بعد أشهر من فرض العقوبات وانسحاب كبار المستثمرين من البلاد، لا تزال روسيا تحصل على سلع غربية شهيرة، مثل "آيفون" و"زارا"، فكيف تمكنت روسيا من ذلك؟

 
ذكر تقرير نشره موقع "دويتشيه فيلي" الألماني، أن موسكو لجأت إلى ما يسمى بسياسة "السوق الرمادية"، بهدف توفير منتجات غربية مهمة للاقتصاد، بجانب منتجات اعتاد المستهلكون الروس على تواجدها في الأسواق، رغم تخارج منتجيها من البلاد.
 
وبحسب التقرير، قال دينيس مانتوروف، نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة الروسي، إن الواردات الموازية، أو مشتريات "السوق الرمادية" إلى روسيا بلغت 6 مليارات دولار في الفترة من مايو إلى يوليو.
 
ويشير مصطلح "السوق الرمادية" إلى عمليات الشراء التي تتم بهدف استيراد سلع محددة أصلية إلى السوق دون موافقة منتجيها، إذ تقوم روسيا، بشراء منتجات أنتجت ليتم بيعها في سوق أخرى.
 
وبدأت روسيا في اللجوء إلى سياسة "السوق الرمادية" منذ مايو الماضي، بهدف توفير قطع غيار السيارات، بجانب العديد من السلع الأخرى، والتي توقف توريدها إلى موسكو بسبب العقوبات الغربية.
 
وقال محلل استراتيجي للأسواق في "بلو باي أسيت" تيموثي آش، إن روسيا قد قامت بإجراءات محددة بهدف الحصول على العديد من الواردات الهامة التي تحتاجها للحفاظ على اقتصادها، في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية.
 
وأضاف آش أن علامة الاستفهام الأكبر، من وجهة نظره، ستدور حول ما قد يقوم به الغرب بهدف منع روسيا من الحصول على هذه المنتجات الهامة عبر "السوق الرمادية".
 
وبحسب التقرير، فقد قامت روسيا في شهر مايو بإعلان قائمة بأهم السلع الغربية، والتي امتنع مصنعوها عن توريدها لروسيا بشكل مباشر، بهدف الحصول عليها من السوق الرمادية.
 
وتضمنت القائمة واردات هامة كالسفن الحربية، قطع الغيار في خطوط السكك الحديدة، مكونات السيارات، بالإضافة إلى بعض السلع الاستهلاكية مثل الإلكترونيات، الأجهزة المنزلية، الملابس والأحذية ومستحضرات التجميل.
 
وشملت القائمة علامات تجارية كبيرة مثل "مرسيدس بنز"، "فولكس واجن"، "آبل" و"سامسونغ" وغيرها.
 
وتأتي الكثير من واردات روسيا عبر السوق الرمادي من دول الاتحاد السوفيتي السابقة، مثل كازاخستان، أرمينيا وبيلاروسيا.
 
وتتوقع موسكو، أن تصل قيمة وارداتها عبر "السوق الرمادية" إلى نحو 16 مليار دولار خلال العام الجاري، وهي قيمة تمثل نحو 4 بالمئة فقط مما قامت روسيا باستيراده في عام 2021.
 
ولكن من المتوقع أن يتراجع إجمالي قيمة الواردات الروسية بنحو الثلث خلال العام، بحسب التقرير.