محرر الأقباط متحدون
توفي منذ قليل، المفكر الكبير سيد القمنى عن عمر ناهز 75 عام.

من هو سيد القمني
ولد سيد القمني في 13 مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، وترعرع في بيئة متدينة لأب أزهري يعمل بالتجارة.

وهو كاتب ومفكر علماني، اثار الجدل بآرائه التصادمية الجريئة مع رجال الدين الإسلامي وحركات الإسلام السياسي.

اتسمت كتابات سيد القمني بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسى، وتناولت معظم أعماله الأكاديمية منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي.

بداية ولعه في التعمق بالتاريخ الإسلامي
في 10 نوفمبر 2004، وفي لقائه مع صحيفة ميدل إيست تايمز اعتبر القمني أن بداية ولعه في التعمق بالتاريخ الإسلامي، يعود إلى نكسة حزيران 1967، وانهيار الحلم الناصري العروبي في بناء دولة حديثة، فاعتبر أن جذور المشكلة لم تكن مجرد إخفاق عسكري فحسب، بل كانت متأصلة في الفكر الإسلامي وليس الفكر العروبي.

فقد اعتبر أن الموروث الثقافي العربي تعود جذوره لتراكمات ثقافية وحضارية لشعوب سكنت منطقة الشرق الأوسط قبل الإسلام، وأن الثقافة العربية لم تبدأ مع بداية الوحي وأن هناك دور لحضارات وشعوب وديانات قد سبقت الإسلام وساعدت في صياغته وظهوره.

اعتبر السيد القمني أن الإنسان الشرقي علّم نفسه أن يكون ديكتاتورياً، لدرجة أنه فقد معنى الحرية، وذلك بسبب انعدام وضوح الرؤية عن حقيقة انتمائنا، كما يرى سيد قمني أن للقرآن الكريم بعدان، بعد الحقائق التاريخية، وهي أحداث حدثت في التاريخ الإسلامي، مثل غزوة بدر وأحد وحروب المسلمين مع اليهود في يثرب.

وبعد روحي ميثولوجي أسطوري، هذا البعد لم يحدث بصورة عملية فيزيائية، وإنما يعتبر رموز وليس حقائق تاريخية، كمثال نزول الملائكة للقتال مع المسلمين وحادثة الإسراء والمعراج.

من أبرز أعماله:
الحزب الهاشمى

قال القمني في كتابه الحزب الهاشمى: "هناك من استطاع أن يقرأ الظُروف الموضوعية لمدينة مكة بوجه خاص، وأن يخرج من قراءته برؤية واضحة هي إمكان قيام وحدة سياسية بين عرب الجزيرة، تكون نواتها مكة تحديدًا".

رب هذه الزمان
صدر كتاب  "رب هذا الزمان" عام 1997، وصادره مجمع بحوث الأزهر حينها وأخضع كاتبه لاستجواب حول معاني "الارتداد" المتضمنة فيه.

الكتاب يتضمن محاور أغلبها تاريخي متخصّص جدّاً، خاصّة فيما يتعلّق بالإسرائيليات، وتاريخ الشعوب، وجذور الكلمات والمصطلحات والأديان الوثنية عبر التاريخ.

الأسطورة والتراث
في كتابه هذا يعتبر القمنى الأسطورة تسجيلاً للوعي واللاوعي في آن معاً، وعليه فإن قراءة التاريخ القديم دون الأسطورة، أمر غير تام العملية، باحتساب الأسطورة السجل الأمثل للفكر وواقعه في مواصلة الابتدائية، عندما كان يحاول تفسير الوجود من حوله، ويحاول قراءة الواقع الاجتماعي وتغييره، هذا بالطبع مع ما تنقله لنا الأسطورة من بصمات وانطباعات النفس الجماعية عليها، وهي جماعية لأن الأسطورة لا يمكن لأحد أن يدعي حق تأليفها، فهي مجهولة الأصل والمؤلف، بل وأحياناً المنشأ والتاريخ، ناهيك عن كونها ثقافة أجيال متعاقبة، ظلت تجرح فيها وتعدل، هذا مع عالميتها التي وضحت في قدرتها المبهرة على الانتقال عبر حدود المكان والزمان.

حروب دولة الرسول
يتضمن الكتاب جزأين خصص الأول لموقعتى بدر وأحد ، واشتمل الجزء الثاني الغزوات ما بعد أحد ، ابتداء من غزوة حمراء الأسد وإجلاء اليهود من المدينة المنورة.

حياة سيد القمني الشخصية
سيد قمني متزوج وله ابنة تدعى إيزيس القمني، يقال أنه كان على خلاف مع إخوته بسبب أرائه الدينية، هذا ما صرح به أخوه عبد العال القمني في عام 2012، مؤكد أنه منقطع عن عائلته منذ 15 عاماً.