ياسر أيوب
فى حوارى معه فى بيته فى بوينس آيريس .. أكد كارلوس منعم الرئيس الأسبق للأرجنتين أن مكانة مارادونا لن يصل إليها مستقبلا أى لاعب أرجنتينى آخر .. وأن شوارع بوينس آيريس التى تتسع وتتحمل مرور موكب رئيس الجمهورية بحراسته وسياراته لا تسع ماردونا حين يمر ويسير وراءه الناس .. وكانت هى نفس رؤية من التقيت بهم هناك سواء وزراء ونجوم فن ومجتمع أو رئيس اتحاد الكرة وقتها جروندونا وكارلوس بيلاردو مدرب الأرجنتين الفائز بكأس العالم .. ومات كارلوس منعم قبل أن يرى ما جرى يوم الإثنين الماضى فى مطعم دون خوليو فى منطقة باليرمو فى بوينس آيريس .. فقد عاد ليونيل ميسى إلى بلاده ليقود منتخبها فى مباراة أمام بنما .. وكانت زيارته الأولى منذ قاد ميسى بلاده للفوز بكأس العالم للمرة الثالثة .. وبعد مشاركته فى أول مران
 
للمنتخب اصطحب ميسى عائلته للعشاء فى هذا المطعم .. وما إن عرف الناس بوجود ميسى فى هذا المطعم حتى بدأوا يتناقلون الخبر ويتجمعون أمام المطعم لتحية ميسى والصراخ أو الهتاف قائلين موتشاتشوس أى الأولاد باللغة الإسبانية وهو الهتاف الذى أصبح ملازما للمنتخب الأرجنتينى أثناء مشواره فى قطر حتى الفوز بكأس العالم .. وتوقف المرور فى الشارع والشوارع المجاورة أيضا .. واحتاجت الشرطة وقتا طويلا وجهودا هائلة حتى نجحت فى تأمين خروج ميسى من المطعم إلى سيارته قرب الساعة الثانية بعد منتصف الليل .. والمفاجأة الثانية كانت حجم الإقبال والطلب على تذاكر مباراة بنما التى أقيمت مساء الخميس الماضى رغم أنها كانت ودية .. ومن بين مليون ونصف المليون طلب لم ينجح سوى 86 ألف إمرأة ورجل فى الحصول على تذاكر .. ومن بين
 
مئات الصحفيين لم ينجح إلا 340 صحفى فى دخول استاد مونيمنتال .. واضطرت الشرطة الأرجنتينية لنقل ميسى وأسرته وبقية لاعبى المنتخب وعائلاتهم إلى الاستاد وسط حراسة مشددة قبل بدء المباراة بست ساعات كاملة .. وعقب الفوز بهدفين احتفل ميسى مع زوجته وأبنائه الثلاثة حاملا نموذجا لكأس العالم الذى حمل مثله أيضا كل لاعبى المنتخب .. وما يعنينى فى هذه الحكاية وتفاصيلها الكثيرة جدا هو أنه لا الجمهور الأرجنتينى ولا إعلام الكرة هناك فكر فى عقد مقارنة بين مارداونا وميسى والانشغال بالبحث عن الأفضل منهما .. فهم ليسوا مثلنا حين نفضل دائما اختيارا واحدا فقط .. وكل نجم جديد لابد أن يشطب حضوره كل النجوم القدامى .. كأنه يصعب علينا أن نمتلك أكثر من نجم فى كل وأى مجال .. أما فى الأرجنتين .. فقد كانوا سعداء بأنه كان لديهم مارادونا وأصبح الآن لديهم مارادونا وميسى .. لم يضطروا لأن ينسوا مارادونا حتى يبقى ميسى وحده .. وكان هذا الحب أيضا بمثابة رسالة للنجم الكبير بعدما تلقى تهديدا مباشرا من عصابات المخدرات فى روزاريو التى هى مدينته هو وزوجته .. رسالة قالت لميسى أنه وسط عشاق لا أول لهم أو آخر وأنه ليس مضطرا لأن يخاف بعد اليوم
نقلا عن المصرى اليوم