محمد عبد المجيد
كَتــَـبَ يتهمني(!) بأنني مسيحي متخفي خلف اسم إسلامي بسبب كتاباتي المتكررة عن حقوق أقباطنا رغم أنني مسلم منذ 76 عاماً!

 غريب أمر هؤلاء الناس كأنهم اختاروا أديانهم قبل مولدهم؛ ثم ما هو الخطأ أو العيب أو الجريمة أن يختار لك الأب والأم دينهما، اليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو الهندوسية أو الزرادشتية أو البهائية أو البابية أو يتركانك بدون دين حتى إذا بلغت رُشدَك اخترت أنت الدين أو اللا دين؟

الحماقة أن تفتخر عقليا وفكريا بما لم تقُم باختياره، ولكن لا مانع من الارتياح النفسي فهي عادة، فتستريح للمسيحية أو للإسلام أو لأي عقيدة عشت معها وبها، وليس لك فضل في اعتناقها.

تخيل أن يحاسب الله يوم القيامة أميّـا صينيا يعيش في قرية معزولة عن العالم ويسأله: لماذا لم تقُم باختيار الإسلام أو المسيحية أو أي دين شرق أوسطي؟

ليس المهم أن تقنع شخصا بأخطاء في دينه؛ ولكن الأصعب أن تجعله يغادر ماضيه وأهله وأحبابه وجيرانه ومعبده وكتابه المقدس وصورة الله في ذهنه ليرتمي في أحضان عقيدتك التي يجهلها.

أيها المتفاخرون، دعونا نعيش ونتطور فكريا ونفسيا وعقائديا من داخلنا وليس من ضغوطات الآخرين.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو    النرويج