بقلم : نجيب محفوظ نجيب.

لم يكن يعلم أن عالم الكتابة السحرى سوف يصبح واقعه   ... أحب الأدب و لكن التاريخ شغل حيزا كبيرا من إهتمامه ... و حبه للتاريخ جعله يهوى الآثار و تاريخ الفن ... فلم يعد الإنسان هو فقط محور إهتمامه ... و لكن الزمان و المكان أيضا شغلا بؤرة إهتمامه ...

 

يشعر دائما أن وراء كل إنسان أو مكان قصة أو حكاية ... يبحث عنها ليس فضولا أو تطفلا و لكن حبا و عشقا للحكاية نفسها ... فالحكى أو السرد هو عالمه الخاص جدا الذى يحيا معه.

 

عندما يكتب يشعر أنه لا يزال حيا ... يعيش مع أبطال قصصه حالة من التوحد لكى يستطيع أن يعبر عن أفكارهم و أحلامهم ... أحزانهم و أفراحهم ... إنتصارهم و إنهزامهم فى مواجهة تحديات الحياة و تقلبات الزمن.

 

القراءة والكتابة تستغرقان كل كيانه ... يرحل معهما عابرا حدود الحاضر متخطيا حواجز الماضى.

 

يشعر بالبسطاء و المهمشون و المعدمون ... يرى فى تفاصيل حياتهم التى يراها البعض طبيعية أو مجرد عادية  كنزا لا ينضب و نهرا لا يجف من الحكايات.

 

أحلامهم التى يسعون إلى تحقيقها هى أبسط حقوق الحياة ... فبدون أية فلسفة هم فقط يحلمون بالحياة ...

 

ليس لديهم إمكانيات  ... يفتقدون الأمان ... أقسى ما يؤلمهم شعور الحاجة أو العوز ...

 

هم وحدهم يواجهون الزمن دون أن يشعر بهم أحد  ...

 

و لهذا كرس حياته لكى يكون قلما يغوص فى أعماق قلوبهم و عقولهم ... يعبر بصدق عن ألامهم و أوجاعهم ... 

بمنتهى البساطة يحكى حكاياتهم ... 

 

هى رسالته التى يؤمن بها و يعيش من أجل تحقيقها ...

 

إنه عاشق الكتابة ... عاشق الحكاية ...