د. أمير فهمى زخارى المنيا
هل مازالت رأس القديس يوحنا المعمدان تحت قبه المسجد الأموى في سوريا؟

قصة قطع رأس القديس يوحنا المعمدان:
وردت أخبار مقتله في الأناجيل الثلاثة إذ يُروَى أن الملك "هيرودوس أنتيباس" كان يرغب الزواج من "هيروديا" وكانت زوجة أخيه "فيليبس"، وعندما استشار "يوحنا المعمدان" قال للملك: "لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك" فغضبت هيروديا، وغضب الملك من أجلها، فما كان منه إلا أن أمر بتوثيق "يوحنا المعمدان" والزجّ به في السجن، إرضاء لها.

وفي حفل العشاء، طلب من سالومي أن ترقص في الحفل، وأقسم هيرودوس؛ أنه سيعطيها مهما طلبت، وقال "لأعطينك كل ما تطلبين حتى ولو كان نصف مملكتي"، فاستشارت أمها، التي أشارت عليها بأن تطلب "رأس يوحنا المعمدان" فوافق الملك، وأرسل السيّاف إلى يوحنا في السجن في قلعة مكاور، فقطع رأس يوحنا، وأحضره على طبق وقدمه الملك إلى هيروديا، والدة سالومي.

مكان قطع رأس يوحنا المعمدان:
تقع قلعة مكاور مكان قطع رأس النبي يوحنا المعمدان على بعد حوالي 30 كم من الجهـة الجنوبية الغربية من محافظة مأدبا، والتى توجد على جبل يرتفع عن سطح البحر ما يقرب من 750 مترا.

العثور على رأس يوحنا المعمدان:
30 امشير - 9 مارس في مثل هذا اليوم تم العثور على رأس القديس يوحنا المعمدان في حِمْص بالشام...

قصة رحلة رأس يوحنا المعمدان:
بدأت عندما قطع هيرودس رأسه المقدس بسبب زواجه من هيروديا ( مت 14: 3 – 12)، ثم أخفي الرأس المقدس في منزله، وظلت مجهولة زماناً طويلاً حتى أتى رجلان مسيحيان من أهل حمص إلى أورشليم في الصوم الكبير للتبرك من الأماكن المقدسة، وأمسى عليهما الوقت بالقرب من بيت هيرودس، فناما فظهر القديس يوحنا لأحدهما وأعلمه باسمه وعرفه بموضع رأسه وأمره أن يحمله معه إلى منزله،

فلما استيقظا من نومهما حفرا في الموضع الذي أخبرهما به القديس، فوجدا الرأس المقدس داخل وعاء فخاري.

ولما فتحاه صعدت منه رائحة طيبة، وأخذ الرجل الذي رأى الرؤيا الرأس معه إلى منزله، ووضع أمامه قنديلاً، وبعد وفاة هذا الرجل انتقل الرأس من مكان إلى آخر داخل مدينة حِمْص إلى أن ظهر القديس يوحنا لأنبا مرتيانوس أسقف حمص في أواخر القرن الرابع وأرشده إلى موضع الرأس فأخذها واحتفل بها احتفالاً عظيماً.

أين توجد رأس يوحنا المعمدان حاليا:
رأس يوحنا المعمدان مازالت موجودة في كنيسة يوحنا المعمدان سابقا أو (الجامع الأموي حاليا) بدمشق وله قصة شهيرة طبقا للمخطوطات التي توجد بدير (سيدة البلمند بلبنان) حيث تحولت الكنيسة التي كانت بها رأس يوحنا المعمدان والتي بناها الروم البيزنطيين في القرن الرابع والتي تحولت إلي الجامع الأموي في القرن الثامن في ظل الخلافة الفاطمية بعد إحتلال العرب لبلاد الشام وأصدر الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك) سنة 705 م بتحويل كنيسة يوحنا المعمدان إلي الجامع الأموي وما زالت رأس يوحنا تحت قبته حتى الأن.

بركة القديس يوحنا المعمدان فلتكن معنا آمين.
د. أمير فهمى زخارى المنيا