د./ صفوت روبيل بسطا
وتستمر أزمة الطفل شنودة الذي إنتزعوه من حضن أمه وأبوه بقانون عنصري لا فيه إنسانية ولا رأفة!  الذين غيروا أسمه من شنودة إلي يوسف ووضعوه في دار للرعاية بل وغيروا هويته ودينه إلي دين الفطرة ضاربين بعرض الحائط أي مشاعر  إنسانية أو ضياع مستقبل الطفل وتحطيم لأمال أسرة عاقرة وجدت ضالتها في تبني طفل يتيم مغلوب علي أمره .

فإذا كان الأسلام يرفض التبني فالمسيحية لا تمانع من ذلك ، والطفل وجدوه في دورة مياه للكنيسة  (أي أنه من أسرة مسيحية) ولم يجدوه في دورة مياه مسجد أو علي باب مسجد بل لم يجدوه في الشارع لكنا قلنا وقتها قد يكون مسلم وقد يكون مسيحي وكان ممكن يفصل القانون في ذلك .

فالقصة تقول أنه من 4 سنوات سمع أب كاهن بكاء طفل في دورة مياه الكنيسة فأخذ الطفل وأعطاه لزوج وزوجة ما بيخلفوش من 29 سنة ، الأب قرر أنه يتبني هذا الطفل وسماه شنودة وعاش معهم حياة سعيدة له ولهم وأكمل 4 سنوات ولأن الأب له قرايب (بنت أخته)وخافوا أن الطفل شنودة يحرمهم من الميراث بلغوا عن الأب والأم أنهم خطفوا الطفل ورفعوا عليه قضية !؟

هنا تكمن المشكلة الرئيسية والأصلية وليس مشكلة القانون فقط ، وعلينا نبحث عن السبب الذي جعل القرايب المسيحيين يحطموا حياة الطفل وحياة الأب والأم المكلومين!؟
جميع الأقباط تباروا في إلقاء اللوم علي القانون الظالم ولم يلتفت أحد إلي القريب الظالم الذي ظلم الطفل وظلم الأب والأم من أجل عدم المحبة ومن أجل  الطمع في المال !؟

أنه (الطمع في الميراث) !! أنه عدم المحبة التي سادت بيننا نحن المسيحيين للأسف !!؟
لماذا أصبحنا لا نحب بعضنا البعض ؟ ولماذا كل هذا الحقد والغل نحو بعضنا البعض!؟
بالرغم ان كتابنا المقدس علمنا ويعلمنا دائما أن : أحبوا بعضكم بعضا ، وأن الذي لا يحب أخاه الذي يراه كيف يحب الله الذي يراه لأن : الله محبة .
بل أعظم وصيتين أوصانا بهما رب المجد أن : تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ، وتحب قريبك كنفسك .
أين نحن الأن من هذه الوصايا الذهبية !؟

هل بنحب قريبنا كأنفسنا !؟ العكس صحيح في هذا الزمن الردئ للأسف !؟
شاءت الظروف وأنا متواجد في مصر في شهر أغسطس الماضي وفي عز لهيب الحر الذي لا يطاق وبرود المشاعر الأخوية!  ، أن أتابع عن قرب مشكلة الميراث بين بعض الأخوة والأخوات المسيحيين للأسف ، وكم هالني الطمع وعدم المحبة بين جميعهم  والتشبث بمال الدنيا الفاني ،     والذي أثر فيا جدا وماذال أن أحد الأخوة  لم تفرق معه لا مبادئ ولا سيرة أبيه المتوفي بل كان يسب ويلعن علي أبيه الذي رباه وكبره  في صورة تقشعر لها الأبدان ويسب ويلعن ويدعي علي أخوته جميعا  للأسف !!؟

 وتصل حد الكراهية بين الأخوة والأخوات أن يهددوا بعضهم البعض بأن يستعينوا بناس غير مسيحيين في وسيلة ضغط وترهيب خسيسة لأخذ ميراثهم تماما كما فعلت إبنة أخت هذا الأب وبلغت عن خالها لضمان أن لا يروح الميراث للطفل شنودة !؟ والغريب جدا أن الذين يفعلون ذلك مقتنعون جدا أنهم إذا إستاعانوا بغير المسيحيين فلن يستفيدوا شيئا لأنهم سوف يخسرون كل شيئ هم وأخوتهم جميعا ! و يبررون فعلتهم الشنيعة هذه ويقولون : عليا وعلي أعدائي ! هل وصلنا إلي هذا الحد من الكراهية !؟

وهكذا تكمن مشكلتنا الرئيسية في أننا نسمح لغير المسيحيين أن ندخلهم في مشاكلنا وندخلهم بيوتنا ونطلعهم علي أسرارنا ونتيجة ذلك يلعبون علي مشاعر بناتنا وفجأة  تختفي البنت ووقتها نصرخ ونلطم ونقول خطفوا البنت أو ظلمونا !!؟؟
إننا نحن الذين نظلم أنفسنا وليس الأخرين يا سادة .

أنه الميراث '>الطمع في الميراث وعدم المحبة ،  الذين ظلموا الطفل شنودة وأبيه وأمه وليس القانون فقط ياسادة .
 أنها الكراهية البغيضة التي أستشرت بيننا نحن المسيحيين للأسف !؟
وقبل أن نلوم القانون الظالم علينا أن نلوم أنفسنا أولا .

وكما قال الشاعر قديما : نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا .