ألفى شند
يعد القديس يوحنا دي لاسال أول من وضع معاهد تكوين للمعلمين ، ومراكز تعليم للجانحين ،ومدارس فنية ،ومدارس ثانوية للغات الحديثة . وقد انتشرت المدارس وأساليب التعليم التى ابتكرها من فرنسا إلى جميع أنحاء العالم، ونحمل اسم  مدارس اخوة المدارس المسيحية أو (الفربر) . . تقول جامعة "لاسال" إن كتاباته أثرت على الممارسة التعليمية وإدارة المدرسة وإعداد المعلم طوال ال 300 سنة الفائته .
 
 وتعد رهبنة إخوة المدارس المسيحية التى أسسها واحدة من أكبر الرهبانيات التعليمية في العالم  حيث تضم وفقا لاحصاء  فى العام  ٢٠١٧نحو  ٣,٦٩٥ أخاً ، وما يربو على ٨٩ ألف معلم ومعلمة و١,٠٨٣ مركزاً تعليمياً من بينها ٧٠ جامعة موزعة على ٧٩ دولة، واكثر من مليون ونصف طالب وطالبة .
من هو  يوحنا دى لاسال ؟
 
.ولد  بوحنا دى لاسال مؤسس رهبانية أخوة المدارس المسيحية من والدين ميسورين في فرنسا بمدينة "ريمس" فى 30 ابريل عام 1651م . بعدما  انهى دراساته اللاهوتية ، سيم كاهناً عام 1678م وهو في السابع والعشرين من عمره . وبعد سيامته بعامين حصل على الدكتوراة في اللاهوت . 
 
كانت وقتئذ  حياة معظم الناس حينئذلك  سواء في الريف أو في المدينة بائسة ، لا يستطيع إلا القليل فقط إرسال أولادهم إلى المدرسة.   تحركت مشاعر دي لا سال ازاء هذا الوضع المزرى وتأثر بوضع الفقراء . فقرر أن يضع مواهبه وعلمه في خدمة الأولاد البائسين من أبناء الفقراء .
 
رأى دي لا سال أن التعليم يمنح الأمل والفرصة للناس ليعيشوا حياة أفضل من الكرامة والحرية. قرر أن يضع مواهبه الخاصة وتعليمه المتقدم في خدمة الاولاد الذين  تُركوا لأنفسهم ونشأوا بشكل سىء .
 
عرف لا سال أن المعلمين في ريمس" كانوا ويفتقرون إلى اساليب التربية واصول الندريس بسبب نقص التأهيل والتدريب ، من ولقع عمله كمرشد لراهبات الطفل يسوع التى كانت تهتم يرعاية المرضى وتعليم الفتيات . وووجد نفسه يتخذ خطوات مدروسة بشكل متزايد لمساعدة مجموعة صغيرة من المعلمين في عملهم. ، في عام 1680 ، دعاهم إلى تناول وجباتهم في منزله ، حتى يلهمهم ويوجههم في عملهم. كان عبور الحدود الاجتماعية من الصعوبة بمكان على أقاربه. 
 
في عام 1681  أدرك دي لا سال أنه سيتعين عليه اتخاذ خطوة أخرى - فقد أحضر المعلمين إلى منزله للعيش معه. الامر الذى انزعج أقارب دي لا سال بشدة ، وتعرضت بسببه طبقته الاجتماعية للفضيحة. على أثره خسر دى لاسال منزل عائلته بدعوى قضائية رفعنها  عائلية ، فاستأجر دي لا سال منزلاً انتقل إليه هو وعدد قليل من رفاقه  المعلمين. 
 
بعد تفكير ، قرر دى لاسال الاستقالة من عمله الكنسي وتكريس اهتمامه الكامل لإنشاء المدارس وتدريب المعلمين. لنعليم الاولاد الفقراء . لقد ورث ثروة كبيرة ، وقد تكون افيد لو استخدمخا فى حدمة أهدافه ، لكن بناءً على نصيحة الأب "باري "من باريس ، باع ما لديه وأرسل الأموال إلى فقراء مقاطعة "شامبين" ، حيث كانت مجاعة. 
 
ووانخرط مع مجموعة من من الشباب الذين يفتقرون للسلوك الحسن وبالكاد يحسنون القراءة والكتابة من أجل تأسيس مدارس للفتية الفقراء . وهكذا تشكلت الرهبنة الذي باتت تعرف باسم إخوان المدارس المسيحية.
 
واجة  مشروعه معارضة السلطات الكنسية وكذلك المؤسسات التعليمية ،  لخلقه حياة خدمة مكرسة  دينية جديدة ، ولكونها  تعليم ندون مقابل مجانية ، وبسبب خروجها على منط التعليم التقليدى ، واستخدام  اساليب تربوية وتعليمية  جديدة ، تتمثل فى ربط التعليم بحياة الدارسين واحتياجاتهم  ومتطلبات البيئة التى يعيشون فبيها ، وتجميعهم  فى مجموعات دراسية  لكل مستوى . وفقا لقدراتهم وانجازهم  . أما المنهج او الموضزعاتت انعليمية ، توضع  بواسطة المعلمين وبناء على رغبات الدارسين واحتياجاتهم ، ومتطلبات عملهم فى الورش وخلافه ، وفى مواعيد تناسيب احوالهم .  كما اسنعانت مدارسه على المعلمين المُعَدّين جيدًا ممن لديهم إحساس وإلمام بالمهنة والرسالة الكامنة وراءها ، وعلى جعل أولياء الأمور ينخرطون في هذه العملية بأكملها. بالإضافة إلى ذلك قاد دي لا سال برامج ريادية لتدريب المعلمين العاديين ، وأنشأ إحدى أولى المؤسسات في فرنسا لرعاية الاولاد الحانحين  . 
 
 وعن اسلوب النعامل مع هؤلاء الاولاد . بقول دى لاسال أن التأديب ليس عقوبة جامدة  يلتزم بفرضها على الاولاد  في صرامة وعنف، لكنه علاج بالقدر الذي يحتمله ابنه المريض . فلا يفرض التأديب حسب طبيعة الذنب بقدر ما هو حسب طبيعة الشخص ونفسيته وظروفه وإمكانياته الداخلية. 
 
يرى دى لاسال أيضًا أن التأديب يزداد شدة كلما نال الإنسان مواهب أكثر وأعطيت له إمكانيات أعظم.. بجب إظهار الحنو والترفق جنبًا إلى جنب مع الحزم، فيتقبل المؤدب ذلك برضى من أبيه . 
 
انتشر عمل دي لا سال بسرعة عبر فرنسا أثناء حياته، وبعد حياة حافلة بالعمل المضني، توفي يوم الجمعة العظيمة سال في السابع من ابريل عام 1719. وتم تطويبه في التاسع من شهر غبراير عام 1888م ثم أعلن قديساً في الرابع والعشرين من شهر يونيوفي 1900 م  ، قبل أسابيع فقط من عيد ميلاده الثامن والستين .  وبعد وفاته ، استمر عمله أيضا في الانتشار في جميع أنحاء العالم. . وأُعلنت الكنيسة  قديسته  في عام 1900. وفي عام 1950، أصبح القديس الراعي والنصير (الشفيع)  لجميع أولئك الذين يعملون في مجال التعليم.