أشرف حلمى
تابعت مع ملايين الشعب الأسترالي الأسبوع الماضى ، احتفالات بدء جلسات البرلمان الفيدرالي بالعاصمة الفيدرالية " كانبرا " لهذا العام ٢٠٢٢ ، ومنها الصلاة المسكونية الافتتاحية التى أقيمت لاول مرة فى تاريخ أستراليا بكنيسة القديس نيكولاس اليونانية الأرثوذكسية .

بعد ان كانت قاصرة على الكنائس الكاثوليكية والأنجليكانية ، كذلك مراسم وضع أكاليل الزهور أمام النصب التذكارى لشهداء الحروب التى خاضتها أستراليا ، بوجود صورة الجندى الأسترالي " بيرسيفال إريك جراتويك " ، الذى أستشهد على أرض مصر ، الحاصل على الصليب الفيكتوري وهو أعلى وسام عسكرى بأستراليا ، وكم كانت فرصة عظيمة لدى المحتفلين والشعب الأسترالي كما قال رئيس الوزراء الأسترالي السيد سكوت موريسون ، للتعرف على قصة كفاح وما قدمه الشهيد من تضحيات لبلاده خلال الحرب العالمية الثانية بمعركة العلمين قرب محافظة مرسى مطروح شمال مصر وأستشهد فى أكتوبر عام ١٩٤٢ بعد أسبوع من الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين .

تذكرت ما قامت به الدولة الأسترالية العظيمة لأبنائها والمهاجرين اليها من الجاليات الإثنية بعد أن فتحت لها أبواب الهجرة ، خاصة الجالية المصرية التى قدمت لأستراليا العديد من الشخصيات التى تعتز بها أستراليا فى مقدمتهم السيد نجيب قلدس نائب مفوض الشرطة الأسبق ، الذى قاد التحقيقات بالعديد من القضايا العالمية ، كما تذكرت ما صنعه التاريخ الأسترالي للقادة والجنود الذين نقلوا معهم بعض الحيوانات الأسترالية التى ترمز لأستراليا بينها " الكنغر " الى مصر إبان الحروب العالمية ، وأستشهد منهم الآلاف على أرض مصر تخليداً لذكراهم ، ومنها أطلقت أستراليا اسماء مصر والعريش على أحياء ولاية كوينزلاند ومؤسساتها الحكومية ، كما أطلقت أسم العلمين على النافورة الكائنة بأحد أحياء مدينة سيدنى عاصمة نيو ساوث ويلز ، وتم أفتتاحها عام ١٩٦١ ، وتعد  أحد الرموز السياحة والنصب التذكاري لإحياء ذكرى شهداء الفرقة التاسعة مشاة للجنود الاستراليين التابعة للقوات الأسترالية المشاركة لقوى التحالف بمعركتى العلمين الاولى فى يوليو ١٩٤٢ والثانية فى نوفمبر من نفس العام العلمين ، وأيضاً تم أطلاق أسم العلمين على على أحد مراكز قدامى المحاربين بالعاصمة الفيدرالية كانبرا ، وقامت الحكومة الأسترالية على مدى الأعوام السابقة  بإصدار طوابع بريدية وعملات معدنية تحمل اسماء العريش والعلمين .
وعلى الجانب الآخر تستقبل مدينة العلمين الاحتفالات السنوية لاحياء ذكرى شهداء الحرب العالمية الثانية
بمقابر الكومنولث البريطانية لمعركة العلمين، والتي دارت على أرضها المعركة الفاصلة خلال الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها أكثر من ٧ آلاف جندي بينهم أستراليين ، وقد سبق وأكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الكلمة التى القاها بمناسبة إحياء الذكرى الماسية ومرور ٧٥ عامًا على معركة العلمين فى ٢١ اكتوبر  عام ٢٠١٧ ، بأن مدينة العلمين تشكل مزيجاً جغرافياً وتاريخياً فريداً ،استحق كل الاهتمام، من خلال إنشاء مدينة العلمين الجديدة، لتقديم نموذج لأهميةِ السلام والبناء والتعمير ، وضرورة هزيمة آلام الماضي بآمال المستقبل، الذي يتم بذل أقصى الجهد من أجل أن يكون مشرقاً وزاهراً وذلك بحضور السيد بيتر كوسجروف الحاكم العام لاستراليا وقتئذ ، وعدد من وزراء وممثلي ١٤ دولة ، إضافة الى رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، وعدد من الوزراء ،وعدد كبير من أسر ضحايا الحرب العالمية الثانية والمحاربين القدماء الذين شاركوا في هذه المعركة .

وتعد مدينة العلمين الجديدة أحد مدن الجيل الرابع في مصر وأنشأت بقرار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى  رقم ١٠٨ لعام ٢٠١٨ ، وقام بوضع اساسها فى مارس من نفس العام ، ويفتخر بها كل مصرى مقيم بأرض الوطن وخارجه، وتحتوى المدينة على العديد من الأحياء والمناطق السياحية ، الأثرية والسكنية ، وسوف تكون أحد أهم المحطات السياحية الكبرى فى مصر لما تتمتع به من آثار ، خاصة المتحف العسكري الذي أنشأ تخليداً لذكرى معركة العلمين وما يحتويه من نصب تذكاري وخمس قاعات عرض ومنطقة للعرض المكشوف تشمل عدداً من المعدات العسكرية التي شاركت في معركة العلمين .

مدينة العلمين موضع فخر للجالية المصرية بأستراليا لما تتمتع به من ذكريات لدى الشعب الأسترالي الذى يكن محبته لمصر ، ونتيجة لهذا فقد تم حفر أسم مدينتى العلمين والعريش المصريتين بحروف من ذهب على الطوابع ، العملات المعدنية وأحد المعالم السياحية الأسترالية ، فلقد حان الوقت المناسب الذى تأخر كثيراً وان يتخذ المسئولين المصريين خطوة عملية وإيجابية رداً على المبادرة الأسترالية تجاه بلادنا الحبيبة مصر  ، بدراسة أطلاق احد الرموز الأسترالية على أحد معالم مدينة العلمين الجديدة وليكن " الكنغر " الذى تشتهر به أستراليا مع إقامة نموذج له ، حتى تكون مقصداً سياحياً هامة للأستراليين ، وتعبيراً عن الصداقة والمحبة المتبادلة بين البلدين على خطى ما قامت به أستراليا من قبل .

اليك عزيزى القارئ والمسئول الكريم بعض صور ما قامت به أستراليا من أعمال تخليداً لجنودها الذين أستشهدوا على أرض مصر .