محمد حسين يونس
الغزو الفارسي .. جاء لينصر كهنة (رع) علي كهنة (أمن) .. فيدمر معابد الأخارى و يدعم عقيدة (الرعوييون)  المرحبون بالمستعمرين .
 
 ثم الغزو الإغريقي .. أعاد  فية إبن أمن (الإسكندر الأكبر ) المجد لأبيه .. و لكهنة سيوة  بعد أن أقنعوه أنه إبنا لنترهم (أمن ) .
 
و مع حكم البطالسة .. إختلطت المقدسات المصرية  مع الإغريقية مكونة عقائد جديدة .. (لأرباب )  هجين 
.. ثم مع الإحتلال الروماني  .. نشطت العقائد المصرية القديمة .. و أقام كهنة أمن  أضخم و أجمل معابد بالوادى قائمة حتي الأن . 
 
 خلال تاريخ مصر الطويل .. كان الملوك و الكهنة المنتصرون (عموما ) يبدون إهتمامهم بإظهار الولاء للنتر المنتصر بتدمير ما كان للمنافس  و إستخدام أحجار المعابد و التماثيل ..و المسلات .. لتشييد صروح للنتر الصاعد 
 
   و خلال هذا الزمن تميزت أربعة مراكزللعبادة .. (أون ) لرع و (طيبة )لامن،  ثم (الأسكندرية)  في زمن البطالسة ... بالاضافة (لابيدوس ) التي كانت مركزا لأوزيريس النتر الانسان الوحيد.
 
التحول التاريخي الرابع  بين العقائد المختلفة ..أتي  من مكان أخر بعيدا عن الملوك و كهنتهم .. فحول العقد الثاني من القرن الأول الميلادى وخلال خمسين سنة من وصول (مار مرقص )إلي الأسكندرية ..إنتشرت المسيحية بين أفراد الشعب كإنتشار ضوء فجر شمس الصباح بين القرى و الدساكر و الكفور ..
المسيحية لم تأت مسلحة .. بل خرجت من معاناة الشعب .. وظلم الحكام .. وغباء كهنة أمن و إنفرادهم بالسلطة .. 
 
لذلك سرعان .. ما ألبسها الشعب بردة عقيدته التى دامت و إستمرت من العصور الموغلة في القدم تمجد التجدد و تنشرالمحبة و السلام مما شكل خطرا لاول مرة في تاريخهم علي كهنة الحكام 
 
فيقوم صراع طويل بين الشعب و من يحكمونه .. سواء كانو اأباطرة المستعمرين الرومان أو كهنة أمن ذوى النفوذ أو كهنة الاديان الثانوية الهجين التي فرضها البطالسة ..صراع إتخذ نفس المنهج التقليدى من هدم و تدمير و إعادة بناء .. و نفي السابق لدعم الصاعد .
 
المسيحية لم تحكم في مصر أبدا .. ولكنها لم تخرج من قلوب المصريين و عاشت تكافح لتبقي كما كافحت من قبل الاوزيريسية و بقت مسيحية مصرية بكنيسة منفصلة متميزة (مختلفة ) عن الكنائس الاخرى. 
 
 و هكذا  نستطيع أن نجمل خلال رحلة طويلة إستغرقت عشرة الاف سنة أن التفاعل و الصراع الذي تم بين سكان مصب وادى النيل أخذ إتجاهين 
أحدهما إستيعاب الاخر دون نفية.. و الاتجاة الثاني هو الاحتفاظ بكل ما قام به الاجداد علي هيئة سلوك و تقاليد و توجهات فكرية في تراكم غريب يجعل هناك إستمرارية .. لا يعيها غير المصرى .
 
إنعكس هذا عندما تحول السحر لعقيدة .. و عندما أصبحت العقيدة أديان و عندما إستوعب المصرى أديان الغزاة .. و دمجها في الته الحضارية .. ليخرج دائما بصيغة مصرية  للدين الوافد