أعلنت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، نياحة الأب المبارك القمص لوقا سيداروس، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس باسبورتنج الإسكندرية (سابقا)، وكاهن كنيسة الشهيد أبي سيفين والقديس الأنبا أبرآم، تورانس، كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية حاليا، عن عمر تجاوز ٨٠ سنة، قضى منها أكثر من ٥٣ سنة في خدمة المذبح المقدس بكل تقوى، وفي إطار ذلك نرصد في السطور المقبلة أهم المحطات في حياته.
من سيمه كاهنا ؟ 
اسمه في شهادة الميلاد كمال خلف سيداروس، والمتنيح من مواليد  ٣ مايو ١٩٤٠، حصل على بكالوريوس العلوم في عام ١٩٦٤، تمت سيامته كاهنا في ١٧ مارس ١٩٦٧ على كنيسة الشهيد مارجرجس بسبورتنج، وذلك في دير الشهيد مارمينا العجايبي بمريوط، بيد المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، ورسم في رتبة القمصية في ٢٩ أكتوبر ١٩٨٩، بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، بعد ذلك ترك مصر للخدمة في الولايات المتحدة. 
 
سأواصل رغم المرض 
طالته قرارات التحفظ الصادرة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات في سبتمبر ١٩٨١، وكان ضمن المجموعة التي تم اعتقالها بسجن المرج، خدم بعدها بكنيسة مارمرقس القبطية الأرثوذكسية في لوس أنجلوس، بالولايات المتحدة الأمريكية، عرفه مرض السرطان في الشهور الأخيرة، لكنه واصل حتى آخر نفس الوعظ والتعليم والرعاية.
 
زميله المتنيح 
كان زميلا للمتنيح الأب بيشوى كامل كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بسبورتنج في الخدمة، وأبدى حزنه الشديد لوفاة زوجته تاسونى أنجيل، حيث كان يكن لها اشد الاحترام، فكتب يقول في رسالة : 
شهدت الكنيسة كلها الملائكة والناس معا رباط الحب الإلهي الذي عشناه معا أبونا بيشوى وأبونا تادرس وضعفي وزوجاتنا الأمر الذي يصعب وصفه ويندر تكراره، عاشت كأطهر زوجة لأقدس كاهن في جيلنا، وقدمتِ مثالا حيا يندر تكراره للنسك وحياة التجرد وهي في العالم تعيش، صارت أيقونة لأرثوذكسية الحياة في حب وتمسك بطقس الكنيسة ولغتها وألحانها وأعيادها وقديسيها على نفس النمط الذي عاشه شريك حياتك أبونا الغالي".
جسد المسيح غير الزمني يمدنا بالفرحة 
منذ عامين  تحدث القمص لوقا سيداروس في كلمته خلال احتفالية اليوبيل الذهبي لكنيسة الشهيد مارجرجس بسبورتنج، بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن معنى وقيمة الزمن الذي يمر  بالإنسان، وربما يضج بالأحزان والحمول والذكريات، مشددا على أن الوضع في الكنيسة يختلف، جراء جسد المسيح غير الزمني، فلا يكون تأثر بالزمن، فيعرف الكنيسة الفرح والمجد دائما.
 
خدم خدمة مباركة
وتقدم قداسة البابا تواضروس الثاني بخالص العزاء لنيافة الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس، ولمجمع كهنة الايبارشية في رحيل الأب الحبيب القمص لوقا سيداروس، كما تقدم بالتعزية أيضًا لمجمع كهنة الإسكندرية ولشعبها، في رحيل القمص لوقا الذي خدم خدمة مباركة، بكنيسة الشهيد مارجرجس بسبورتنج، لما يزيد عن ٢٢ سنة، ويلتمس عزاءًا سمائيًا لأسرته وأبنائه في كل مكان، طالبًا لنفسه البارة النياح والراحة النصيب والميراث مع جميع المقدسين.