بقلم المطران عمانوئيل شليطا

على ضوء مقال البطريرك ساكو عن  التأوين وتعليق االاستاذ عامر نجمان وبعض المطارنة. اود ان اشارك خبرتي ككاهن واسقف خدم في المهجر منذ 1986 والى الان.
 
التأوين ضروري جدا في الكنيسة لكي تواجه التغييرات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية في المجتمع السائر باستمرار نحو التغيير. يجب  ان تجد طريقة فعلية وحلول تطبيقية لمساعدة المؤمن للحفاظ على ايمانه، بالرغم من التحديات المعاصرة. الطقس والصلوات الطقسية لابد منها، لكن الطريقة التي تنفذ وتعطى مهمة جدا”  للمضمون والشكل” تأثير كبير.
 
يجب ان ننظر الى الشخص الذي يخدم هذه الطقوس، الكاهن، الراهبة، الشمامسة، الجوق، اللغة والعقلية المحلية. يجب اعادة النظر في كل هذه الامور لكي تكون الطقوس مثمرة وفعالة.
 
يجب تهيئه الكهنة وتنشئتهم تنشئة كهنوتية تسير مع تغييرات الزمن من الناحية الثقافية والفكرية والاجتماعية المحلية. كاهن يخدم في شمال العراق يختلف عن كاهن يخدم في بغداد او في اوربا او امريكا. التنشئة الكهنوتية مهمة جدا بان تكون على ضوء الفكر المحلي والعقلية السائدة والمعاصرة في المكان الذي يخدم الكاهن فيه.
 
اذا كانت تنشئة الكاهن في السيمنير في بغداد فيكون تأثير الكنيسة والمجتمع الذي يعيش فيه الأكليريكي واضحا فيه. واذا كان الاكليريكي يعيش في سيمنير في امريكا تأثير الكنيسة المحلية وخدمة الكهنة واضحا في تصرفاته وايضا في خدمته الكهنوتية لاحقا. لهذا انا اقول يجب تنشئة كهنة في كل ابرشية بعقلية ولغة وثقافة وروحية المكان الذي يخدم فيه الكاهن. 
 
عليه ان يتقن خاصة لغة البلد حتى يصل الى من لا يتكلم غيرها!
 
يجب ان تكون الخدمة المقدمة في الطقوس والصلوات خدمة القلب والقناعة الشخصية بالصلوات وباللغة والعقلية المحلية. اذا يقدم الكاهن خدمته كواجب وبفتور روحي لأنه مجبر، كما اسمع من بعض الكهنة، او بلغة لا يفهمها هو بنفسه، وبعقلية غريبة عن محيط خدمته، تكون النتيجة انه يترك المؤمن كنيسته ويلتجئ الى مكان اخر ليملئ  فراغه الروحي، وهذا ما يؤدي الى نقص عدد المؤمنين في الكنيسة.
 
الشمامسة وخدمتهم في الكنيسة ايضا تساهم بفعالية الخدمة ونجاحها. يجب ان يكون الشمامسة مهيئين للخدمة بدورات لاهوتية وتمارين اسبوعية لكي تأتي الخدمة بثمار روحية مفيدة. غالبا ما يكون الشماس غير مهيئ وغير قادر ان يقدم خدمته بطريقة مفيدة لانه لن يحضر التمرين ويفرض نفسه والطريقة التي تعلمها من قريته على الخدمة فقط ليظهر نفسه للناس. تمارين الجوقة والموسيقى وكلمات التراتيل واللغة المكتوبة مهمة جدا. اينما خدمت بدءنا بتكوين جوقة من الاطفال من عمر 10 وما فوق وهذا ما ادى الئ زيادة الحضور في القداس، لان اهل الاطفال حضروا لكي يصلوا مع اطفالهم الذين في الجوقة والاطفال الاخرين رأوا ان لديهم دور في الكنيسة.
 
يكون لدينا كل سنة 400 متناول، لكن بعد التناول الاول، لا يستمر الا العدد القليل في الكنيسة، والاسباب معروفة. لغة الصلاة، البرود في القداس بسبب الروتين من الكاهن او الجوق او الشمامسة.
 
لذا ينبغي تنشيط هذه المجالات وتاوين محتواها للبلوغ الى نتيجة مفرحة. عدا قداس ايام الاحاد وايام الاسبوع الذي يشترك فيهم 10 بالمئة او اقل من مؤمنينا، علينا القيام برياضات روحية لكل الاعمار وبلغتهم وتقديم برامج عن طريق السوشل ميديا social media  للوصول الى اكبر عدد من المؤمنين، وتقديم المحاضرات الدينية بكافة لغات المؤمنين في الابرشية والقيام بندوات دينية متنوعة، ولكي نفعل هذا نحن بحاجة الى كهنة غيورين يضعون خدمتهم الكهنوتية قبل راحتهم الشخصية.
 
عندما نقدس يوم الاحد يكون الحضور 400 شخص لكن المشاركين عبر الوب Online  اكثر من الفي شحص. هذا دليل بان السوشل ميديا فعالة في بث الايمان اليوم ويجب الاستفادة منها.
 
الان نحن لدينا 7 كهنة من ولادة امريكا والنتشئة كانت في سيمنير الابرشية وفي العقلية والثقافة المحلية، يستطيعون التأتير على اجيالهم اكثر من اي كاهن تنشأته في مكان آخر او سيمنير أخر. لذا علينا تشجيع الدعوات الكهنوتية المحلية لتكون الخدمة مستمرة والكنيسة حية في المكان المحلي.
 
لا يستطيع كاهن اخذ تنشئة كهنوتية في مكان أخر ان يخدم براحة في ابرشية اخرى وياتي بثمار روحية مثمرة الى ان يبقى ثلاث او اربع سنوات في المكان نفسه ليفهم العقلية والحاجات الروحية للمؤمنين في ذلك المكان.
 
يجب ان ننظر الى الحلول وليس الى النقد الذي لا ينفع، ولكي نجد الحلول علينا دراسة الامور والامكانيات وتقديم طرق ممكنة ان تتبع حسب الامكانيات الموجودة ونتطلع الى المستقبل بتفاؤل.
 
الزمن والعقلية والبشر يتغير من جيل الى جيل ويتأثر بالتطورات العصرية التي تدفع الانسان الى العلمنة وحب الذات والانانية والكبرياء، لكن الكنيسة تستمر ان تكون صوت الضمير في العالم، وهذا ما اراده مخلصنا يسوع من تلاميذه لينشروا كلمة الخلاص للعالم بالرغم من التحديات الزمنية والاضطهاد.