كتب – روماني صبري

سلط برنامج "الأسبوع الاقتصادي"، المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، الضوء على الآثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للنزاع المسلح الدائر في سوريا منذ عشر سنوات، وهو حرب تسببت في نزوح وتشريد ملايين السكان، كما ألحقت أضرارا هائلة بالبنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وقطاعاته الرئيسية، والأرقام تثير الهلع، فالخسائر المالية بلغت أكثر من 440 مليار دولار، وخسائر القطاع النفطي تجاوزت الـ90 مليار دولار، قيمة الليرة السورية فقد فقدت 98% من قيمتها.

احذر من مجاعة
وكشف سمير العيطة، رئيس منتدى الاقتصاديين العرب، عن أن إحصاء الخسائر المادية للحرب في سوريا، عملية تقديرية، وتحوي مغالطات، لافتا :" يقولون الخسائر المالية تجاوزت الـ 440 مليار دولار، وكأنه رقم إعادة إعمار، كلام حق يرد به باطل، والنفط إذا لم يستخرج فهو لازال بالأرض السورية يبقى للمستقبل."
 
مستطردا :" لنتحدث عن الظروف المعيشية الصعبة للسوريين ، فالحرب تسببت في تقسيم وطنهم، وتضرر اقتصادهم، فاستفحل الفقر في البلاد، نعم بات الفقر هناك كارثي، حيث يتم الاستيلاء على المال العام من قبل الجماعات الموالية لتركيا، ومن قوات سوريا الديمقراطية كالنفط وصوامع الحبوب، وهذه هي الخسارة الحقيقية التي دفع ثمنها الشعب السوري.

لافتا :" المواطن السوري يعاني صعوبة في شراء الدواء والغذاء، واحذر من مجاعة في البلاد، حيث لم يبقى ريف هناك، صحيح كانت الأراضي المروية اقل، ولكنها تعطي إنتاجية اكبر، الآن بسبب الحرب لا يستطيع المزارع روي الأرض، إذا سنة واحدة تأتي مع أمطار قليلة مثل هذا العام يموت الشعب من الجوع.

موضحا :" الصناعة الدوائية كانت قائمة على الصادرات، والعقوبات الأمريكية الأوروبية على سوريا من أسباب معاناة الشعب، فثمة مجموعة آليات جعلت الوضع يزداد سوءا، وجزء من الضغط على لبنان هدفه سوريا.

لبنان ينهار تنهار سوريا والعكس ؟!
كذلك الوضع الاقتصادي اللبناني مستمر بالتدهور بعدما لامس سعر صرف الليرة في السوق السوداء، مؤخرا، عتبة الـ 11 الف ليرة للدولار الواحد، أمر يزيد من وتيرة ارتفاع الأسعار في هذا البلد الذي يستورد معظم حاجاته من السلع الاستهلاكية، وعندما ننظر إلى سعر صرف الليرة السورية، نرى ارتباطا أيضا مع الأزمة في لبنان، وانهيار الليرة اللبنانية، فكيف أثرت الأزمة المالية في لبنان وانهيار الليرة اللبنانية على الوضع المالي في سوريا وسعر صرف الليرة السورية؟.

 وردا على هذا السؤال قالت كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط لدى مصرف Jeffries علياء مبيض:" السبب يعود إلى تشابك المصالح الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مضيفة :" لذلك تأثر الواقع اللبناني بالأزمة في سوريا خلال العقد الماضي بشكل كبير، وعلينا أن نفهم اليوم جزء كبير من الواقع المتردي للازمة اللبنانية والتي تسوء بسبب أسباب أخرى كالفساد وسوء إدارة الاقتصاد ."

كان بوابة الاستيراد

ودخل على خط الحديث، أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية جاسم عجاقة، وكشف أن لبنان منذ بداية الأزمة السورية، وكان بوابة الاستيراد الأساسية لسوريا، لافتا :"والآن من المستحيل فتح اعتمادات للمصارف السورية لاستيراد المواد الغذائية.

موضحا :" وذلك بسبب العقوبات الأمريكية الأوروبية، وتأثر لبنان بالعقوبات على سوريا بشكل كبير، فعانى تدهور الأوضاع كما دمشق جانب انفجار مرفأ بيروت الذي اثر على البلدين كونه البوابة الأساسية لعمليات الاستيراد، وأقول ان لبنان دفع ثمن العقوبات الاقتصادية على دمشق بشكل كبير، وشح الدولار في سوريا اثر على الدولار الموجود بلبنان، لان الاستيراد قائم على الدولار."