بقلم / محمد محمود 
في بلاد يحكمها الجهل ويسيطر عليها الكذب وتحوطها الخرافة ويغرقها الفساد، لن تجد حقيقة واضحة ولن تجد معالجة صريحة لأمراض مجتمعية استشرت واستوطنت في بلاد كانت في يوم من الأيام مركز ثقافة وفن وفكر المنطقة بأسرها
 
كل فترة يهتز المجتمع على فاجعة ويصحو على كارثة، المفروض ان توقظه من سباته العميق الذي طال وزاد عن الحد، ولكن لا فائدة، ولا صحو ولا انتباه، وكالعادة يتم تناول الفاجعة وكأنها حادث عابر او كأنها مادة دسمة لقوادي الإعلام المبتذل ليتربحوا منها على جسد الأمة الجريحة....
 
لم نر اجتماعا لمجلس الأمن القومي برئاسة السيد الرئيس لبحث ودراسة هذه الفاجعة او تلك والبحث عن أسبابها ومسبباتها، ولم نر الرئيس في كلمة متلفزة يتوجه بها للأمة لتهدئة روعها وطمأنة خاطرها، بل ولم نر حتى وزيرا ولا مسؤلا يخاطب الناس ويتعهد بعدم التكرار، وكأن الوطن في واد ومن يحكمونه في واد آخر....
 
ولتكملة الصورة القاتمة والمشهد الحزين تصدر هيئاتنا الدينية تصريحاتها على صفحاتها الرسمية بشكل مزر محبط ينم عن غياب الوعي وغياب الفهم والتكلس الفكري الاحفوري وتوقف النمو الذهني عند حدود القرون الماضية حينما كان المجتمع يعيش داخل خيمة القبيلة وفي خندق العائلة الواحدة...
مجتمع غائب ودولة غائبة ومستقبل مظلم لا فكاك منه، ما لم ننتبه وما لم نتوقف عن الكذب