محرر الاقباط متحدون 
كلمة الدكتور القس أندريه زكي  
رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر 
السيدات والسادة الحضور،  
أرحب بكم جميعًا في احتفال جائزة صموئيل حبيب للتميز في العمل التطوعي والمجتمعي، هذه الجائزة التي تعد واحدة من أهم الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في سبيل دعم منظمات المجتمع المدني وتعزيز دورها وتشجيع ثقافة العمل التطوعي والمجتمعي.  
تحمل الجائزة اسمَ عَلَمٍ كبير من أعلام التنمية المجتمعية، والدور المجتمعي الفعَّال لرجل الدين والمؤسسة الدينية في المجتمع، الراحل الدكتور القس صموئيل حبيب، مؤسس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، والرئيس الأسبق للطائفة الإنجيلية بمصر.  
 
ولهذا أسست الهيئة هذه الجائزة عام 2000 تقديرًا لهذه الرسالة وتخليدًا لاسم هذا الراحل العظيم. وتُمنح الجائزة إلى إحدى المؤسسات الأهلية المميزة في العمل المجتمعي، وإلى قيادة مسيحية لها إسهام في العمل المجتمعي، وهذا نظرًا لأهمية الدور الذي قام به الراحل الدكتور القس صموئيل حبيب كرجل دين مسيحي انخرط في خدمة المجتمع وصار نموذجًا ومثالًا في هذا المجال.  
 
لكن أهم ما يميز احتفالنا بجائزة صموئيل هذا العام، هو ما أرسته الدولة المصرية وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجعل عام 2022 عامًا للمجتمع المدني، وهو ما يُعد تتويجًا لمجهودات الدولة المصرية خلال الأعوام السابقة، وانعكاسًا لرؤيتها الشاملة تجاه العمل المجتمعي والتطوعي والتنمية المستدامة.  
 
لقد دعا فخامة الرئيس السيسي مؤسسات المجتمع المدني  إلى "مواصلة العمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات ونشر الوعي لثقافة حقوق الإنسان مساهمةً في تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري العظيم".  
 
وتأتي على رأس هذه المجهودات مبادرة "حياة كريمة" التي تمثل تجسيدًا واقعيًّا، لمفهوم التنمية المستدامة كجزء من استراتيجية حقوق الإنسان، وأيقونةً للعمل المجتمعي والتطوعي.   
 
كل هذه الخطوات تشير بقوة إلى اهتمام غير مسبوق من قِبل الدولة المصرية بتعزيز دور المجتمع المدني كشريك في التنمية، وحرصها على المفهوم الأشمل لحقوق الإنسان الذي يبدأ بالحقوق الحياتية الأساسية ويمتد إلى الحق في حرية الاعتقاد والتعبير.  
 
إن حرص الدولة المصرية، التاريخي، على تعزيز مفهوم التنمية وحقوق الإنسان، والتعاون والشراكات المؤثرة مع مختلف منظمات المجتمع المدني، يحفزنا ويحثُّنا على تكثيف الجهود التنموية، في إطار رؤية الدولة، من أجل الوصول إلى أكثر عدد ممكن من المواطنين الأكثر احتياجًا، وترسيخ مفهوم التنمية المرتكزة على التمكين من أجل تنمية المواطن والمجتمع سويًّا، وجعله عنصرًا فاعلًا في النهوض بالاقتصاد وتحقيق الرخاء.  
 
ولتحقيق هذه الأهداف تتكاتف وتتعاون منظمات المجتمع المدني في مصر سويًّا، وتأتي هذه الجائزة كأحد التعبيرات عن هذا التعاون. فالتشارك والتعاون هو بمثابة مشاركة في كتابة تاريخ المجتمع المصري المعاصر، وتأسيس وبناء للمستقبل الذي نحلم به جميعًا.  
 
وهنا أود أن أتقدم بالشكر إلى لجنة الإعداد التي قامت بتلقي الترشيحات وإعدادها للجنة التحكيم وأشكر أيضا لجنة التحكيم التي قامت باختيار الفائزين لهذا العام ، كما أود أن أشكر لجنة الاحتفال التي قامت بهذا التنظيم الرائع. 
 
وفي هذا السياق، نشيد بالدور العظيم الذي تقوم به الفاضلة السيدة الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وهي نموذج مصري ملهم في تحمل المسؤولية والإخلاص في العمل المبني على أسس علمية؛ فهي باحثة متخصصة في مجال المجتمع المدني، إذ حصلت على بكالوريوس العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وماجستير العلوم السياسية من جامعة كارلتون بكندا عن إشكاليات المجتمع المدني في التكوينات الاجتماعية الحديثة، وعملت في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ثم جامعة أوتاوا في كندا وشاركت في عدد من الأبحاث حول قضايا المرأة.  
 
وخلال السنوات الماضية، شاركت في عدة مبادرات وتعاونت مع العديد من الجهات والمؤسسات في العمل المجتمعي متبنِّيَةً قضايا إنسانية واجتماعية ووطنية؛ مثل قضايا ختان الإناث والعنف ضد الأطفال وتمكين المرأة المصرية، وقضايا ذوي الإعاقة، وتقديم الدعم والتنمية للقرى والأسر الأكثر احتياجًا.  
 
لذا استمرت في العمل بعد توليها وزارة التضامن الاجتماعي في عام 2018، بهدف تحقيق رؤية الدولة المصرية تجاه عملية التنمية المستدامة والعمل المجتمعي والشراكات الفعالة والمؤثرة مع منظمات المجتمع المدني لتغيير حياة ملايين المصريين.
 
لهذا نكرمها اليوم أيضًا بدرع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تقديرًا لدورها ومجهوداتها في خدمة المواطنين من خلال عمل مجتمعي جادٍّ ومستمر. 
 
إننا اليوم لا نحتفل فقط بجائزة صموئيل حبيب، بل بكل إنجاز تم خلال السنوات الماضية في العمل المجتمعي، وكل إنسان في قرى وربوع مصر تغيرت وتطورت حياته للأفضل.  
 
نحتفل بعام المجتمع المدني، من أجل المزيد من العمل والشراكة والتعاون في سبيل وطننا الغالي في مختلف حقول التنمية.  
وأتمنى للفائزين بالجائزة هذا العام استمرار النجاح والتميز في العمل المجتمعي والتطوعي والتوسع والامتداد للمزيد من المواطنين من أجل إحداث تأثير أقوى وأكثر استدامةً.   
 
نصلي دائمًا لأجل بلادنا الغالية، رئيسها وحكومتها وشعبها، نشكر الله لأجلها. نصلي لأجل امتداد أعمال التنمية المستدامة، ليكللها الله بالنجاح، واثقًا أنه يحفظ بلادنا ويبارك ويكمل كل عملٍ خيِّرٍ وصالحٍ.