نادر شكرى 
أكد الدكتور أبو بكرٍ عبدالله نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن السور الخارجي للدير الأبيض بمحافظة سوهاج قائما في حالة مستقرة وأن ما سقط صباح اليوم هو جزء من كساء الجدار الشمالى للسور الخارجي للدير  والذي يتقدم الفناء المؤدي للكنيسة الأثرية.
 
وعلى الفور  توجه الأستاذ علي عبدالرؤوف مدير عام آثار مصر العليا إلى الدير علي رأس لجنة أثرية هندسية  للمعاينة الشاملة للمكان والتدخل بشكل فوري لدرء المخاطر و إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشكل عاجل لحماية والحفاظ علي أبنية الدير الأثرية والمنطقة المحيطة، بالإضافة إلى إعداد تقرير فني مفصل للوقوف على أسباب سقوط هذا الجزء من كساء السور، علما بأن مركز البحوث الأمريكي يقوم بتنفيذ مشروع ترميم وصيانة للجدار الشمالى للسور بالتعاون مع جامعة يل الأمريكية.
 
وكانت العناية الإلهية  تدخلت اليوم لانقاذ رهبان دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين " الدير الأبيض" ، من كارثة ، بعد انهيار جزء من سوره الأثري صباح اليوم الخميس ، دون وقوع إصابات ، فى الوقت الذي كان الدير يستعد فيه لاستقبال الأقباط والزائرين اليوم لحضور قداس عيد الميلاد ، وهو ما كان سيؤدى إلى كارثة فى حالة ازدحام ساحة الدير الاثرى ، ولكن العناية الإلهية كانت حريصة على حماية أبنائها فى ليلة الاحتفال بميلاد المسيح ، ليسقط جزء من السور الاثرى ، دون وجود احد بساحة الدير الاثرى .
 
وقال مصدر من الدير أنه فى صباح اليوم تساقط أجزاء من الجدار الشمالي الداخلي لصحن الكنيسة الأثرية بالدير الأبيض ، دون وقوع اى إصابات بين الرهبان والزائرين لعدم وجود احد داخل صحن الكنيسة ، وأشار ان هذا السقوط يعود سببه لوجود أثار سابقة تشير ان السور آيل للسقوط ، وساهم أكثر ما شاهدته البلاد الأيام الأخيرة من سقوط أمطار وسيول ساعدت فى سقوط هذه الأجزاء 
 
وتابع " ان الدير سبق وتقدم بعد طلبات إلى هيئة الآثار لترميم السور ، بعد ظهور علامات على السور تنبأ بسقوطه ، وتم معاينة السور من قبل لجنة الآثار بسوهاج وإرسال التقارير إلى الآثار بالقاهرة ، لأخذ الموافقة على الترميم ولكن لم يتم البت فى هذه الطلبات ، وهو ما أدى لانهيار أجزاء من السور .
وأشار : ان لجنة الآثار بسوهاج ومقرها بالقرب من الدير انتقلت صباح اليوم إلى موقع السور ، وقامت بالمعانية على الطبيعة للأجزاء المتساقطة ،وتم تحرير محضر من قبل شرطة الآثار بالواقعة ورفع تقرير حول  الأمر ، ويأمل الدير فى سرعة الرد وإجراء الترميم للحفاظ على أجزاء السور الأخرى من الانهيار فى اى وقت .
 
وأكد المصدر ان الله تدخل لإنقاذ أبنائه حيث ان سقوط جزء من السور اليوم ، وقع وساحة الكنيسة خالية ، والأمر ربما كان سيمثل كارثة إذا ما حدث مساء اليوم إثناء القداس وازدحام الدير بالمصلين ووجود الأطفال فى ساحة الكنيسة ، ولكن الله كان رحيم وراعى لكنيسته وشعبه وحامى لهم ، ونصلى دائما فى حماية الجميع ومصر الحبيبة وشعبها وان يظلل الله على الجميع بالسلام والفرح ويرفع الوباء عن العالم ، مناشدا سرعة موافقة هيئة الآثار على عملية الترميم حتى يتم البدء سريعا حتى لا يتأثر الجزء الآخر من السور بهذا السقوط ، مشيرا انه سيتم وضع حواجز اليوم بعيدا عن السور لحماية المصلين .
 
جدير بالذكر أن الدير الأبيض يعود بنائه إلى النصف الأول من القرن الخامس الميلادى وقد أسسه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذى عاش فى الفترة من 348 إلى 466م، وكنيسة الدير مشيدة بالحجر الجيرى الأبيض لذلك أطلق عليه الدير الأبيض وهي مستطيلة الشكل وترتفع جدرانها إلى ما يقرب من 13م وبنيت بطريقة الجدران الحاملة التى تقل مساحة البناء كلما ارتفع البناء إلى أعلى وتنتهى الجدران بكورنيش يشبه العمارة المصرية القديمة.