د. أمير فهمي زخارى المنيا
هذا المقال السابع من سلسله مقالات سأتولى نشرها تباعا... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... وسبقه سته أمثال وهم " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" و " القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" و "اللي تكسب به إلعب به" " جاك كسر حُقك" " احفر نفق بمسمار ولا تجادل واحد حمار" “قاعد للسقطة واللقطة”...

هل يدفن النعام رأسه في الرمال حقا؟
هذا المثل يقال على الشخص الذي يرفض مواجهة مشكلاته، أو يرفض أن ينظر للأمور بصورة واقعية، هو كمن يدفن رأسه في الرمال مثلما تفعل النعام، ما ألصق تهمة تاريخية بتلك الطيور الضخمة التي لا يمكنها الطيران، فهل تهرب حقا من أزماتها عبر دفن رأسها في الرمال؟

حقيقة الأسطورة
يؤكد خبراء الحيوانات أن التهمة الملتصقة على مدار عشرات السنوات بالنعام هي تهمة باطلة، ليس فقط لأن النعام لا يخفي رأسه خوفا من مواجهة الحيوانات المفترسة كما اعتقد البعض، بل لأن تلك الطيور الضخمة لا يمكنها من الأساس دفن رؤوسها في الرمال، وإلا اختنقت!

يتبين أن الاعتقاد الخاطئ الذي روجه الكثيرون من قبل، يعود إلى رؤية النعامة ذات الطول الفارع، وهي تحفر الأرض لتصنع ما يشبه العش الهادئ لفقس بيضها، ومن ثم تستخدم منقارها الطويل لتقليب البيض بداخل سطح الأرض، لذا فمع كبر حجم النعامة، وصغر حجم رأسها، تخيل أغلب من رأوا هذا المشهد أنها تدفن رأسها كاملة في الرمال، وهو الأمر الذي لا يمكن حدوثه كما ذكرنا، لأنه سيعرض النعامة حينئذ للموت جراء نقص الأكسجين ومن ثم الاختناق.
كذلك ينتاب الكثير من البشر نفس الإحساس بدفن النعام لرأسها في الرمال، عندما تقوم تلك الطيور بتناول طعامها من النباتات والحشائش، حيث تبدو من على بعد وكأنها أقحمت رأسها الصغير في الأرض، ما عزز من شيوع ذلك الاعتقاد الأسطوري، الذي لا يزيد عن كونه اتهام باطل بجبن وغباء طائر، منعه حجمه العملاق أن يستمتع بالطيران يوما.

أن النعام يدفن رأسه في الرمال لثلاث أسباب:
 1-  هو أنها تقوم بحفر حفرة في الأرض لتضع بيضها بداخلها، ثم تقوم من الحين للآخر بإدخال رأسها في تلك الحفرة للاطمئنان على سلامة بيضها.

 2-  هو حماية نفسها من الخطر، وذلك عن طريق استماعها للذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة لوقع خطوات الحيوانات الخطيرة
وذلك لأنها تعلم جيدًا أن انتقال الصوت في المواد الصلبة أسرع كثيرًا من انتقاله في الهواء. وكما تستطيع أن تُميز الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فذلك يدفعها للهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها، أو تقوم بمد جسمها ورقبتها على الأرض ليصبح مثل كومة من التراب أو شجيرة لتموّه وتحمي نفسها.

3- بينما السبب الثالث الذي يدفع النعامة لوضع رأسها في الأرض هو بحثها عن الماء، حيث أن قدرتها على سماع الأشياء تمكنها من معرفة أقرب مكان يوجد به ماء.

وختاما:
لماذا تضع الكنائس بيض النعام أمام الهيكل وعلاقته بالقيامة؟
نجد عادة تعليق بيض النعام فى الكنيستين القبطية واليونانية..
البيضة نفسها ترمز للقيامة فهي جسم ميت يخرج منها كائن حي
أن انثى النعام تظل شاخصة الى بيضها حتى يفقس، وقد يحل الذكر محلها بعض الوقت بالنظر الى البيض، والا فسد عندما تتحول النظرات عنه، وهو درس روحي عملي،

لكي يركز المسيحي ذهنه فى الروحيات منذ دخوله الى الكنيسة فيظل مشغولا بالعبادة ولا يفكر فى هموم العالم، ويفقد صلاحية صلاته...
ويرى البعض ان بيض النعام بالكنيسة اشارة الى ان عين الرب تظل دائما شاخصة نحو المؤمنين فيكون ذلك وازعاً ورادعاً لهم، حتى لا يخطئوا اليه..
وهذا مثال لعناية الله بنا حيث لا تغفل عيناه ابدًا عنا.
والى اللقاء في الجزء الثامن ... تحياتي..
د. أمير فهمي زخارى المنيا