عثمان فكري
خلال السنوات الست الماضية عادت الدبلوماسية المصرية العريقة لتألقها المعهود وريادتها، وجنت مصر ثمار نجاح سياستها الخارجية وتوازنها وقوتها رغم ما تعرضت له مصر من مخاطر داخليا وخارجيا.

وهٌنا يجب أن أٌشيد بدور السفير سامح شٌكري وزير الخارجية، أو أسد الخارجية المصرية والعربية - كما تعودنا أن نناديه – منذ كان سفيرًا لمصر في العاصمة الأمريكية واشنطن في الفترة من 2008 وحتى عام 2012، وكٌنت وقتها مديرًا لتحرير برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" المصرية، وكنت أيضًا مسئول ملف العلاقات الخارجية، وكان «الحياة اليوم» - ولا يزال - دفتر أحوال لمصر داخليًا وخارجيًا ويٌمثل مدرسة كبيرة في مجال "التوك شو" بمصر والعالم العربي، وكان لي شرف أن أكون واحدًا من فريق تأسيسه وإطلاقه، مع نٌخبة من أساتذة الإعلام المصري والعربي وقتها وحتى الآن ..

المٌهم أنني قمت وقتها بترتيب عدد من اللقاءات مع السفير سامح شٌكري من واشنطن عبر الأقمار الصناعية مع المٌذيع اللامع والنابه والمٌحترم شريف عامر، وكانت لقاءات ممتازة وقوية مع سفير من الطراز الرفيع رغم صعوبة الظرف في أعقاب ثورة يناير 2011 ..

ومن المٌفارقات الطريفة أن الوزير سامح شٌكري يوم تكليفه بمنصب وزير خارجية مصر كان من المفترض ظهوره ضيفًا معنا في "الحياة اليوم".. يصدٌق عليه وصف أسد الخارجية المصرية؛ فقد نجح في إدارة ملف العلاقات الخارجية لمصر باقتدار في فترة من أخطر المراحل التي مرت على مصر.. وعادت مصر لقيادة الإقليم ولدورها ومكانتها الدولية المرموقة..

ومن نجوم الخارجية المصرية أيضًا هنا في الولايات المتحدة الأمريكية السفير الدكتور سامح أبوالعينين قُنصل مصر العام في شيكاغو وولايات وسط الغرب الأمريكي.. الذي يٌعتبر صورة مٌشرفة ومٌشرقة للدبلوماسية المصرية القادرة على رعاية أبناء مصر في المهجر، وفي الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أحد أهم روافد القوى الناعمة المصرية..

السفير سامح أبوالعينين اعتاد على عقد لقاءات مٌنتظمة في مقر إقامته أو كما يُطلق عليه – بيت مصر في شيكاغو- مع أبناء الجالية المصرية في شيكاغو ونجومها، وآخر تلك اللقاءات كان غداء عمل أقامه لأقطاب ونجوم وشخصيات الجاليات العربية في شيكاغو وإلينوي؛ ومنهم رئيس جمعية رجال الأعمال العرب الأمريكيين في إلينوي، والقنصل الفخري للمملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس الجالية الفلسطينية، ورئيس المجلس الاستشاري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعرب المهجر، ورئيس رابطة القضاة العرب بأمريكا، ورئيس الجمعية المصرية الأمريكية في شيكاغو..

وأهمية مثل هذه اللقاءات في إعادة تعزيز الروابط ما بين أبناء الجالية المصرية وباقي الجاليات العربية، وتعزيز التواجد المصري العربي بالولاية، وكذلك بينهم وبين باقي الجاليات في مختلف الولايات الأمريكية وجمعيات الجاليات والمراكز وجمعيات المجتمع المدني، وهو ما يُساهم في النهاية في تعزيز الروابط وجسور الثقة بين أبناء مصر المٌقيمين في شيكاغو وولايات وسط وغرب الولايات المتحدة الأمريكية..

ويحرص كذلك على اللقاء بالعلماء والأكاديميين المصريين المٌقيمين هٌنا في أمريكا أو حتى الزائرين لأهداف أكاديمية وعلمية لٌمناقشة الأفكار والمشروعات العلمية التي تعود بالنفع والفائدة والصالح العام لمصر والمصريين.. وآخرها كان لقاؤه برئيس معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو وفريقه العلمي بالتزامن مع الاحتفالات العظيمة بإعادة افتتاح طريق الكباش، الذي أبهر العالم أجمع، واحتفت به كافة وسائل الإعلام الأمريكية، وكانت فرصة جيدة للتعريف بالعلوم المصرية ومصر القديمة، وتنظيم معرض كبير في جامعة شيكاغو ومعرض آخر مشترك مع المتحف الرئيسي بشيكاغو..

جهد رائع ومشكور من السفير الدكتور سامح أبوالعينين وكافة أعضاء القنصلية العامة بشيكاغو.. وهم نجوم مصر في سماء شيكاغو.. وللحديث بقية
نقلا عن الأهرام